خطة تطعيم 640,000 طفل في غزة ضد شلل الأطفال: 3 أيام و1.3 مليون جرعة

By العربية الآن


القدس (AP) – ستبدأ منظمة الصحة العالمية وشركاؤها حملة لتطعيم 640,000 طفل فلسطيني ضد شلل الأطفال في غزة اعتبارًا من يوم الأحد، في خطوة جريئة وسط حرب مدمرة أدت إلى تدمير النظام الصحي في المنطقة.

ظهور أول حالة شلل أطفال منذ 25 عامًا

تأتي هذه الحملة بعد ظهور أول حالة شلل أطفال في غزة منذ 25 عامًا، حيث أصيب بها طفل يبلغ من العمر 10 أشهر، وهو الآن مشلول في الساق. وتقول منظمة الصحة العالمية إن وجود حالة شلل يدل على احتمال وجود مئات آخرين قد يكونون مصابين ولكن لا يظهرون أعراضًا.

أعراض الشلل والكشف المبكر

معظم الأشخاص المصابين بشلل الأطفال لا تظهر عليهم أعراض، وعندما تظهر الأعراض، فإن معظمهم يتعافى في غضون أسبوع تقريبًا. لا يوجد علاج، وعندما يسبب شلل الأطفال الشلل، غالبًا ما يكون دائمًا. وإذا أثر الشلل على عضلات التنفس، فقد تكون الحالة مميتة.

تحديات الحملة في غزة

ستكون مهمة التطعيم صعبة؛ حيث تعرضت طرق غزة للتدمير، وتضررت المستشفيات بشكل كبير، والسكان محاصرون في جيوب معزولة.

قالت منظمة الصحة العالمية يوم الخميس إنها توصلت إلى اتفاق مع إسرائيل حول فترات توقف محدودة في الأعمال القتالية للسماح بتنفيذ حملة التطعيم. ومع ذلك، تظل هذه الحملة واسعة النطاق مليئة بالتحديات في منطقة مغطاة بالأنقاض، حيث تم تهجير 90% من السكان الفلسطينيين.

مدة الحملة وجدول التطعيم

ستبدأ حملة التطعيم التي تستمر ثلاثة أيام في وسط غزة يوم الأحد خلال “وقف إنساني” من الساعة السادسة صباحًا حتى الثالثة مساءً، ويمكن إضافة يوم آخر إذا لزم الأمر، وفقًا لما قاله الدكتور ريك بيبركرن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية.

سيتحرك الجهد بعد ذلك إلى جنوب غزة وشمالها خلال وقفات إنسانية مماثلة.

مستهدفون الحملة

تستهدف الحملة 640,000 طفل تحت سن العشر سنوات، بحسب منظمة الصحة العالمية. سيتلقى كل طفل جرعتين من لقاح شلل الأطفال الفموي على جولتين، حيث سيتم إعطاء الثانية بعد أربعة أسابيع من الأولى.

أماكن التطعيم

تمتد مواقع التطعيم في غزة، سواء داخل أو خارج مناطق الإخلاء الإسرائيلية، من رفح في الجنوب وحتى المناطق الشمالية من القطاع. وقالت وزارة الصحة الواقعة في رام الله يوم الجمعة إنه سيكون هناك أكثر من 400 موقع تطعيم “ثابت” — الأكثر في خان يونس، حيث أعلى كثافة سكانية، حيث يوجد 239,300 طفل تحت سن العشر سنوات.

بالمثل، سيكون هناك حوالي 230 موقع “توزيع” — تجمعات مجتمعية ليست مراكز طبية تقليدية — حيث سيتم توزيع اللقاحات.

حالة اللقاحات الحالية والتحديات المستقبلية

عبر نقطة تفتيش كرم أبو سالم، تم إدخال نحو 1.3 مليون جرعة من اللقاح، والآن يتم تخزينها في مستودع في دير البلح في “تخزين سلسلة التبريد”. هذا يعني أن المستودع قادر على الحفاظ على درجة الحرارة المناسبة للحفاظ على فعالية اللقاحات. ومن المقرر أن تصل شحنة أخرى تتكون من 400,000 جرعة إلى غزة قريبًا.

سيتولى فريق يتكون من أكثر من 2000 متطوع طبي نقل اللقاحات إلى مواقع التوزيع، وفقًا لما ذكره عمار عمار، المتحدث باسم اليونيسف.

التحديات أمام الحملة

من المؤكد أن تنفيذ أي نوع من الحملات التي تتطلب عبور قطاع غزة والتفاعل مع نظامه الطبي سيفرض صعوبات كثيرة. حيث تقدر الأمم المتحدة أن حوالي 65% من شبكة الطرق في غزة قد تضررت، ونصف مستشفيات القطاع تقريبًا خارج الخدمة.

قطع شمال القطاع عن الجنوب، ولا تزال التنقلات بين المنطقتين صعبة طوال فترة الحرب بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية. وقد اضطرت مجموعات الإغاثة لتعليق رحلاتها بسبب مخاوف أمنية، بعد أن استهدفت القوافل من قبل الجيش الإسرائيلي.

قال بيبركرن يوم الجمعة إنه لا يمكن لمنظمة الصحة العالمية القيام بالتطعيمات من منزل إلى آخر في غزة كما فعلوا في حملات شلل أطفال أخرى.

غايات الحملة وكيفية الحصول على اللقاح

يقول فريق منظمة الصحة العالمية إن الأطفال عادة ما يحتاجون إلى حوالي ثلاث إلى أربع جرعات من لقاح شلل الأطفال الفموي، كل جرعة تتكون من نقطتين، ليكونوا محميين ضد المرض. إذا لم يتلق الأطفال جميع الجرعات، فإنهم يصبحون عرضة للعدوى، وقد يحتاج الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية أو إصابات أخرى إلى أكثر من 10 جرعات لضمان الحماية الكاملة.

الأعراض الجانبية ومخاطر الإصابة

نعم، هناك آثار جانبية، لكنها نادرة جدًا. تم إعطاء ملايين الجرعات من اللقاح للأطفال حول العالم، وهو آمن وفعال. ومع ذلك، في حوالي 1 من كل 2.7 مليون جرعة، يمكن أن يسبب الفيروس الحي في اللقاح الشلل للطفل الذي يتلقى اللقاح.

كيف بدأت هذه الحالة في غزة؟

النوع من فيروس شلل الأطفال الذي أدى إلى تفشي المرض الأخير هو فيروس متحور من لقاح شلل الأطفال الفموي. يحتوي لقاح شلل الأطفال الفموي على فيروس حي ضعيف، وفي حالات نادرة جدًا، يمكن أن يتم التخلص من هذا الفيروس من قبل المستفيدين ويتحول إلى شكل جديد قادر على التسبب في تفشي جديد.

___

ساهم مراسلو وكالة أسوشيتيد برس سامي مجدي في القاهرة وماريا تشينغ في لندن بهذا التقرير.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version