نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بقرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن السماح لأوكرانيا باستخدام الألغام الأرضية الأميركية الصنع في الصراع الدائر ضد روسيا، معتبرة أن هذه الخطوة “مستهجنة” وستؤدي إلى معاناة كبيرة للمدنيين.

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أن “نقل الألغام المضادة للأفراد المحظورة دوليًا إلى أوكرانيا يعرض حياة المدنيين للخطر، ويرفض التزام الدول باتفاقيات نزع السلاح الأكثر نجاحاً في العشرين عامًا الماضية”.

تطورات القرار الأميركي

في 19 نوفمبر/تشرين الثاني، أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن الرئيس بايدن سمح بتزويد أوكرانيا بالألغام المضادة للأفراد، وهو ما أكده وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في تصريحاته اللاحقة. وقال أوستن لصحيفة نيويورك تايمز “لقد طلبت أوكرانيا هذه، لذا أعتقد أنها فكرة جيدة”.

وأكد أوستن بعد ذلك خلال زيارة له إلى لاوس للمشاركة في اجتماع وزراء دفاع الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) أن تغيير سياسة واشنطن حول الألغام الأرضية جاء نتيجة للتكتيكات الروسية المتغيرة.

وأوضح أوستن أن واشنطن تأمل في أن يساعد تزويد أوكرانيا بهذه الألغام في إبطاء التقدم الروسي على الجبهات القتالية.

تعليق هيومن رايتس ووتش على القرار

علقت ماري ويرهام، نائبة مدير قسم الأزمات في هيومن رايتس ووتش، على القرار، قائلة إن “نقل الألغام الأرضية المضادة للأفراد يعرض المدنيين للخطر ويعطل الجهود الدولية لإزالة هذه الأسلحة العشوائية”. وأضافت أنه يتوجب على الولايات المتحدة التراجع عن هذا القرار الذي يزيد من معاناة المدنيين على المدى القصير والطويل.

وأشارت الهيئة إلى أن معظم دول العالم توقفت عن استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد منذ عقود بسبب آثارها الإنسانية السلبية. هذه الألغام، التي تمتاز بعشوائية انفجارها، لا تستطيع التفريق بين الجنود والمدنيين، مما يجعلها تشكل خطرًا قانونيًا بموجب قوانين الحرب الدولية.

يتم زرع الألغام عادة بواسطة الأفراد، إلا أنه يمكن أيضًا نشرها عبر الطائرات أو الصواريخ أو المدفعية، مما يقلل من قدرة الأفراد على حماية أنفسهم في المناطق الملغمة.

الآثار المترتبة على المدنيين

تساهم الألغام الأرضية أيضًا في نزوح السكان المدنيين، وتعيق تسليم المساعدات الإنسانية، وتمنع الأنشطة الزراعية. ووفق هيومن رايتس ووتش، شكل المدنيون حوالي 84% من ضحايا الألغام في عام 2023.

رداً على الانتقادات بشأن هذه الألغام، أشار أوستن إلى أن الألغام المقترح إرسالها إلى أوكرانيا ستكون ألغامًا غير دائمة، مما يعني أنه يمكن التحكم في أوقات انفجارها، مما يجعل استخدامها أكثر أمانًا كما زعم.