رهبة وهجر جديد في رفح.. ما يدل على تهجير مناطق الشرق؟

By العربية الآن



رهبة وهجر جديد في رفح.. ما يدل على تهجير مناطق الشرق؟

يستخدم سكان شرق رفح كل وسيلة مواصلات متاحة للنزوح نحو غرب المدينة-رائد موسى-رفح-الجزيرة نت
يستخدم سكان شرق رفح كل وسيلة متاحة للنزوح نحو أحيائها الغربية (الجزيرة)
غزة– في ظل غياب الإرشاد ووسط توتر ملحوظ، جمعت أسرة عبد ربه المعدات الأساسية والضرورية، وأخلت منزلا في موقع شرق مدينة رفح بالقرب من حدود قطاع غزة، الذي كان مأواها بعد إخلاء مسكنها السابق في بلدة جباليا شمال القطاع.

وتلقت هذه العائلة وغيرها من سكان ونازحي مناطق بلدية الشوكة وأحياء السلام والجنينة وتبة زارع والبيوك، اتصالات هاتفية، وأسقطت عليهم منشورات ورقية، تملي عليهم القوات الاسرائيلية بمغادرة منازلهم الآن نحو المنطقة المستقرة إنسانياً قرب ساحل البحر.

وبدون تردد، قام عمر عبد ربه وأسرته بترك مسكن أقاربهم الذي انتقلا إليه مؤخرًا، وأفاد الجزيرة الإلكترونية بأنه “حزمنا أغراضنا وانتقلنا بشكل سريع ومؤقت إلى منزل عمتي في منطقة الحي السعودي غرب مدينة رفح”.

تسود أجواء من القلق والتشتت في مدينة رفح، إحدى أصغر مدن القطاع والتي تقع على الحدودمع الجمهورية المصرية، هرول ساكنوها والمهجرون فيها نحو الأسواق لجلب الضروريات الأساسية، استعدادا لهجوم بري إسرائيلي قد يمتد ويتوسع.

تضم مناطق شرق رفح حوالي 150 ألف نسمة من السكان والنازحين (الجزيرة)

اجلاء شرق رفح

قامت القوات الإسرائيلية في وقت مبكر من صباح يوم الاثنين بإعلان “إخلاء” سكان المناطق الشرقية من مدينة رفح تمهيداً لعملية عسكرية، ونشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي خرائط توضح طرق نقل الفلسطينيين الذين نزحوا من الشمال والوسط نحو رفح خلال الحروب السابقة.

لم يُحدد الجيش المهلة الزمنية للإجلاء، وحذر من محاولة العودة إلى غزة ومناطق شمال وادي غزة، ووصف المناطق الواقعة هناك بأنها “مناطق قتالية خطرة”.

بينما تعج المنطقة المعروفة باسم المواصي بخيام النازحين الذين هربوا من غزة وشمال القطاع إلى هنا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة قبل 7 أشهر تحت ضغط الهجمات البرية.

على عكس حال عمر، يواجه صعوبة بالغة في العثور على سكن في غرب رفح الذي يضم أكثر من مليون نازح، العديد منهم في أحياء المدينة الغربية، ويعتبر أن حتى الحصول على خيمة ليس بالأمر السهل.

عمر وعائلته اضطروا للجوء مؤقتاً إلى مستودع تحت منزل يعرف بـ “حصيلة التجارية” في غزة، حيث يعيش عمته المهجرة مع عائلتها، وكانوا يبحثون مع والده عن مكان مناسب لعائلتهم التي تضم 7 أفراد.

يقول عمر إنهم غادروا شرق رفح بسرعة خوفاً من تكرار الانتهاكات التي حدثت في المدن الأخرى التي تعرضت للهجوم البري والاحتلال الكامل، والتي شهدت جرائم قتل ودمار هائلة.

وأما أبو حذيفة، الذي يقيم في حي الجنينة المهدد بالتهجير، فقد قرر تأجيل مغادرة منزله حتى اللحظة الأخيرة، مشيراً إلى أن خارج نطاق المنطقة المخصصة للإجلاء.

