ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عبارة عن شي بعبارته عند وصوله باريس “العلاقات بين الصين وفرنسا تُعتبر نموذجًا للتعايش السلمي والتعاون بين دول تختلف في أنظمتها السياسية” وأضاف أن تعميق العلاقات بين البلدين “يُسهم في تحقيق الاستقرار والطاقة الإيجابية في عالم مضطرب”.
وكان رئيس الوزراء الفرنسي غابرييل أتال في استقبال زعيم الصين عند وصوله إلى مطار أورلي في باريس، ومن المقرر أن يعقد شي سلسلة اجتماعات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أجرى مشاورات مع المستشار الألماني أولاف شولتس قبل زيارة الزائر الصيني.
ومن المنتظر أن تلتقي رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين غدًا صباحًا مع الزعيمين الفرنسي والصيني في قصر الإليزيه في جلسة يتوقع خلالها استعراض النزاعات التجارية بين الصين والاتحاد الأوروبي.
ومن المقرر أن يعقد منتدى اقتصادي صيني-فرنسي غدًا في مسرح مارينيي. ومن جانبه، يعتزم ماكرون خلال الزيارة تحريك “المعاملة بالتكافؤ” في مجال التجارة وبحث حلول للصراع في أوكرانيا بينما يستمر زعيم الصين في دعمه لروسيا.
التجارة الهم الأكبر
وفي ظل المخاوف الأوروبية من التراجع الاقتصادي بين منافسة الولايات المتحدة والصين، قامت بروكسل خلال الأشهر الأخيرة بفتح تحقيقات حول الدعم الحكومي لقطاعات صناعية معينة، خاصة في مجال السيارات الكهربائية.
ويخشى الأوروبيون والأميركيون من أن هذا الدعم الحكومي يضر بالمنافسة ويؤدي إلى خسائر اقتصادية عالمية.
أما بكين، فتتهم أوروبا بـ”الانعزالية” وتعتزم تبني موقف واضح في باريس. وقامت الصين بدورها بفتح تحقيق حول الدعم الحكومي لبعض المنتجات مثل الكونياك الفرنسي، وتوقع أن يتسبب ذلك في استجواب من قبل ماكرون.
وفي مقابلة مع صحيفة “لا تريبون” الفرنسية التي نُشرت اليوم، أقر ماكرون بـ”عدم وجود توافق بين الأوروبيين حول الاستراتيجية التي يجب اتباعها، لأن بعض الأطراف لا يزالون ينظرون إلى الصين كسوق للمبيعات، في حين تقوم الصين بتصدير مكثف نحو أوروبا”.
وشدد الرئيس الفرنسي على “تعزيز حماية أمننا القومي، وتحقيق وعي أكبر في الدفاع عن مصالحنا، وتحقيق المعاملة المتكافئة في التبادل مع الصين”.
القيم المعقدة
وفيما يتعلق بقضايا حقوق الإنسان في الصين، أكد ماكرون أن “إشعال التناقضات خلف الأبواب الموصدة” له تأثير. ولم تعط باريس أولوية لملف تايوان، على الرغم من كونه نقطة خلاف رئيسية بين بكين وواشنطن.
ومن المتوقع أن يُطلب من الصين دعم مبادرة “هدنة أولمبية” لتعليق جميع النزاعات خلال دورة ألعاب باريس هذا الصيف. باريس تسعى إلى ضمان ألا تتجاوز الصين، الحليف الأقرب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تقديم دعم له في الصراع الحالي في أوكرانيا.
وتؤكد الصين رسميا على حيادها في الصراع في أوكرانيا، لكنها تعرضت لانتقادات من الغرب بسبب عدم إدانتها للهجوم الروسي. وشهدت العلاقات بين موسكو وبكين تقاربًا منذ بداية النزاع في فبراير/شباط 2022.
ويؤكد الإليزيه أن مطلوب من فرنسا “تشجيع الصين على استخدام نفوذها لدى روسيا للمساهمة في حل للنزاع”.
وبزيارة زعيم الصين إلى باريس، تجمع مئات ناشطين تبتيين الأحد في ساحة الجمهورية في العاصمة الفرنسية للاحتجاج على الصين التي وصفوها بأنها “جشعة” و”نظام استعماري”. وجاءت عبارة “لا للاستبداد الصيني” على إحدى اللافتات.
ويلاحظ المتابع لجولة زعيم الصين الأوروبية أنه اعتمد على “التوازن الدبلوماسي” في جولاته، فبعد فرنسا، سيتجه زعيم الصين إلى صربيا والمجر اللتين تقعان قرب موسكو.