رحيل نجمة الروك الصحراويّة “حسنة البشاريّة”

By العربية الآن



رحيل نجمة الروك الصحراويّة “حسنة البشاريّة”

لالا حسنة البشاريّة من بشار، الجزائر. المصدر: بينترست السيد أبراكس
الفنّانة الجزائرية حسنة البشاريّة المعروفة بنجمة الروك الصحراويّة (بينترست)
تفقّد الساحة الثقافيّة أمس الأربعاء الفنّانة الجزائريّة حسنة البشاريّة المعروفة بنجمة الروك الصحراويّة عن عمر (74 سنة).

وكانت الصفحة الرسميّة لوزارة الثقافة والفنون الجزائريّة على فيسبوك قد أعلنت رحيل الفنّانة الجزائريّة حسنة البشاريّة، وكتبت الوزارة في بيانها “تلقت وزيرة الثقافة والفنون، الدكتورة صورية مولوجي بكثير من الأسى والحزن، خبر وفاة الفنّانة الجزائريّة حسنة البشاريّة، وجاء في بيانها “نود أن نعزي في وفاة هذه العملاقة، رمز الغناء الجزائريّ القناوي حسنة البشاريّة الراحلة، 74 ربيعًا، وفي هذا الوقت الحزين، تتوجه الوزيرة بأصدق التعازي والتضامن لأسرتها ولجميع العائلة الفنيّة، نسأل الله العليّ العظيم أن يتغمّد الفقيدة برحمته الواسعة، وأن يسكنها فسيح جنّاته بصحبة الأبرار والشّهداء والصالحين”.

اقرأ أيضًا

list of 4 items

list١ من ٤

إيمان يوسف نجمة فيلم “موداعا جوليا”: بحثت عن وطني من خلال الغناء

٢ من ٤

شراكة موسيقية بين جهاز الترفيه السعودي ودار الأوبرا المصرية

٣ من ٤

تخصصت في المسرح والفيلم والموسيقى.. إطلاق أول كلية للفنون في السعودية

٤ من ٤

حفل توزيع جوائز غرامي.. نداء لوقف الصراع في غزة وإنجاز تاريخي لتايلور سويفت

نهاية القائمة

 

تم الإعلان عن وفاتها في إحدى مستشفيات بمدينة بشار في الجزائر، بعد تعرضها لوعكة صحية خلال جولتها الفنية الأخيرة هناك، و تم دفنها اليوم الخميس الثاني من شهر مايو الحالي في مقبرة مدينة بشار الجزائرية.

صرحت ابنة شقيقة حسنة نايري في مقابلة تلفزيونية مع إحدى القنوات الجزائرية أنها تعرضت لوعكة صحية قبل بضعة أيام، وأكد الأطباء أن ضغط الدم هو سبب الوفاة.

الراقصة الجريئة الصحراوية

نجحت حسنة البشارية في بناء سمعتها الفنية من خلال أداءها الرائع في مسقط رأسها بمدينة بشار في جنوب غرب الجزائر عام 1954، حيث اشتهرت بإسم حسنة حسينات، والدّها كان قائد فرقة موسيقية معروفة وكان جدها عازفًا ماهرًا.

وتعود أصول والدها إلى مدينة أرفود في المغرب، ثم هاجر إلى الجزائر بحثًا عن العمل، أما والدتها فكانت من مدينة القنادسة بالجزائر، حيث عاشت حسنة في ظروف صعبة بعد زواج والدها من امرأة أخرى، وتعرضت والدتها للإصابة بداء السكري وفقدان البصر، فتحملت حسنة بموهبتها مسؤولية رعاية والدتها وإخوتها منذ سن صغيرة.

