د. إيمان المحلاوي تتحدث لموقع الجزيرة نت: البحث الأكاديمي علم وتطبيق

By العربية الآن



د. إيمان المحلاوي تتحدث لموقع الجزيرة نت: البحث الأكاديمي علم وتطبيق

تم تكريم الدكتورة إيمان المحلاوي بمناسبة يوم المرأة من قبل الرئيس السيسي نظير إسهاماتها العلمية في مجال تصنيع الصلب في مصر
الرئيس السيسي قام بتكريم د. إيمان المحلاوي في يوم المرأة نظير إسهاماتها العلمية في مجال تصنيع الصلب في مصر (الصحافة المصرية)
“الأستاذ الجامعي ليس موظفا يقوم بمهامه ضمن فترة زمنية معينة، ومَن لا يسعى للتطوير في هذا المجال فليتنحى عن التقدم لمنصب الأستاذية”.

هكذا بدأت الدكتورة “إيمان المحلاوي” الأستاذة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة حديثها خلال مقابلة خاصة مع “الجزيرة نت” حول مسيرتها الأكاديمية والعملية، وأبرز المراحل التي مرت بها وصولاً إلى مكانتها المرموقة بين الطلاب والأساتذة وخبراء صناعة الصلب في مصر والشرق الأوسط.

ونظرًا لجهودها العلمية والتطبيقية التي ساهمت في تطوير صناعة الصلب في مصر، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتكريمها في يوم المرأة الذي أُقيم خلال شهر مارس/آذار الماضي.

توصي د. إيمان المحلاوي (وسط) بضرورة دمج مشروعات الطلاب خلال السنوات النهائية مع تلك الخاصة بالأساتذة أو طلاب الدراسات العليا (الجزيرة)

المدرس الجامعي شخص تأثيري

تقوم الدكتورة إيمان بوصف الصفات الرئيسية التي يجب أن يتحلى بها المدرس الجامعي، حيث يعتبر فردًا “مكلفًا بمهمة عظيمة على الأرض من خلال تطوير منتج ناجح، يكون إنسانًا مستمر التعلم قادرًا على ممارسة التفكير العلمي السليم، وليس مجرد قاعدة العمل ونقل معلومات معينة فحسب”.

وتؤكد أن هذه الصفات ضرورية في التدريس الجامعي بشكل عام وفي المواقف البحثية بشكل خاص، حيث يجب على المدرس في كليات الهندسة تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة لتقديم “حلول لمشكلات التصميم والتصنيع والتشغيل للمنتجات الهندسية في مجالات مختلفة”.

وتنصح إيمان بأهمية “دمج مشروعات الطلاب خلال فترة دراستهم النهائية مع تلك التي يعمل عليها الأساتذة أو طلاب الدراسات العليا الذين يعتمدون على حلول لمشاكل تصنيعية تواجهها الصناعة في الحقيقة”.

التعليم التقليدي الذي يقتصر على عرض بعض المفاهيم وشرح تاريخ العلوم يمكن أن يؤدي إلى تحويل الطلاب إلى “زر يتم تشغيله فقط عندما يضغط شخص آخر عليه”، مما يؤدي إلى إنتاج فرد غير متفكر يتم التحكم فيه من قبل الآخرين.

د. إيمان المحلاوي شاركت الطلاب والمهندسين عددا من المشروعات البحثية لحل مشكلات صناعة الحديد والصلب في مصر (الجزيرة)

الأسرة المترابطة من بين مؤشرات النجاح

لم يكن تخصص هندسة “المواد والفلزات” مألوفا في مصر أو منطقة الشرق الأوسط في البداية، إلا أن الدكتورة المحلاوي اكتشفته من خلال عائلتها. حيث قالت: “تعرفت على هذا التخصص المهم عن طريق والدي الذي كان يدرس في تخصص الهندسة الميكانيكية للمعادن، وبدأ حياته العملية في المصانع العسكرية وانتقل بعد ذلك إلى الجامعة، دفعني لاختيار هذا القسم أثناء تعليمي الثانوي”.

كانت مصدر إلهام الدكتورة المحلاوي الأكاديمي الثاني هو عمه الدكتور يوسف إسماعيل، الذي شغل منصب رئيس مجلس إدارة مصنع 63 الحربي وأسس معهد التبيّن للدراسات المعدنية ومصنع نجع حمادي لصناعة الألومنيوم.

ولم تكن المحلاوي تنسب نجاحها الأكاديمي إلى والدها وعمها فقط، بل رأت أن والدتها كان لها دور كبير في تفوقها الأكاديمي، حيث كانت تهتم بتربية الأحفاد وتقديم كافة أنواع الرعاية لهم، بالإضافة إلى زوجها الذي يعمل كأستاذ في طب الفم والأسنان وقدم لها كل الدعم اللازم خلال رحلتها العلمية، كما أفادت في مقابلة نشرها المجلس القومي للمرأة في مصر.

