نيويورك تايمز: دعم واشنطن للمليشيات المحلية في أفغانستان ساهم في نجاح طالبان
سلط تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الضوء على الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في دعم وتمويل المليشيات المحلية لمحاربة حركة طالبان، مما ساهم في تفاقم الأوضاع في أفغانستان. وأكد التقرير أن هذه المليشيات، التي ارتكبت انتهاكات عديدة بحق المدنيين، بما في ذلك تدمير القرى والتعذيب والقتل، كانت سببًا رئيسيًا في دعم السكان لطالبان ونجاحها في الظهور كقوة سياسية.
دعم أميركي رغم الانتهاكات
أشار التقرير إلى أن عدة وثائق مسربة تكشف أن الولايات المتحدة كانت على دراية بتورط هذه المليشيات في أعمال القمع والتعذيب، ومع ذلك استمرت في دعمها بالسلاح والمال، بالإضافة إلى حمايتها من المساءلة القانونية.
تجنيد المليشيات في قندوز
بدأ الجيش الأميركي، بما في ذلك القوات الخاصة، في تجنيد وتدريب المليشيات غير القانونية في ولاية قندوز والقرى المحيطة بها منذ عام 2009. ورغم تحذيرات الشيوخ المحليين من أن هذه المليشيات قد تشكل خطرًا أكبر من طالبان، إلا أن تلك التحذيرات لم تؤخذ بعين الاعتبار.
العبث بالأمن المدني
على مدى أكثر من 10 سنوات، انتشرت هذه المليشيات في شمال أفغانستان، مما تسبب في معاناة المدنيين من التعذيب والاختطاف والقتل، مما زاد من كراهية الشعب للحكومة الأفغانية وحلفائها الأميركيين، ودفعهم للجوء إلى طالبان كخيار بديل.
سقوط المدن بين أيدي طالبان
نتيجة لهذه الأوضاع المضطربة، سقطت عدد من المدن تحت سيطرة طالبان، بما في ذلك قندوز، المعروفة بمقاومتها، في حين تمكنت طالبان من السيطرة على العاصمة كابل في 15 أغسطس 2021، تزامنًا مع انسحاب القوات الأميركية.
أصوات الشهود وتفاصيل الدعم
أفاد الكاتب عزام أحمد، الذي عمل مراسلاً صحفياً في أفغانستان، بأن العديد من المقابلات التي أجريت مع السكان في قندوز أظهرت الأثر الكارثي لهذا الدعم الأميركي للمليشيات.
تحالف ضد المدنيين
مع تزايد الدعم الأميركي والمالي للمليشيات، زادت جرائمها، مما جعل المدنيين يلتفون حول طالبان بشكل أكبر. وأوضح مطيع الله روحاني، قائد سابق في طالبان، أن دعم المليشيات من قبل الولايات المتحدة أدى إلى تجنيد المزيد من الناس لصفوف طالبان.
تجارب إنسانية مريرة
أحد الشهادات كانت لمحمد فريد، الذي تعرض للاعتقال بسبب رفضه دفع الضرائب للمليشيات، الذي قال إن المليشيات كانت تصنف أي شخص معارض لها على أنه من طالبان. بينما عانى شهد محمد، الذي عمل خياطاً، لأكثر من عام من التنكيل قبل أن يلجأ للانضمام لطالبان، حيث قاد وحدة لمحاربة المليشيات.
أسماء بارزة من قادة المليشيات
تطرق التقرير لبعض القادة المعروفين مثل محمد عمر، “كاسر الجدار”، الذي عُرف بشراسته وتدميره لمنازل القرويين، وحاجي فاتح الذي مارس التعذيب والابتزاز.
غياب المساءلة
على الرغم من الشكاوى المتكررة، استمر دعم الحكومة الأفغانية للمليشيات، حتى عقب سقوط قندوز في يد طالبان، مما أسفر عن هروب بعض القادة إلى الخارج دون أي مساءلة.
رابط المصدر