“دور الجامعات الإسرائيلية في جهود إلغاء الهوية الفلسطينية”

By العربية الآن


التظاهرات الطلابية تسلط الضوء على الفظائع ضد الفلسطينيين

شهدت عدة جامعات ومؤسسات تعليمية في الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تظاهرات طلابية احتجاجاً على العدوان المستمر على قطاع غزة. وألقى هذا الحراك الضوء على معاناة الفلسطينيين، حيث تعرّف ملايين من الغربيين على المذابح التي تعرض لها سكان القطاع منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. لكن هذه التظاهرات أظهرت أيضاً الترابط العميق والمنهجي بين المؤسسات الأكاديمية الغربية ونظيراتها الإسرائيلية، والذي يصل في بعض الأحيان إلى درجة الشراكة التامة، وخاصة في مجالات التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالدفاع والأمن والتجسس.

الشراكات الأكاديمية: غطاء قانوني واستثمارات كبيرة

تتضح أيضاً أكثر من أي وقت مضى أن هذه الشراكات مؤمنة بغطاء قانوني يحول دون تفككها، حيث تتلقى العديد منها منحاً واستثمارات من الموازنات العامة بالإضافة إلى دعم من القطاع الخاص.

دور الجامعات الإسرائيلية في النظام الاستعماري

قد يبدو من بعيد أن تلك الجهود الأكاديمية تمثل عملاً علمياً متقدماً، لكن وفقاً للدكتورة مايا ويند، تعتبر الجامعات الإسرائيلية، منذ فترة ما قبل تأسيس الكيان وحتى اليوم، جزءاً أساسياً من النظام الاستعماري في فلسطين. وقد عرضت ذلك في كتابها الأحدث "أبراج العاج وفولاذ: كيف تنكر الجامعات الإسرائيلية الحرية الفلسطينية – 2024"، الذي نشرته "دار فيرسو للكتب".

تاريخ المؤسسات الأكاديمية وأثرها على المشروع الصهيوني

تناقش ويند، على مدى ستة فصول، تاريخ المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية منذ مطلع القرن العشرين، إذ كانت تلك المؤسسات تحت الانتداب البريطاني بمثابة نقاط الانطلاق للمشروع الصهيوني، مما ساهم في تعزيز عملية التهويد وتمهيد الطريق لإنشاء الدولة الجديدة.

علاقة الجامعات بالصناعات العسكرية والأمنية

بعد عام 1948، أصبحت هذه الجامعات نقاط ارتكاز للمجمع الصناعي العسكري، حيث تقوم بتطوير تقنيات مثل الطائرات المسيّرة وأدوات المراقبة لخدمة الشركات العسكرية الأميركية، كما تسهم بشكل مباشر في تسويق هذه المنتجات التي تم اختبارها ضد الفلسطينيين العزل.

تأهيل الكوادر الأمنية ودور الجامعات في تعزيز الأمن القومي

لا تقتصر دور الجامعات على تطوير السلاح بل تشمل أيضًا تأهيل كوادر الاستخبارات والأمن، حيث تدمج بشكل كامل في منظومة الدفاع والأمن الإسرائيلية. تشير ويند إلى أن أراضي هذه الجامعات تستضيف مكونات للبنية التحتية العسكرية، ما يعكس الدمج الخطير بين التعليم والدفاع.

تفعيل الأدوار الثقافية والأكاديمية في تبرير الاحتلال

إضافة إلى الأدوار الدفاعية، تلعب الجامعات والمؤسسات الأكاديمية دوراً مهماً في تعبئة الثقافة والتعليم لمصلحة المشروع الاستعماري، مما يساهم في تشويه الحقائق وتبرير جرائم الاحتلال، فضلاً عن قمع أي أصوات أكاديمية تخرج عن السردية الصهيونية، خصوصاً تلك القادمة من الطلاب الفلسطينيين المُسجلين في تلك الجامعات.

استهداف الجامعات الفلسطينية وتدمير التعليم

ويجسد الفشل الكامل في حماية الجامعات الفلسطينية، وكذلك تدمير مؤسسات التعليم في غزة، الهدف الرئيسي من سياسة الاحتلال تجاه الأكاديميات الفلسطينية. ويُظهر العدوان المستمر استهداف الجامعات كجزء من جهود الدولة العبرية لإسكات الفلسطينيين ومنعهم من ممارسة حرياتهم الأكاديمية.

[featured_image]


رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version