دينا مندور، المترجمة المصرية المتخصصة في الأدب الفرنسي إلى العربية، حصلت على درجة الدكتوراه من جامعة «السوربون» حول «الترجمة العربية للرواية الفرنسية ما بعد الاستشراقية». من أبرز أعمالها المترجمة: «الفلاسفة والحب»، «صرخة النورس»، «مملكة الموضة زوال متجدد»، و«حقيقة قضية هاري كيبر» والتي فازت بجائزة الأكاديمية الفرنسية. كما أنها شاركت في عدة برامج تدريبية بوزارة الثقافة الفرنسية وتعد عضواً في جمعية مترجمي الآداب في فرنسا. في هذا الحوار، تتناول دينا إشكاليات الترجمة بين الأدب والطابع الأكاديمي.
### تعريف الرواية ما بعد الاستشراقية
* ذكرتِ تعبير «الرواية ما بعد الاستشراقية» في رسالتكِ للدكتوراه. كيف تفسرين هذا المصطلح؟
– عنونت رسالتي بـ«الترجمة العربية للرواية الفرنسية ما بعد الاستشراقية»، وهو مصطلح جديد تم إنشاؤه لأغراض البحث. يشير إلى الفترة التي تلت صدور كتاب «الاستشراق» لإدوارد سعيد (1978)، الذي أحدث صدمة في الغرب، وأثار العديد من النقاشات حول الاستشراق التقليدي. تم ربط الاستشراق بعلاقات الاستعمار، مما دفع الكتابة في الأدب إلى البحث عن آفاق جديدة بعيداً عن الأطر التقليدية.
### بحث متعمق في الكتابة ما بعد الاستشراقية
* كيف تناولتِ هذه المرحلة من الكتابة في بحثكِ؟
– قمت بقراءة ثلاثة فصول لتحديد كتاب معروفين في هذا الإطار، مثل رواية «ليون الأفريقي» لأمين معلوف. الفصل الثاني تناول علم اجتماع الترجمة، حيث ناقشت العملية التي يمر بها النص الأصلي حتى تصل ترجمته، بما في ذلك أسباب ترجمة أدب يتحدث عنا لكن بلغة أخرى. هذا البعد الاجتماعي أثر على كيفية تناول المترجمين لأعمال تتعلق بالمجتمع العربي.
### سياقات الكتابة ما بعد الاستشراقية
* ما هي السياقات البارزة في الكتابة ما بعد الاستشراقية التي رصدتها؟
– تظل الكتابة حول الاستشراق موضوعاً شائكاً في فرنسا. كانت هجرة الكتاب العرب إلى الغرب أحد الأمور التي أسهمت في تشكيل الهوية الأدبية، مثل أعمال أمين معلوف وطاهر بن جلون وآسيا جبار. هذه الكتابات سمحت بظهور موضوعات جديدة تلامس قضايا معاصرة، مثل الربيع العربي. هذا التحول أتاح للأدب العربي التفاعل بشكل أكبر مع التجارب الإنسانية.
### المشاريع الأدبية والترجمة النسوية
* لديكِ اهتمامات في ترجمة موضوعات تهم المرأة. حدثيني عن قرارك بهذا الاتجاه.
– أرى أن المواضيع المتعلقة بالمرأة قريبة لذائقتي. بدأت بترجمة رواية «فاديت الصغيرة» لجورج صاند، وتتابعت مع العديد من الأعمال التي تتناول قضايا النساء، مثل «صرخة النورس» والتي تسلط الضوء على حقوق الصم، مما أضاف عمقًا للأدب الذي أعمل عليه.
### رؤية جديدة حول الموضة
* تحدثتِ عن ترجمة جيل ليبوفيتسكي في كتابه «مملكة الموضة – زوال متجدد»، فماذا تعني هذه الرؤية بالنسبة لك؟
– ليبوفيتسكي يعيد طرح الموضة كموضوع عميق يتجاوز السطحية التقليدية، من خلال فهمها كجزء من الديناميكيات الاجتماعية. أقدمت على ترجمة أعماله كوني أرى فيه مفكرا مؤثرا يرسم صورة شاملة عن القضايا الاجتماعية.
### معايير اختيار الأعمال الأدبية للترجمة
* هل تعتقدين أن حصول عمل أدبي على جائزة كافي لترجمته إلى العربية؟
– لا يُعتبر جائزة كافية، فهناك العديد من الأعمال الحائزة على جوائز ولكنها قد لا تتناسب مع ذائقة القارئ العربي. أعتمد على حبي للعمل الذي أقوم بترجمته، وما يهمني هو قوة النص الداخلي، كما كان الحال مع رواية «حقيقة قضية هاري كبير» التي قمت بترجمتها مؤخرًا.