روبيان السرعوف.. أعجوبة الخلق الذي يرى ما لا يراه البشر
روبيان السرعوف يعد من الكائنات الغريبة، إذ يتمتع بلقب “صاحب أسرع لكمة في مملكة الحيوان”. وعلى الرغم من حجمه الصغير، فإنه يمتلك قوة ضربات تكفي لكسر الأصداف البحرية وزجاج الأحواض المائية. ولكن ما يجعله فريداً هو عيونه التي تعد الأكثر تعقيدًا بين جميع الكائنات الحية، وفقاً للعلماء.
نظام بصري مميز
تحتوي عيون البشر على ثلاثة أنواع من خلايا استقبال الضوء، مما يمنحنا القدرة على تمييز ثلاثة ألوان أساسية: الأحمر والأخضر والأزرق. وبفضل المزج بين تلك الألوان، نستطيع رؤية ملايين الألوان المتنوعة.
على العكس، يتمتع روبيان السرعوف بوجود 12 نوعًا من المستقبلات الضوئية، مما يمكنه من رؤية خصائص ضوئية لا تدركها أعين البشر. حيث يمتلك القدرة على تمييز درجات ألوان لا نستطيع رؤيتها، ويشمل ذلك نطاقات من الأشعة التي تبدأ من 300 نانومتر إلى 720 نانومتر، بينما يتراوح نطاق رؤية البشر من 400 إلى 700 نانومتر فقط.
قدرات بصرية فائقة
يستطيع روبيان السرعوف أيضاً رؤية الأشعة تحت الحمراء والأشعة فوق البنفسجية، مما يمنحه القدرة على تمييز تفاصيل دقيقة لا تستطيع أعيننا رؤيتها. كما يستطيع إدراك الضوء المستقطب، مما يسمح له بالتقاط تفاصيل أفضل، حتى في ظروف الإضاءة القاسية.
خصائص بيولوجية وشخصية
يعيش روبيان السرعوف في المحيط الهادي، ويتغذى بشكل رئيسي على اللحوم. يمتاز بأنه موجود في بيئات بحرية استوائية، حيث يختبئ في جحور الرمل. ويُعتبر من الكائنات العدوانية التي تبحث عن صيدها طوال الوقت.
يوجد أكثر من 450 نوعًا من السرعوف، تتراوح أطوالها من 10 إلى 30 سنتيمتراً. السبب وراء قدراته البصرية الفائقة غير محدد بشكل دقيق، ويعتقد العلماء أنها تساعده في تمييز الشركاء والتواصل بشكل خاص في بيئة غنية بالألوان.
دراسة فريدة حول التركيب العصبي
أظهرت دراسة حديثة أن التعقيد في نظام روبيان السرعوف البصري له علاقة بجسم خاص تم اكتشافه في اللافقاريات. الباحثون تتبعوا الأعصاب التي تربط هذا الجسم بأجزاء من المخ واستنتجوا أنه مسؤول عن معالجة المعلومات البصرية وتحويلها إلى ما هو مفيد.
كائنات أخرى بقدرات مشابهة
روبيان السرعوف ليس الكائن الوحيد الذي يمتلك ميزات بصرية فريدة، فهناك أفاعٍ لديها القدرة على إدراك الحرارة المنبعثة من الفريسة. كما أن بعض الطيور والنحل يمكنها رؤية الأشعة فوق البنفسجية، مما يساعدها في العثور على الطعام.
بعض أنواع النسور والصقور تمتلك رؤية رباعية الألوان، مما يمنحها القدرة على رؤية مجموعة أكبر من الألوان والعثور على الفرائس من مسافات بعيدة. بالإضافة إلى ذلك، بعض الفراشات تُظهر قدرات مشابهة بها عدة أنواع من المستقبلات الضوئية، مما يسمح لها برؤية نطاق أوسع من الألوان لأغراض التزاوج أو البحث عن الطعام.
رابط المصدر