دراسة الفلزات بدأت في مصر علما مستقلا في العام 1958 (شترستوك)

اختصاص علمي جديد مهم ويتطور باستمرار

استهلت الدراسة في مجال الفلزات في مصر كدراسة علمية مستقلة – حسب اعتقاد الدكتورة المحلاوي -في عام 1958، وعندما دخلت الدولة مرحلة الصناعة بهدف مضاهاة التقدم الصناعي في الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

يسعى علم المواد والمعادن إلى استكشاف بنيات المواد المتنوعة – بما في ذلك المعادن – وتحديد خصائصها، ثم دراسة التطبيقات العملية لهذه المواد في الحياة الواقعية وتعديلها وفقًا لمتطلبات الصناعة.

توضح الدكتورة إيمان الدور الحيوي الذي يؤديه المهندسون في هذا العلم، الذي يتمثل في “تحويل المواد إلى منتجات تُستخدم في التطبيقات الحيوية مثل الصناعات المدنية والطبية وتوليد الطاقة، إذ تتطلب عملية إنتاج هذه المنتجات تحديد متغيرات العملية الإنتاجية كالحرارة والطاقة والتركيب، بالإضافة إلى تنظيمها بشكل يضمن الحصول على منتج قابل للتصنيع والاستخدام”.

رحلة مليئة بالتحديات والنجاحات

خلال مسيرتها الأكاديمية، نشرت الدكتورة إيمان أكثر من 100 دراسة في مجال صناعة الصلب، حيث كانت تهدف في الغالب إلى حل المشاكل التصنيعية التي تواجه هذه الصناعة.

حصلت المحلاوي على درجة الدكتوراه عام 1987 من جامعة ليدز البريطانية، حيث تعمقت في قواعد تصميم سبائك الحديد وتطويرها، بالإضافة إلى تصميم العمليات الإنتاجية الخاصة بها، واختبار كفاءة تلك العمليات في إنتاج النتائج المطلوبة.

تعتبر “سبيكة الحديد” منتجًا معدنيًا يُستخدم كمادة إضافية خلال بعض مراحل إنتاج الصلب لتحقيق أغراض محددة، مثل تعزيز متانة وقوة الصلب.

تقول المحلاوي: “بعد الحصول على الدكتوراه، عدت إلى مصر وشاركت في عدة مشروعات بحثية لتعزيز صناعة الحديد والصلب في مصر، بتمويل من أكاديمية البحث العلمي، بهدف استغلال العلم في حل المشاكل الصناعية، بالإضافة إلى مشروعات أخرى لتطوير مسابك شركة السكر المصرية التي تنتج قطع الغيار اللازمة لآلات تصنيع السكر، حينما كانت تلك القطع مصرية 100٪”.

لم تكتف الدكتورة إيمان بالخبرة التي اكتسبتها في تطوير صناعة الحديد والصلب، بل بدأت فترة بحثية جديدة في عام 2006 عندما انضمت إلى الجامعة البريطانية بمصر لتأسيس قسم هندسة الميكانيكا ومركز الطاقة المتجددة؛ وكان هذا التحدي جديد.

تقول: “بدأت البحث عن تطبيقات حديثة للمواد المستخدمة في إنتاج الطاقة، الأمر الذي دعا إلى حضور دورات عدة لفهم خصائص تلك المواد المستخدمة في إنتاج الطاقة الشمسية وطرق تصنيعها”.

د. إيمان المحلاوي نشرت أكثر من 100 دراسة عن صناعة الصلب بالتعاون مع شركات ومصانع وهيئات مختصة (الجزيرة)

دراسات تحقق ثورة صناعية كبيرة

تفتخر الدكتورة إيمان بجميع الدراسات التي أكملتها خلال رحلتها البحثية المثيرة، خاصة تلك التي شاركت فيها مع طلاب الدرجتين العليا في مجال مصانع الصلب.

ففي عام 1997، نشرت ورقة بحثية – بالتعاون مع أحد الطلاب – حول تصميم خطوط التبريد السريع المستخدمة في صناعة حديد التسليح، وهي تقنية لم يسبق استخدامها في المصانع المصرية قبل ذلك الوقت.

وفي عام 2007، نشرت ورقة بحثية بهدف تحديد المتغيرات الإنتاجية الملائمة (مثل كمية الماء المستخدمة في عملية تصنيع الحديد ومدة التبريد) التي تضمن إنتاج حديد مطابق للمواصفات المطلوبة، كانت هذه الدراسة بالتعاون مع مصنع حديد عز في مدينة السادات المصرية.

تضيف: “أنا فخورة أيضًا بدرستين إضافيتين؛ الأولى التي أجريتها في عام 2009 والتي ساهمت في تقليل كمية الكالسيوم المطلوب استخدامه في عمليات تصنيع الحديد للحصول على منتج عالي الجودة وتحقيق عائد اقتصادي، بينما كانت الثانية بالتعاون مع الدكتور أحمد رمضان (طالب الدكتوراه آنذاك) حول علاج أثر زيادة نسبة النحاس في الصلب للحد من تداعياته”.

تنصح الدكتورة إيمان المحلاوي أساتذة كليات الهندسة وطلابها بأن “التعليم والتعلم في كليات الهندسة عمليتان متكاملتان، حيث يكتسب الطالب الأسس العلمية الصحيحة ويتعرف على كيفية تطبيقها بما يخدم العلم والمجتمع، وذلك بتوجيه من مشرف الدراسات العليا الذي يهتم بنمو العقل العلمي للطالب ويدعم تطوره العملي من خلال تطبيق النظريات في المختبرات والشركات والمصانع”.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version