رحلة مدتها 352 يومًا.. أول مكافح مغامر في العالم يأتي بعيدًا ليعبر قارة إفريقيا بدون استراحة | تنوع

By العربية الآن

أحدث الرياضي البريطاني روس كوك الذي يبلغ من العمر 27 عامًا، حيرة العالم كله حينما أصبح أول مغامر في العالم يعبر القارة الإفريقية بدون توقف، يركض على ضفافها الغربية من الجنوب إلى الشمال.

دخل كوك، المعروف أيضًا باسم “أصعب مهاجر غريب”، إلى منطقة رأس أنجلة في شمال تونس بعد أمس الأحد السابع من إبريل/نيسان 2024، مثلَ في غربيها أول شخص يغامر بعبور 16 دولة.

وقطع كوك الطريق عبر ناميبيا وأنغولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية الكونغو والكاميرون ونيجيريا وبنين وتوغو وغانا وساحل العاج وغينيا والسنغال وموريتانيا والجزائر، قبل أن يصل إلى تونس حيث انتهت جولته.

وفي 22 إبريل/أبريل 2023، بدأ كوك رحلته من بلدة كيب أغولهاس أبعد نقطة في جنوب إفريقيا، وفي اللحظة التي وصل فيها إلى رأس أنجلة ببنزرت أبعد نقطة في شمال تونس، قد قطع مسافة تزيد عن 16 ألف كيلومتر.

احتفظ كوك برحلته على مواقع التواصل الاجتماعي حيث حققت منشوراته ملايين المشاهدات على “يوتيوب” و”إكس” و”إنستغرام”.

وعند وصوله إلى رأس أنجلة، أكمل كوك رحلته بالتوغل في البحر وتناول عصير الفراولة، ثم كتب منشورًا على حسابه في موقع “إكس” قائلاً، “المرة الأولى لشخص ما يركض عبر كامل إفريقيا. المهمة انتهت”.

وجاب كوك الغابات المطيرة والجبال وتجاوز الصحراء الكبيرة، وفي اليوم رقم 200 من الرحلة، خفض عدد الكيلومترات التي يجريها يوميًا بناء على نصيحة الأطباء في نيجيريا بعد إجراء فحوصات طبية.

وخلال رحلته الطويلة التي استمرت 352 يومًا، تعرض كوك للسرقة تحت تهديد السلاح في أنغولا، واحتُجز من قبل أفراد بالمناجل في جمهورية الكونغو.

وفي تصريح تلفزيوني قبل وصوله للمحطة الأخيرة، قال كوك: “من الصعب بشدة التعبير عن ذلك بالكلمات: 352 يوم على الطريق، وفترة طويلة بلا مشاهدة لعائلتي، جسدي يعاني من الكثير من الألم”.

خلال مسيرته، تمكن كوك من تجميع أكثر من 574 ألف باوند إسترليني (725 ألف دولار)، سيتبرع بها لجمعية خيرية بريطانية تدعى “رانينغ تشاريتي”، التي تدعم الشباب المتشردين وذوي الاحتياجات الخاصة في أفريقيا.

وقبل بدء رحلته التحديية، كشف كوك عن طموحه في التأثير، قائلا: “أنا رجل عادي تمامًا، إذا استطعت فعل ذلك، آمل أن يتمكن الناس من تطبيق ذلك في حياتهم بأي طريقة يختارون”.

دفن نفسه حيًا لمدة أسبوع كامل

وصف كوك التحدي بأنه “الأصعب في حياتي ولكنه شرف كبير. التقينا بأشخاص رائعين في كل دولة زرناها، يرحبون بنا بحُب ولطف. إن روح الإنسان شيء جميل”.

كان لكوك مغامرات أخرى مثل جري مسافة 3218 كم من الجانب الآسيوي في إسطنبول، تركيا، إلى ورثينج، لينكولنشاير، جنوب شرق إنجلترا خلال 68 يومًا.

يُعتبر كوك حامل الرقم القياسي العالمي لأسرع ماراثون سحب سيارة عام 2020، شارك في ماراثون على الواجهة البحرية لورثينج باستخدام سيارة سوزوكي ألتو ونجح في الانتهاء من السباق في 9 ساعات و56 دقيقة، محطمًا الرقم القياسي العالمي السابق لسباق ماراثون سحب السيارات في نصف الوقت تقريبًا.

في أبريل/نيسان 2021، خطط روس كوك للابتعاد عن الطعام وضوء الشمس والتواصل البشري لمدة أسبوع كامل، قائلًا: “الأمر بسيط جدًا، لدي صندوق معدني، سأحفر حفرة كبيرة، وسأضع الصندوق المعدني فيه، وسأدخل إليه. سيغطونني بالطين، وخلال أسبوع سيحفرون لي من جديد”.

خضع روس لفترة السبعة أيام تحت الأرض بلا طعام، وبلا شيء سوى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة.

وأضاف كوك: “سأحضر أنابيب للمياه والتهويةحتى استطيع التنفس، ولكن هذا كل ما يهم”.

وفيما تاب: “قد قام الناس بأفعال متشابهة سابقًا، لكن لم يقم أحد بذلك على الإطلاق بهذه الطريقة. قد قام ديفيد بلين بشيء مماثل في السابق، لكن كان لديه سقف زجاجي يمكنه من رؤية الخارج ورؤية الأشخاص الآخرين. أردت تقليد نموذجه بأقصى قدر ممكن”.

مغامرات معلم الشباب

وصرّح أليكس إيغل، الذي كان يشترك مع كوك في تأسيس مؤسسة الخيرية “رانينغ تشاريتي”، حيث كان كوك يشغل منصب مدرب مغامرات للشباب قبل بدء مهمة أفريقيا، لصحيفة “غارديان”: “عندما قدم كوك فكرة المغامرة في أفريقيا لأول مرة، كان واضحًا أنها ستكون غير تقليدية، لكن الجميع الذين يعرفونه كانوا مقتنعين بقدرته على تحقيقها”.

وأضاف: “إنه شخص حازم، يواجه التحديات الصعبة في حياته. كنت في بعض الأوقات قلقًا من خوض كوك لمغامرة في المجهول، ولكن كل مرة نناقش الأمر كان يظهر بإيجابية دائمًا، وشاكرًا حقًا للتجربة وللأشخاص الذين يلتقي بهم.. هكذا هو طبيعته”.

إضاف إيغل: “إذا كنت حساسًا جدًا، فإن صور قدميه تكون صادمة بعض الأحيان. كان دائمًا قادرًا على مواجهة التحديات والتغلب عليها، إنه مدهش بحق”.

وتخطط المؤسسة الخيرية لتنظيم جلسة جماعية للجري عند عودة كوك من أفريقيا، كما سيدير كوك أيضًا ماراثون لندن مع فتيان من المؤسسة الخيرية، وحسب إيغل: “أظن أن الأمر سيكون كالتنزه في الحديقة بالنسبة له”.


[إعلان_2]

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version