حسنة البشارية أحرصت خلال مسيرتها الفنية على إبراز التراث الجزائري المميز في جنوب المنطقة (وسائل التواصل الاجتماعي)

كان والدها ماهرًا في العزف على آلة القمبري ومتقنًا لفن الديوان، مما أثّر في اهتمام حسنة بالموسيقى منذ نعومة أظفارها، حيث تعلّمت كيفية عزف آلة القُمبري، ووفقًا للصحف الجزائرية، فهي الشخصية النسائية الوحيدة التي استطاعت العزف على هذه الآلة التي كانت حصرية للرجال، حيث تحتوي على 3 أوتار وتُستخدم في الموسيقى التقليدية الجزائرية، وبينما كانت صغيرة، كانت تسرق آلة والدها سرًا لتتعلم عليها، ثم تعيدها مرة أخرى، وعملت على تعلم عزف آلات موسيقية متنوعة مثل العود العربي والهارمونيكا.

شكلت حسنة فرقة نسائية مع زميلاتها الموسيقيات والمطربات، وأدّت عروضًا في حفلات الزفاف ونالن شهرة محلية بالرغم من المصاعب التي واجهنها، حيث كانت تعمل في الحفلات من أجل تأمين علاج لوالدتها.

وفي منتصف السبعينيات، أحيت حسنة حفلا نظمته الجمعية العامة لنساء الجزائر في مدينة تاغيت، وفي نهاية الثمانينيات، تاح لها فرصة المشاركة في سلسلة من الحفلات في فرنسا بصحبة مجموعة من الفنانين الجزائريين، بما في ذلك المطربة الجزائرية الشهيرة سعاد ماسي.

غنت حسنة في حفل بمناسبة اليوم العالمي للمرأة حيث قدمت أغنيتها “حافية القدمين” وعزفت على آلة القمبري، ونالت شعبيتها بسرعة، مما أدى إلى تعاقد إحدى شركات الإنتاج معها لإصدار ألبومها الغنائي الأول “الجزائر جوهرة” الذي حقق نجاحًا كبيرًا بفضل تألقها في اللحن والإيقاع الصحراوي، وفي الأعوام المقبلة، أصدرت ألبومًا ثانيًا بعنوان “اسمع” الذي حقق نجاحًا باهرًا، وقامت بجولات فنية في إسبانيا وألمانيا والدانمارك وهولندا وكندا، بالإضافة إلى حفلاتها في المغرب وتونس ومصر، وشاركت حسنة الفنان الإيطالي إيجونيو بيناتو في حفل غنائي في إيطاليا.

استمرت مسيرة حسنة البشارية لتشمل المزيد من الانجازات.منذ نصف قرن، وتركت تأثيرًا على مسار العديد من الفنانين، بمن فيهم الفنانة سعاد عسلة التي أنشأت فرقة “لمة بشارية”.

قامت حسنة البشارية خلال مسارها الفني بالترويج للتراث الجزائري، وخاصة التقاليد السائدة في المناطق الجنوبية، مثل الغناء التقليدي المعروف بـ “الزفانات” و “الجباريات”، بالإضافة إلى غناء “الفردة” النسائي، وأصناف أخرى نادرة مثل “الحيدوس” و “الشلالي” التي نادراً ما تعرض أمام الجمهور.

في عام 2020، قررت حسنة البشارية العودة للغناء منفردة بعد انفصالها عن الفرقة، من خلال إصدار ألبومها “ألوان الصحراء”، وقد اشتهرت بلقب “نجمة الروك الصحراوي”، بالإضافة إلى لقبها كعميدة لموسيقى الديوان النسوي.

جوائز وإرث فني

نالت حسنة البشارية وسام “عشير” من مصف الاستحقاق الوطني تقديرًا وتكريمًا لإنجازاتها، كما تم عرض فيلم وثائقي يسلط الضوء على مسيرتها بعنوان “نجمة الروك الصحراوي” من إنتاج المخرجة الجزائرية الكندية سارة ناصر.

كانت آخر حفلات الفنانة الراحلة مشاركتها في مهرجان أرابيسك في مدينة مونبلييه في سبتمبر/أيلول الماضي مع فرقتها النسائية، وأحيت حفلاً في باريس في فبراير/شباط قبل رحيلها عن عالمنا يوم أمس، حيث تركت إرثًا فنيًا هائلًا لجمهورها ومحبيها، وتمكنت من إبراز مكانة المرأة الجزائرية في المشهد الفني والثقافي.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version