روسيا تواصل ضخ الغاز لأوروبا عبر أوكرانيا رغم قطع الإمدادات عن النمسا
في خطوة مفاجئة، واصلت شركة غازبروم الروسية ضخ الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية عبر أوكرانيا يوم السبت، على الرغم من توقيف الإمدادات عن شركة “أو.إم.في” النمساوية بعد ساعات قليلة من إبلاغ روسيا للجهات المعنية بقرار القطع.
تأتي هذه الأحداث في الوقت الذي فقدت فيه روسيا تقريباً معظم عملائها الأوروبيين، بسبب الجهود المستمرة التي يبذلها الاتحاد الأوروبي لخفض الاعتماد على الغاز الروسي، فضلاً عن التفجيرات التي استهدفت خطوط أنابيب نورد ستريم في عام 2022.
توقف الإمدادات عن النمسا
أعلنت فيينا يوم الجمعة أن موسكو أبلغتها بإنهاء إمدادات الغاز اعتبارًا من اليوم، إثر حكم قضائي لصالح شركة “أو إم في” بسبب إخفاقات سابقة في الإمدادات من غازبروم لفرعها بألمانيا.
الحكم منح الشركة النمساوية الحق في المطالبة بتعويض قدره 230 مليون يورو. وذكرت هيئة تنظيم الطاقة في النمسا (إي-كونترول) أن إمدادات غازبروم توقفت عند الساعة 05:00 بتوقيت غرينتش.
تختتم هذه الخطوة حوالي ستة عقود كانت فيها النمسا تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي، حيث كانت “أو إم في” تستقبل نحو 40% من الغاز الروسي عبر أوكرانيا.
استخدام الطاقة كسلاح
في إطار هذه التطورات، أفادت شركة “أو إم في” أن الغاز الذي سيتأثر بقرار القطع يقدر بحوالي 7400 ميغاوات في الساعة. وعلقت وزيرة البيئة والطاقة النمساوية، ليونور غيفيسلر، بأن “روسيا تستخدم الطاقة مجددًا كسلاح”، لكنها أكدت أن النمسا كانت قد استعدت جيدًا لهذا الموقف، مع وجود مخزونات طاقة كافية وبدائل عبر خطوط الأنابيب من إيطاليا وألمانيا.
من جانبه، أكد المستشار النمساوي كارل نيهامر على الاستعدادات التي تم اتخاذها، مشيراً أنه لن يشعر أحد بالبرودة خلال الشتاء.
وبحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، فإن 65% من إمدادات الغاز التي تحصل عليها النمسا وجيرانها مثل المجر وسلوفاكيا تأتي عبر أوكرانيا في عام 2023.
موقف المجر من العقوبات على روسيا
يبقى موقف المجر من العقوبات على روسيا مشوبًا بالتساؤلات في ظل الأخذ والرد حول تداعيات قطع الإمدادات.
### دعوة لإعادة تقييم العقوبات على روسيا
أكد رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، في تصريحات أدلى بها أمس الجمعة، أهمية أن يعيد الاتحاد الأوروبي النظر في العقوبات المفروضة على روسيا. وأشار إلى أن هذه العقوبات تؤدي إلى ارتفاع أسعار الطاقة، مما يؤثر سلباً على القدرة التنافسية للدول الأعضاء في الاتحاد.
### الفروقات في تكاليف الطاقة
وفي مقابلة مع الإذاعة العامة المجرية، أوضح أوربان أن الشركات الأمريكية تتحمل ربع المبالغ التي تدفعها الشركات الأوروبية مقابل الغاز والكهرباء. واعتبر أن هذا الفارق يشكل عائقًا كبيرًا لا يمكن التغلب عليه بالكثير من الوسائل.
### انتقادات للعقوبات الأوروبية
ومنذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022، وجه أوربان انتقادات علنية للعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو، كما انتقد الدعم الذي يقدمه التكتل لأوكرانيا، سواء من الجانب المالي أو العسكري.
### الاعتماد الكبير على الغاز الروسي
تجدر الإشارة إلى أن المجر تعتمد على روسيا لتلبية نحو 80-85% من احتياجاتها من الغاز، بالإضافة إلى 80% من إمداداتها من النفط الخام، مما يزيد من تعقيد موقفها في ظل العقوبات الأوروبية.