في الواقع، يشعر هذا الرجل الأربعيني بقلق حاد من اتساع رقعة المناطق التي ينوي الجيش الإسرائيلي إجلاؤها، مثلما حدث في خان يونس، حيث بدأت العملية العسكرية في مربعات سكنية محددة قبل أن تتوسع إلى تدمير المدينة بالكامل.

تحتوي مناطق شرق رفح على مستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد بالمدينة (الجزيرة)

مرافق حيوية

وفقًا للإذاعة العسكرية الإسرائيلية، تم اتخاذ قرار ببدء إجلاء سكان شرق رفح في جلسة مجلس الوزراء الليلة الماضية ويتضمن حوالي 100 ألف فلسطيني يعيشون في أحياء المدينة الشرقية، بينما تُشير مصادر رسمية فلسطينية إلى أعداد أكبر من سكان ونازحين في تلك الأحياء.

تم اتخاذ هذا القرار بعد مقتل 3 جنود إسرائيليين من لواءي “غفعاتي” و”ناحال”، وإصابة 12 آخرين في قصف بالصواريخ تبنته كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس، استهدف قاعدة عسكريةفي محيط المعبر الحدودي كرم أبو سالم شرق مدينة رفح.

شهدت البلدة العمليات العنيفة التي استهدفت 10 منازل بعد ذلك، حيث قُتل 26 فلسطينيًا بينهم 11 طفلاً و8 نساء جراء الضربات الجوية الإسرائيلية.

تشمل المواقع المستهدفة من جيش الاحتلال في شرق رفح مرافق حيوية مثل معبر رفح الحدودي مع مصر للأفراد والبضائع، والمعبر التجاري “كرم أبو سالم” الذي يديره الإسرائيليون، إضافة إلى مستشفى أبو يوسف النجار الحكومي الوحيد في المنطقة، وأراض زراعية وآبار مياه.

قامت السلطات بإغلاق معبر كرم أبو سالم منذ يوم أمس بعد القصف الصاروخي، وتم منع شاحنات البضائع والمساعدات الإنسانية، بينما لا يزال المعبر البري مع مصر مفتوحًا.

رئيس بلدية رفح: المواصي مكتظة بالنازحين ولا تستوعب المزيد منهم (الجزيرة)

مجاعة وأزمات إنسانية

رئيس بلدية رفح، أحمد الصوفي، قدر عدد السكان والنازحين في تلك المنطقة بحوالي 150 ألف نسمة، مشيرًا إلى أنه لا توجد مساحات جاهزة لاستيعابهم ولا خيام لتوفيرها.

وأشار إلى أن منطقة المواصي الصغيرة التي ذكرها في بيانات الجيش “غير قادرة على استيعاب هذا العدد الكبير، وتفتقر إلى متطلبات الحياة”.

تمتد المعسكرات المؤلفة من خيام في منطقة المواصي، والتي تشكل 3% من مساحة القطاع الكلية (365 كيلومتر مربع)، على طول 12 كيلومترًا وعرض حوالي كيلومتر واحد، من دير البلح وسط القطاع إلى رفح جنوبًا عبر مواصي خان يونس.

وقال الصوفي إن “إخلاء” مستشفى أبو يوسف النجار سيؤدي إلى توقف الخدمات الطبية للمواطنين في رفح، مما سيؤدي إلى زيادة أعداد الوفيات وحدوث كارثة صحية وإنسانية، بالإضافة إلى أن “إغلاق معبر كرم أبو سالم يعني قطع الحياة عن غزة برمتها، وسيؤدي إلى مجاعة كبيرة بحق مليوني فلسطيني من السكان والنازحين”.

قالت الأمم المتحدة أن “الهجوم الإسرائيلي على رفح سيتسبب في المزيد من المعاناة والوفيات بين المدنيين، وستكون النتائج تدميرية على 1.4 مليون شخص”.

أكدت المنظمة الأممية أنها “لم تقرر الإخلاء”، معلنة استمرارها في تقديم المساعدات لفترة أطول، وستواصل البقاء في رفح لمدة ممكنة لتقديم المساعدات المنقذة لحياة الناس.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version