دراسة تكشف عن سبب الحكة المزمنة التي تؤرق ملايين الناس
في الدراسة التي نشرت نتائجها مؤخرا في مجلة ساينتيفك ريبورتس في 29 يوليو/تموز، اكتشف الباحثون انخفاضا غير عادي في مستويات بعض المؤشرات في بلازما الدم لدى هؤلاء المرضى، مما قد يساهم في تحديد أسباب أعراضهم المؤلمة.
نقص في عدد من الأحماض الأمينية ومواد أخرى
أوضح البروفيسور شون كواترا، الباحث الرئيسي في الدراسة ورئيس قسم الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة ميريلاند، أن “دراستنا قد كشفت عن نقص ملحوظ في بعض مؤشرّات الأيض، بما فيها العديد من الأحماض الأمينية المهمة والمواد الأيضية التي تشارك في تنظيم الجهاز المناعي لدى مرضى الحكة المزمنة غير المعروفة السبب، وذلك بالمقارنة مع مجموعة التحكم السليمة. هذا الاكتشاف هو خطوة مهمة، حيث يقدم رؤى جديدة حول أسباب هذه الحالة ويفتح آفاقا لعلاجات مستقبلية”.
تعتبر الحكة المزمنة غير المبررة الأكثر شيوعاً بين كبار السن، حيث تسبب حكة شديدة تستمر لأكثر من 6 أسابيع. العلاجات الحالية للتخفيف من الأعراض غير مرخصة، وغالبًا ما تكون فعالية منخفضة، مما يؤثّر سلباً على جودة حياة الكثير من المرضى.
في هذه الدراسة، أجرى الباحثون مقارنة بين عينات بلازما الدم لمجموعة من مرضى الحكة المزمنة غير المبررة ومجموعة التحكم، ليجدوا أن مستويات تسعة أحماض أمينية كانت أقل لدى المرضى، وأن هذه المستويات المنخفضة ترتبط بشدة الحكة.
الحكة والتجارب على الفئران
أظهرت دراسات سابقة على الحيوانات وجود ارتباط بين المستويات المنخفضة من الأحماض الأمينية وأعراض الحكة في الفئران. حيث تعتبر هذه الأحماض الأمينية عناصر أساسية في تكوين المواد الكيميائية العصبية التي تلعب دوراً في استجابة الجسم للحكة. تشير الأبحاث إلى أن إعطاء الفئران أدوية مثل مضادات الاكتئاب، التي تزيد من مستويات هذه الناقلات العصبية، يقلل من أعراض الحكة.
وأشار الدكتور كواترا إلى أن “العديد من المؤشرات الأيضية التي نلاحظ انخفاض مستوياتها في دم مرضى الحكة المزمنة غير المعروفة السبب، مثل التربتوفان والجلايسين، قد تساهم في الآلية المرضية الأساسية لهذه الحالة. ومع ذلك، نحتاج إلى دراسات إضافية أوسع للتحقيق في ذلك بشكل متعمق”.
الحكة المزمنة والمناعة
بالإضافة إلى تأثيرها على المواد الكيميائية العصبية، تشير التغييرات في العديد من المؤشرات الحيوية المرتبطة بمرضى الحكة المزمنة غير المعروفة السبب إلى وجود خلل في المناعة قد يتسبب في الحالة. تتمثل آلية أخرى للتربتوفان والسيروتونين في تنظيم مسار الحكة عن طريق تقليل تكاثر الخلايا الليمفاوية، حيث تكتشف مستقبلات السيروتونين في مجموعة من الخلايا المناعية، بما في ذلك الخلايا البدينة والخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية وخلايا لانغرهانس. لذا، تعتبر وظيفة الأدوية التي تؤثر على هذه المستقلبات مزدوجة، إذ تؤثر على كل من النقل العصبي والتنظيم المناعي.
رابط المصدر