خالد العظم: سياسي براغماتي

يُعتبر خالد العظم من بين قلة من السياسيين السوريين الذين مارسوا السياسة وفقًا للمفاهيم الغربية، حيث كانت السياسة بالنسبة له وسيلة لتحقيق أهداف واضحة بعيدًا عن التأثُّر بالمشاعر الشعبوية أو الالتزام بأيديولوجيات ثابتة أو الجاذبية آنية.

علاقات مع الفرنسيين

رغم أنه لم يكن من رجال الاستقلال الوطني السوري، ولم ينتمِ إلى حركة القومية العربية عند انطلاقتها، فإن العظم، على مدار سنوات طويلة، تعاون مع الفرنسيين وتقلد مناصب إدارية وسياسية برتب مرتفعة خلال فترة حكمهم، دون أن يُوصم بصفات الخيانة أو العمالة مثل غيره.

التقارب مع الاتحاد السوفياتي

خلال فترة رئاسته للحكومة، لم يمنعه انتماؤه لعائلة إقطاعية كبيرة في دمشق من Foster العلاقات مع الاتحاد السوفياتي والاشتراكيين، بل تزامن ذلك مع توجهاته نحو السلاح من الكتلة الشرقية، وخاصة تشيكوسلوفاكيا.

كان للعظم صراعات سياسية مع الساسة اللبنانيين بعد الاستقلال، على الرغم من الروابط الشخصية القوية التي جمعته بهم.

الأزمة الاقتصادية مع لبنان

عند استقلال سوريا ولبنان، ارتبطت الدولتان باتحاد جمركي، مما أدى إلى استغلال التجار اللبنانيين لمزايا هذا الوضع. وقد أدرك العظم، أثناء توليه رئاسة الحكومة، التأثير السلبي على الاقتصاد السوري وطلب من الحكومة اللبنانية تحويل الاتحاد إلى وحدة اقتصادية، ولكن الطلب قوبل بالرفض.

العظم أوقف هذا الاتحاد وأغلق الحدود أمام السلع اللبنانية، مما تسبب في أزمة اقتصادية للبنان.

نهاية مأساوية

لم يكن العظم يتوقع أنه بعد سنوات من هذه الأزمة، سينتهي به المطاف كلاجئ في بيروت، ولا مبلغ بعيد عن عائلته وأملاكه المفقودة. توفي عام 1965 تاركًا وصية بأن يُدفن بعيدًا عن دمشق، المدينة التي عاش فيها معاركه السياسية.

يُروى أن أحد أصدقائه سأله عن سبب انخراطه في السياسة رغم ثروته، فرد العظم بأن التحية العسكرية تعادل نصف ثروته، لكنه انتهى بفقدان كل شيء.