زلزال 16 أكتوبر في تركيا: هل يجب أن يشعر سكان العالم العربي بالقلق؟

By العربية الآن

زلزال 16 أكتوبر في تركيا.. هل ينبغي على سكان العالم العربي القلق؟

hatay, turkey - february 07: smoke billows from iskenderun port fire as people walk past collapsed buildings on february 07, 2023 in iskenderun, turkey. a 7.8-magnitude earthquake hit near gaziantep, turkey, in the early hours of monday, followed by another 7.5-magnitude tremor just after midday. the quakes caused widespread destruction in southern turkey and northern syria and were felt in nearby countries. (photo by burak kara/getty images)
بعد مرور حوالي 17 شهرا على زلزال العام الماضي الذي وُصف بأنه “الأقوى في الألفية الجديدة”، تزايدت المخاوف من حدوث زلازل جديدة (غيتي)

تجدد الحديث عن تأثير الزلازل في تركيا على العالم العربي، وخصوصا الدول القريبة من صدع البحر الميت، بعد الزلزال الذي وقع في تركيا وشعر به سكان بعض المناطق في سوريا يوم الأربعاء، 16 أكتوبر/تشرين الأول.

بعد مرور نحو 17 شهرا على الزلزال الذي حدث في فبراير/شباط 2023، والذي وُصف بأنه “الأقوى في الألفية الجديدة”، أظهرت دراسة لباحثين أتراك، نُشرت في دورية “ساينتفيك ريبورتس”، تأثيرات محتملة لهذا الزلزال على صدع البحر الميت نتيجة “عملية نقل الإجهاد”. وقد عادت النقاشات حول هذه التأثيرات للظهور بعد الزلزال الأخير، الذي كان مصدره الصدع نفسه.

يعمل الصدع على إطلاق الطاقة المخزنة أثناء عملية الزلزال، مما يخفف الضغط ويعيد توزيع الإجهاد على المناطق المجاورة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى “نقل” الضغط إلى صدوع أخرى قريبة أو بعيدة، مما قد يتسبب في الحصول من جديد على زلازل جديدة إذا تراكمت الضغوط بشكل أكبر.

أفادت الدراسة التركية بأن التمزق الناتج عن الزلزال السابق توقف عند بحيرة أميك، بالقرب من الطرف الشمالي لصدع حاج باشا المتعلق بصدع البحر الميت، مما أثار القلق بشأن احتمال أن تصبح تلك المنطقة نقطة ضعف تؤدي إلى زلزال يمتد تأثيره إلى الجزء الجنوبي من صدع البحر الميت، الذي يشمل دول سوريا ولبنان والأردن وفلسطين والسعودية.

خريطة الصفائح التكتونية (غيتي)

مخاوف لا مبرر لها

يوضح الدكتور عبد العزيز محمد عبد العزيز، أستاذ هندسة الاستكشاف في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، أنه لفهم عملية نقل الإجهاد، يمكن تخيل صخرة تضرب جانب نافذة، مما ينتج عنه شق صغير. لا يبقى الإجهاد الناتج في المكان ذاته، بل ينتشر ويتسبب في تمزقات في أماكن أخرى. وعندما يحدث زلزال، يتوزع الإجهاد على الصدوع القريبة، مما يؤدي إلى زيادة فرص تمزقها نتيجة تراكم الضغوط.

يشير عبد العزيز إلى أن الدراسة التركية تخشى من أن تستمر حالة التمزق المتوقفة لتسبب زلزالا يمتد تأثيره إلى الجزء الجنوبي من صدع البحر الميت، على الرغم من أن هذا الأمر يعتمد على مقدار الضغط المتراكم أمام قدرة الصخور. ومع ذلك، حدث زلزال 16 أكتوبر في منطقة مختلفة من صدع شرق الأناضول، مما يعني أن الضغوط تجاوزت القدرة على التحمل، مما أدى إلى حدوث الزلزال.

مثل الزلزال الذي حدث في فبراير 2023، وقع الزلزال الأخير على طول منطقة صدع شرق الأناضول، الذي يعد صدعا انزلاقيا يساريا يمتد لحوالي 700 كيلومتر من ساحل البحر الأبيض المتوسط إلى تقاطعه مع صدع شمال الأناضول.

في عام 2023، انزلق نصف هذا الصدع حتى 8 أمتار، مما تسبب في زلزال بقوة 7.8 درجات تبعه زلزال آخر بقوة 7.6 درجات. بينما وقع الزلزال الأخير (حيث بلغت قوته 6 درجات) بالقرب من حدود هذين الصدعين.

يستنتج عبد العزيز أن سلوك الانزلاق يعتمد على دراسات سابقة، ولكنه لا يثير المخاوف المتعلقة بفالق البحر الميت التي تم التطرق إليها سابقا.

زلزال تركيا: تقييم سلوك الانزلاق وتأثيره على صدع البحر الميت

تتجه الأنظار نحو الزلزال الذي وقع في تركيا في 16 أكتوبر، والذي أثار تساؤلات بشأن تأثيراته المحتملة على الصدع المعروف باسم صدع البحر الميت. وبينما تسلط الدراسات العلمية الضوء على سلوك الانزلاق في الزلازل، ينبغي التركيز على بعض التحذيرات والدراسات التي تندرج ضمن هذا السياق.

دراسة بارسونز وتحذيراتها

تناولت دراسة بارسونز، التي أعدها من هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، سلوك الانزلاق وأشارت إلى أن الزلزال الذي شهده إزميت عام 1999، زاد من الضغط على الصدوع القريبة من إسطنبول. الدراسة أكدت أن هناك احتمالًا بحدوث اهتزازات قوية في إسطنبول تصل إلى 62% خلال الثلاثين عامًا القادمة، و32% خلال العقد المقبل، نتيجة لذلك الزلزال.

هذا الزلزال يمكن تفسيره من خلال سلوك الانزلاق الذي أشارت له العديد من الدراسات (شترستوك)

منطقة تعويض الحركة

في هذا السياق، يؤكد زكريا هميمي، نائب رئيس الاتحاد الدولي لأخلاقيات علوم الأرض، أن تأثير الزلزال الأخير في تركيا على صدع البحر الميت لن يكون كبيرًا بما يكفي ليتسبب في زلازل جديدة. وأوضح هميمي أن الفالق يعتبر جزءًا من فالق شرق الأناضول، وبالتالي فإن الزلازل في تلك المنطقة قد تزيد الضغط على صدع البحر الميت، إلا أن هذا الضغط يبقى ضمن الحدود الطبيعية ولن يؤدي إلى زلازل إضافية.

تشير الدراسات إلى أن صدع البحر الميت يعد منطقة تعويض، حيث يمتص الضغوط ويقوم بتعديل الحركة بين الصفيحتين العربية والأفريقية، مما يسهم في تقليل التوترات وبالتالي يمنع الزلازل الكبيرة. هذا التصنيف يلعب دورًا حيويًا في استيعاب الحركات النسبية على مر الزمن.

كما يتفق هميمي مع دراسة أخرى نشرت العام الماضي في دورية “ساينس”، والتي أكدت على عدم كفاية الضغوط التي يتعرض لها صدع البحر الميت لإحداث زلازل، مما يعزز من أهمية فهم سلوك هذه الصدوع وضرورة اتباع منهجيات علمية دقيقة للتقييم.

المصدر: الجزيرة

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version