روسيا تحذر الغرب من “نفاد صبرها” وسط تزايد المخاوف من اندلاع مواجهة مباشرة

By العربية الآن


اتهم وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، بـ«التبجّح»، بعد أن حذر من أن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى لاستهداف العمق الروسي قد يؤدي إلى نشوب حالة حرب بين حلف شمال الأطلسي وموسكو. وقد ارتفعت حدة التوترات بين روسيا والدول الغربية هذا الأسبوع، في وقت اجتمع فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في البيت الأبيض لمناقشة مدى ضرورة تخفيف القواعد المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية. وأشار لامي في حديثه لشبكة “بي بي سي” إلى أن “ما يقوم به بوتين هو من قبيل ذرّ الرماد في العيون”، مضيفًا أن “هذا هو أسلوبه المعتاد، حيث يهدد بالدبابات والصواريخ والأسلحة النووية”. منذ أشهر، يطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالسماح لجيشه باستخدام صواريخ “ستورم شادو” البريطانية و”أتاكمس” الأمريكية لضرب أهداف داخل روسيا. وقد تم تأجيل قرار من قبل بايدن وستارمر بهذا الشأن خلال اجتماعهما يوم الجمعة.

تحذير من نشوب حرب نووية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال اجتماع مع وزير الخارجية الصيني وانغ يي في سانت بطرسبرغ، 12 سبتمبر 2024 (رويترز)

وحذر بوتين من أن السماح لاستخدام هذه الأسلحة “سيعني أن دول الناتو، الولايات المتحدة والدول الأوروبية، في حالة حرب مع روسيا”. وأشار إلى أنه “في حال حدوث ذلك، سنقوم باتخاذ القرارات الملائمة وفقًا للتهديدات التي نواجهها”. وقد حذر بوتين مرارًا الدول الغربية من أن دعمها لأوكرانيا قد يقود إلى حرب نووية.

من جهة أخرى، حذر دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، يوم الأحد، من أن صبر روسيا على ردود الفعل النووية إزاء التحركات الغربية في أوكرانيا قد أوشك على النفاد. وفي رسالة نشرها عبر قناته في “تلغرام”، نقلتها وكالة “تاس” الروسية، قال إن “روسيا تمارس ضبط النفس، خصوصًا فيما يتعلق بالرد على الضربات الموجّهة في عمق أراضيها”، لكنه حذر من أن “حتى أعظم درجات الصبر لها حدود”.

وفي رده على تصريحات بوتين، قال لامي: “لا يمكننا السماح لفاشي إمبريالي بأن يخرج بنا عن المسار الصحيح، بينما يريد في الواقع التدخل في الدول كما يشاء”. وأوضح أن المحادثات بين ستارمر وبايدن وزيلينسكي حول استخدام صواريخ بعيدة المدى ستستمر خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من هذا الشهر.

روسيا تعزز تقدمها العسكري

أعمدة من الدخان تتصاعد بعد غارة روسية في خاركيف 15 سبتمبر 2024 (رويترز)

ميدانيًا، أسفرت ضربة روسية، الأحد، على مدينة بوكروفسك، وهي مركز لوجيستي حيوي في شرق أوكرانيا، عن مقتل شخص واحد على الأقل، وفقًا للسلطات المحلية. والجيش الروسي، الذي يتمتع بتفوق في العتاد، اقترب حاليًا من المدينة بمسافة أقل من 10 كيلومترات. وقد انقطعت المياه والغاز عن المدينة بسبب المعارك، وتم توزيع مياه الشرب. ووذكرت البلدية أن الضربات الروسية تسببت أيضًا في قطع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة من المدينة، حسبما نقلت “وكالة الصحافة الفرنسية”. هذا الأسبوع، أكدت السلطات المحلية ووسائل الإعلام الأوكرانية أن الضربات الروسية تسببت في دمار جسيم لجسرين في بوكروفسك. ومع اقتراب القوات الروسية، بدأت السلطات بإجلاء الآلاف من السكان منذ منتصف أغسطس، داعية المتبقيين إلى مغادرة المنطقة. وفي مطلع سبتمبر، أعلن حاكم المنطقة فاديم فيلاشكين أن 26 ألف شخص، بينهم أكثر من ألف طفل، لا يزالون في بوكروفسك، التي كان يبلغ عدد سكانها حوالي 53 ألف نسمة قبل بدء الحرب في فبراير 2022. وتحتفظ موسكو بالسيطرة على عدد من المدن في شرق أوكرانيا، مثل باخموت وماريوبول، بعد قصفها بشكل مكثف. واعترف الرئيس الأوكراني بأن جيشه يواجه “صعوبات جمة” في منطقة دونيتسك. وتشهد تقدّمًا سريعًا للجيش الروسي في شرق أوكرانيا، في الربيع والصيف، حيث حققت القوات الروسية مكاسب إقليمية غير مسبوقة منذ خريف 2022.

رد الدولية حول الدعم العسكري الروسي

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ونظيره البريطاني ديفيد لامي يصلان إلى كييف بالقطار في 11 سبتمبر 2024 (أ.ب)

تستفيد موسكو من دعم عسكري مستمر من بيونغ يانغ وطهران خلال حربها ضد أوكرانيا. وأدان وزراء خارجية مجموعة السبع، يوم السبت، تصدير إيران لصواريخ باليستية إلى روسيا بأشد العبارات. وأكد الوزراء في بيان أن “إيران يجب أن توقف فورًا كل دعمها للحرب غير القانونية وغير المبررة التي تشنها روسيا على أوكرانيا، وأن تحظر نقل الصواريخ والطائرات المسيّرة والتكنولوجيا المرتبطة بها، والتي تشكل تهديدًا مباشرًا للشعب الأوكراني، وكذلك للأمن الأوروبي والدولي”. تضم مجموعة السبع كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة.



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version