دراسة: نظام الكيتو لعلاج مشاكل المناعة

By العربية الآن

دراسة: نظام الكيتو يمكن أن يعالج اضطرابات المناعة

keto diet
نظام كيتو الغذائي يعتمد على زيادة نسبة الدهون في الحصص الغذائية (شترستوك)

كشف بحث حديث من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو أن نظام الكيتو الغذائي قد يساعد في تخفيف النشاط المفرط للجهاز المناعي، مما يعد بفرص علاجية جديدة للمصابين بأمراض مثل التصلب اللويحي.

هذا التأثير الإيجابي لنظام الكيتو على المناعة تم تحديده من خلال دراسة أجريت على الفئران، والتي نُشرت في مجلة “سيل ريبورتس”، وقد تناولت نتائجها موقع “يوريك أليرت”.

أظهرت الدراسة أن النظام الغذائي الكيتوني يزيد من مستويات المركبات المضادة للالتهابات في الجسم، من خلال تأثيره على بعض العوامل المرتبطة بأعراض التصلب اللويحي.

أظهرت دراسة أميركية حديثة أن نظام الكيتو الغذائي يسهم في تهدئة النشاط المفرط للجهاز المناعي (شترستوك)

تعريف نظام الكيتو

يعتمد نظام الكيتو على تقليل كميات الكربوهيدرات بشكل كبير، مثل المخبوزات والمعكرونة والفواكه، مع السماح بزيادة استهلاك الدهون. في ظروف نقص الكربوهيدرات، يستخدم الجسم الدهون بدلاً منها، مما يؤدي إلى إنتاج أجسام الكيتون التي توفر الطاقة للخلايا وتؤثر على الجهاز المناعي.

يعتبر الكيتون مادة كيميائية طبيعية يُنتجها الجسم عند استخدام الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الكربوهيدرات. ومع قلة الإنسولين، لا يستطيع الجسم استخدام الجلوكوز بكفاءة، فيبدأ في تكسير الدهون لإنتاج الكيتونات، والتي تتشكل غالباً في الكبد.

البحث عن الكيتون كعلاج

وجدت الدراسة أن الفئران التي تنتج كيتون يسمى “بيتا هيدروكسي بيوتيرات” تعاني من أعراض أقل شدة لمرض التصلب اللويحي. يعمل هذا الكيتون على تحفيز بعض البكتيريا النافعة في الأمعاء لإنتاج حمض اللاكتيك الإندولي، الذي يمنع تنشيط الخلايا المناعية المرتبطة بهذا المرض.

أشار الدكتور بيتر تورنبو، أحد الباحثين في الدراسة، إلى أن النتائج مثيرة للاهتمام، حيث تُظهر إمكانية حماية الفئران من الأمراض الالتهابية عند اعتمادها على نظام غذائي غني بهذه المركبات.

يعتمد نظام الكيتو على تقييد استهلاك الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بشكل كبير مثل المخبوزات والمعكرونة والفواكه والسكريات بالمقابل يسمح باستهلاك الدهنيات (شترستوك)

مستقبل العلاج بالنظام الغذائي

تتجه الأنظار الآن نحو إمكانية استخدام نظام الكيتو كأحد طرق العلاج المستقبلية لاضطرابات المناعة، في ظل النتائج المشجعة التي ظهرت من هذه الدراسة. يسعى الباحثون لاستكشاف المزيد من الآثار المحتملة لهذا النظام الغذائي وكيفية توظيفه في معالجة حالات أخرى مماثلة.

دراسة جديدة حول تأثير النظام الغذائي الكيتوني على مرض التصلب اللويحي

أجرى العلماء بحثاً لاستكشاف تأثير النظام الغذائي الكيتوني على الفئران المصابة بمرض التصلب اللويحي، وكان لافتًا أن هذه الفئران لم تتمكن من إنتاج الكيتون بيتا هيدروكسي بيوتيرات في أمعائها، مما تسبب في تفاقم التهابها مقارنة بتلك التي استطاعت إنتاج هذا الكيتون.

المفاجأة كانت حينما تم دعم النظام الغذائي لهذا النوع من الفئران بمصدر خارجي للكيتون بيتا هيدروكسي بيوتيرات، حيث شهدت تحسنًا ملحوظًا في حالتها.

تجارب علمية لفهم آلية الكيتون

لتحديد كيفية تأثير الكيتون على البكتيريا النافعة في الأمعاء، وُجد أن الباحثين قاموا بعزل ودراسة هذا الكيتون عبر ثلاثة نماذج من الفئران، حيث تم تقسيمها إلى مجموعات مختلفة وفقًا لنظامها الغذائي: المجموعة الأولى اتبعت نظام كيتو غذائي، والثانية نظام غذائي عالي الدهون، والثالثة تم إضافة الكيتون كمكمل خارجي.

عند فحص مخرجات عملية الأيض للميكروبات في كل مجموعة، تبين أن الفائدة تأتي من بكتيريا نافعة تُسمى “لاكتوباسيللوس مورينوس” (Lactobacillus murinus). خلال التجارب، اكتشف العلماء أن هذه البكتيريا تنتج حمض اللاكتيك الأندولي المعروف بتأثيره الإيجابي على الجهاز المناعي.

تحسين الأعراض من خلال تدخلات معينة

في دراسة تالية، تم إعطاء الفئران إما البكتيريا النافعة (L. murinus) أو حمض اللاكتيك الأندولي مباشرة كعلاج لمرض التصلب اللويحي، وقد لاحظ العلماء تحسنًا كبيرًا في أعراض المرض في كلا الحالتين.

رغم أن التجارب تمت على فئران مختبر، فإن النتائج تُعد بداية واعدة لإيجاد طرق جديدة لعلاج مرض التصلب اللويحي واضطرابات المناعة الذاتية عبر المكملات الغذائية.

رأي العلماء وآمال العلاج

يقول الدكتور تورنبو: “السؤال الكبير الآن هو مدى إمكانية تطبيق هذه النتائج على المرضى الحقيقيين؟ ومع ذلك، أعتقد أن النتائج تعطي أملاً في تطوير بدائل أكثر سهولة لمساعدة المرضى بدلاً من الالتزام بأنظمة غذائية صارمة وصعبة.”

النظام الغذائي الكيتوني يسهم في زيادة المركبات المضادة للالتهابات في الجسم (شترستوك)

ما هو مرض التصلب اللويحي؟

يعتبر التصلب اللويحي (Multiple sclerosis) وفقًا للمعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية في الولايات المتحدة، اضطرابًا عصبيًا مزمنًا في مناعة الجسم حيث يهاجم الجهاز المناعي الخلايا السليمة مما يؤدي إلى ظهور أعراض متعددة لدى الأشخاص عادة ما تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا.

الأعراض المرتبطة بمرض التصلب اللويحي

تشير الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة إلى أن لكل مريض أعراضه الخاصة، وعادة ما تظهر الأعراض على شكل “انتكاسات” قد تختفي ثم تعود لتزيد سوءًا. من بين الأعراض الأكثر شيوعًا:

  • الشعور بالتعب الشديد.
  • مشاكل في العينين أو في الرؤية، مثل عدم وضوح الرؤية أو الألم في العين.
  • الشعور بالتنميل أو الوخز في أجزاء مختلفة من الجسم.
  • عدم التوازن والدوار.
  • تشنجات وتصلب في العضلات.
  • زيادة الحاجة للتبول.
  • مشاكل في الذاكرة أو التركيز.
المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version