أعلنت مبادرة بحثية مبتكرة عن إطلاق أول مجموعة بيانات رئيسية تربط بين العوامل البيئية والعلامات الحيوية ومرض السكري من النوع الثاني. وقد كشف البحث الذي يحمل عنوان «أطلس الذكاء الاصطناعي الجاهز والعادل لمرض السكري» عن علاقات مثيرة بين تلوث الهواء وحالة السكري، مما يمهد الطريق لمعايير جديدة في البحث الصحي.
تحليل شامل لمرض السكري
وفي حين كانت الأبحاث السابقة تركز غالبًا على القياسات الطبية التقليدية، إلا أن الدراسة المنشورة في مجلة «Nature Metabolism» في 8 نوفمبر 2024، تتبنى مقاربة جديدة. إذ تعمل مبادرة «أطلس الذكاء الاصطناعي» على دمج أجهزة الاستشعار البيئية وعناصر مثل فحص العين والاختبارات النفسية، إلى جانب العلامات البيولوجية لفهم تطور مرض السكري بشكل أفضل.
وتسجل البيانات الأولية من 1067 مشاركًا، مما يمثل ربع هدف الدراسة. وقد أظهرت النتائج الأولية نمطًا واضحًا يربط بين حالة المرض والتعرض لجزيئات ملوثة في الهواء.
دعم تنوع الأبحاث
تسعى مبادرة «أطلس الذكاء الاصطناعي» لإنشاء مجموعة بيانات واسعة لأبحاث السكري من النوع الثاني. حتى الآن، جمعت بيانات من 25% فقط من الأهداف المتوقعة، مع التركيز على التنوع بين الأعراق (الأبيض، الأسود، الإسباني، والآسيوي) والجنسين، مع مراعاة جميع مراحل المرض.
يوضح الدكتور آرون لي، الباحث الرئيسي، أهمية المشروع في فهم عوامل الخطر وتعزيز الصحة، بما يسهم في اكتشافات جديدة في مجال الوقاية من السكري وإدارته.
وتشير الدكتورة سيسيليا لي إلى أن مرض السكري من النوع الثاني يظهر بطرق مختلفة لدى الأشخاص، مع تأكيدها على أهمية البيانات الكبيرة التي تسمح بدراسة الفروقات لتحسين العلاجات.
تغيير منظور البحث في الصحة والمرض
تأتي هذه الدراسة بجديد، حيث تركّز على كيفية انتقال الأشخاص من الصحة إلى المرض، ونحو الصحية مرة أخرى. ويمكن أن يؤدي هذا التركيز إلى تطوير وسائل أفضل للوقاية والعلاج، وقد تم بالفعل تبادل البيانات مع أكثر من 110 جهة بحثية حول العالم.
ويعتمد الباحثون أساليب تقليدية تركز على دراسة الأمراض، لكنهم الآن يتجهون أيضًا تجاه فهم العوامل المعززة للصحة.
استفادة من الذكاء الاصطناعي في فحص مرض السكري
يستفيد الباحثون من الذكاء الاصطناعي في تحليل الصوت كوسيلة للكشف عن مرض السكري. وأظهرت دراسة أجريت في ديسمبر 2023 أن تسجيلات صوتية مدتها 10 ثوانٍ يمكن أن تكشف عن مرض السكري بدقة عالية، باستخدام خوارزميات ذكاء اصطناعي.
تم تسجيل صوت 267 مشاركًا وتطبيق نموذج الذكاء الاصطناعي، مما أسفر عن دقة بلغت 89% لدى النساء و86% لدى الرجال.
دلالات صوتية جديدة
نجح العلماء في تحديد 14 سمة صوتية تتفاوت بين المصابين وغير المصابين بالسكري، مما يوفر وسيلة أفضل لفحص المرض باستخدام الهواتف الذكية.
يمكن أن تُحدث هذه الطريقة ثورة في تشخيص مرض السكري، وتساعد في تجاوز التكاليف والوقت اللذين يرتبطان بالأساليب التقليدية، خاصة أن العديد من الأشخاص يعيشون دون علم بإصابتهم بالسكري من النوع الثاني، الذي يمثل 90% من إجمالي الحالات.