دمشق والأسد الآن في مرمى الثوار السوريين

By العربية الآن

دمشق والأسد تحت الأنظار الثائرة السورية


Getty Images
مقاتلو المعارضة يسيطرون على حماة، المدينة الكبرى التي تمثل الطريق إلى العاصمة دمشق

شهد الوضع في سوريا تحولاً سريعاً وغير متوقع خلال الأيام القليلة الماضية. حيث كانت السلطات السورية تدعي أن الجيش سيتماسك في حماة، بينما دخل مقاتلو المعارضة المدينة.

وفي وقت لاحق، اعترفت القوات السورية بسحبها من حماة، مما أتاح للفصائل الثائرة السيطرة على المدينة لأول مرة.

تطورات هجومية للمتمردين

بعد السيطرة على مدينتين كبيرتين خلال أسبوع، يهدف المتمردون بقيادة جماعة “هيئة تحرير الشام” إلى السيطرة على حمص. وتستعد tens of thousands من الأشخاص لمغادرة المدينة في انتظار ما يبدو أنه المعركة الكبرى القادمة.

ارتفعت المخاطر بالنسبة للرئيس بشار الأسد وداعميه الرئيسيين، روسيا وإيران، حيث تعتبر حمص أكثر استراتيجية بكثير من حلب أو حماة، إذ تقع عند تقاطع يربط بين العاصمة دمشق ومراكز دعم نظام الأسد.

الضغط على الأسد

إن الزخم المتزايد الذي شهدته هيئة تحرير الشام خلال الأسبوع الماضي قد يدفع نحو تحدٍ مباشر لاستمرار حكم الأسد. وفي مقابلة مع CNN، أكد قائد الهيئة أبو محمد الجولاني أن المتمردين يسعون فعلاً للإطاحة بنظام الأسد.

الآن يتركز الاهتمام على ما إذا كان لدى الأسد القدرة على مواجهة هذه المحاولة الجديدة للإطاحة به. فالجيش السوري، الذي يتكون بشكل كبير من المتطوعين، قد فقد الحرب منذ سنوات لولا الدعم الخارجي الذي قدمه لحكم الأسد.

على الرغم من رفع الرواتب بنسبة 50%، إلا أن ذلك قد لا يغير من مجريات المعركة. ولا يزال الدعم العسكري الروسي غير كافٍ ليحدث تأثيراً يذكر. كما أن التوترات الحالية تعكس الشكوك حول قدرة روسيا على الاستمرار في دعم الأسد كما فعلت سابقاً.

على الرغم من الضغوط، لا تزال روسيا تحتفظ بأسباب قوية تدفعها للاستمرار في دعم الأسد، حيث أظهر التدخل العسكري الروسي الحاسم كيف أن التأييد الغربي – لا سيما من الولايات المتحدة – خيب الآمال في دعم المتمردين.

### قاعدة بحرية روسية في طرطوس تهددها التطورات في حمص

تستمر روسيا في المحافظة على قاعدة بحرية في ميناء طرطوس السوري، وهي الوحيدة لموسكو في البحر المتوسط. إذا تمكن المتمردون من السيطرة على مدينة حمص، فقد يفتح ذلك طريقًا يؤدي إلى الساحل السوري، مما يهدد هذه القاعدة الاستراتيجية.

### الضغط الروسي للحفاظ على الأسد في السلطة

من غير المحتمل أن تتراجع روسيا عن دعمها للنظام السوري، حيث تظل لديها دوافع سياسية واستراتيجية للحفاظ على الأسد في السلطة، حتى وإن كان على جزء أصغر من سوريا مقارنة بالسيطرة الحالية التي تمتد إلى 60% من البلاد.

### دور إيران والميليشيات الموالية

تعتبر إيران وحليفوها، بما في ذلك حزب الله، جزءًا أساسيًا من الجهد الرامي إلى بقاء الأسد في الحكم. وقد أعلن نائيم قاسم، زعيم حزب الله، عن دعمهم للحكومة السورية في مواجهة ما وصفه بالعدوان الجهادي المدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل.

### حزب الله وإعادة تنظيم صفوفه

على الرغم من الضغوط التي تعرض لها الحزب نتيجة الهجمات الإسرائيلية في لبنان، إلا أن حزب الله لا يزال ملتزمًا بدعم الحكومة السورية وقد أرسل قوات من النخبة إلى مناطق القتال في حمص.

### تراجع الاستراتيجية الإيرانية

في سياق آخر، يبدو أن إيران تتجنب المواجهات المباشرة والإجراءات العسكرية التي كانت تتبناها سابقًا. يُخشى أن يحد ذلك من دعمها العسكري الشامل للأسد.

### احتمالات البقاء السياسي للأسد

ستعتمد فرص الأسد في البقاء السياسي على إمكانيات جيشه وحلفائه الأساسيين، فضلاً عن الانقسامات بين المجموعات المعارضة له. تشمل المنافسين فصائل من إدلب وقوات كردية في الشمال الشرقي، بالإضافة إلى الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا ومجموعات أخرى لا تزال نشطة في مناطق مختلفة من البلاد.

### تهديد تنظيم الدولة

يتواجد تنظيم داعش في مناطق نائية، وقد يحاول استغلال الصراع الحالي لتحقيق مكاسب في الأراضي السورية.### فشل الفصائل المتمردة وتأثيره على بقاء الأسد

يُعتبر عدم توحد الفصائل المتمردة أحد العوامل الرئيسية في بقاء بشار الأسد في السلطة. يأمل الأسد ومؤيدوه أن تتكرّر الأحداث بنفس الطريقة مرة أخرى.

### دعم الأقليات لبشار الأسد

حتى الآن، يبدو أن دعم الرئيس السوري بشار الأسد كأقل خيار أسوأ لا يزال مستمرًا بين العديد من الجماعات الأقلية، بما في ذلك بالطبع الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد. تخشى هذه الجماعات من ما تعتبره قوة جهادية قد تسيطر على مدنها وبلداتها. رغم أن هيئة تحرير الشام (HTS) قد تخلت عن ارتباطها السابق بتنظيم القاعدة، إلا أن الكثيرين لا يزالون يرونها منظمة متطرفة.

### دور القوى الخارجية في تحديد مصير الأسد

في النهاية، يبدو أن مصير الأسد يعتمد في الغالب على ما ستقرره القوى الخارجية الرئيسية في سوريا. لقد توصلت روسيا وإيران وتركيا إلى اتفاقيات سابقة بشأن مناطق النزاع في سوريا، وكان أبرزها في إدلب قبل أربع سنوات، لكن التصعيد المفاجئ في الأحداث قد أصاب الجميع بالدهشة.

### إعادة تقييم المصالح

قد يتعين على هذه القوى الثلاث قريبًا إعادة تقييم وضعها واتخاذ قرار حول ما يناسب مصالحها: سوريا مع الأسد أم من دونه.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version