حلب تعيد إحياء تراثها العريق بعد آثار الحرب

By العربية الآن

مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق

This aerial view shows the Citadel overlooking the city of Aleppo on December 17, 2024. - Aleppoís Old City, a UNESCO World Heritage Site since 1986, was devastated during the conflict that began in 2011, with intense battles between Syrian forces and rebels from 2012 to 2016, leaving its population of 2.1 million nearly emptied after a brutal siege. Now, after Assad's fall following a lightning rebel offensive led by Islamist group Hayat Tahrir al-Sham, residents are looking forward to reconstruction. (Photo by Ozan KOSE / AFP) / TO GO WITH 'SYRIA-CONFLICT-HISTORY-HERITAGE'
صورة جوية تظهر قلعة حلب المطلة على المدينة بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

آثار الحرب على حلب

يشهد فندق بارون الأثري في مدينة حلب، أكبر مدن الشمال السوري، على تاريخ طويل يمتد لأكثر من مئة عام، بالإضافة إلى المعارك العنيفة التي شهدتها المدينة خلال العقد الماضي بين القوات الحكومية والمجموعات المعارضة.
لقد أدت الاشتباكات والقصف الجوي المكثف، خاصة بين عامي 2012 و2016، إلى تدمير أجزاء كبيرة من معالم المدينة المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو، حيث تعتبر حلب من أقدم المدن المأهولة في العالم.

استعادة الحياة في المدينة

بعد السيطرة السريعة للمعارضة على المدينة في مطلع ديسمبر/كانون الأول الحالي، يبدو أن حلب تتجه نحو التعافي رغم الدمار الكبير الذي لحق بها.
جورج إدلبي، مرشد سياحي ذو خبرة 35 عاماً، يذكر أن “أكثر من 60% من مباني حلب القديمة هدمت”. بالرغم من ذلك، يظهر المتحف الوطني في حلب استعداداً لاستقبال الزوار بعد عمليات ترميم بسيطة.

مدخل المتحف الوطني في مدينة حلب كما يبدو في 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

حماية التراث الأثري

فيما يتعلق بالكنوز الأثرية لمتحف حلب، يوضح مدير المتحف أحمد عثمان: “لقد استفدنا مما جرى في الدول المجاورة”، وبخاصة العراق الذي شهد سرقة متاحفه، لذا اتخذنا التدابير اللازمة لحماية مجموعتنا الأثرية.
التماثيل الكبيرة تم تأمينها بتثبيتها بالاسمنت، بينما تم نقل القطع القابلة للنقل إلى مستودعات محمية.

عودة نشاط الأسواق القديمة

جدران الأسواق القديمة في حلب تحمل آثار المعارك والقصف، ولكن الحياة بدأت تعود تدريجيًا. بعد أعمال الترميم التي مولتها مؤسسة الآغا خان الثقافية وداعمين آخرين، عادت الأزقة الحيوية إلى سابق عهدها.

فاضل فاضل بائع في سوق تقليدي بحلب بتاريخ 17 ديسمبر/كانون الأول 2024 (الفرنسية)

جمال حبال، بائع يبلغ من العمر 66 عاماً، أشار إلى أنه أعاد فتح متجره منذ عام. يقول: “لدينا الكثير من الذكريات هنا، كان السوق ينبض بالحياة، ولكن فجأة، وقعت الأزمة”.

## إعادة الإعمار في حلب: أمل في الأفق

التحديات التي تواجه التجار

يستذكر جمال حبال، أحد التجار في مدينة حلب، أنه اضطر لترك متجره قبل العودة إليه في عام 2018. وسط مشاهد الدمار وقلّة الحركة وضعف الإنارة، يقول “الأوضاع ما زالت صعبة”.

كذلك، أعاد فاضل فاضل، البالغ من العمر 51 عامًا، فتح متجره الذي يبيع التذكارات والصابون والصناديق المرصعة. ويقول: “كان كلّ شيء مدمراً هنا”، معربًا عن أمله في أن تعود المدينة “مركزًا تجاريًا وصناعيًا وسياحيًا” كما كانت.

الذكريات العريقة للفندق

يعتبر فندق بارون من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، حيث استقبل شخصيات بارزة مثل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول، ومؤسس نظام جمهورية تركيا الحديثة مصطفى كمال أتاتورك، وأيضًا الكاتبة البريطانية المشهورة آغاثا كريستي.

أهمية إعادة الإعمار

كان فندق بارون مقصداً للزوار والمهتمين بالتاريخ بفضل عمارته الرائعة ومحتوياته التي توثق تاريخًا مضى، مثل فاتورة لم تُسدّد تعود للضابط والدبلوماسي البريطاني لورانس العرب. ومع ذلك، فإن غرف الفندق وباحاته بحاجة إلى إعداد وترتيب لاستقبال الزوار مجددًا.

خلال عام 2014، وفي ذروة الحرب السورية، عبّر آرمان مظلوميان، آخر مالكي الفندق، عن تشاؤمه بشأن مستقبل الفندق، حيث قال “أخشى أن تكون الأيام الجميلة قد ولّت”، ثم توفي قبل أن تنتهي الحرب.

الخاتمة

تظل مدينة حلب، رغم الدمار الذي لحق بها، رمزًا للأمل في إعادة الإعمار والعودة إلى الحياة التجارية والصناعية التي كانت تتمتع بها.

المصدر: الجزيرة + الفرنسية

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version