الأمين العام لحلف الناتو يزور بعثة أوكرانيا في فيسبادن
في أول زيارة له لبعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الخاصة في فيسبادن، ألمانيا، رحب مارك روته كأمين عام للحلف بهذه الخطوة، التي نددت بها موسكو على أنها تحدٍ واستفزاز. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس، حيث شهد الحزب الديمقراطي الاجتماعي، الذي يتزعمه المستشار الألماني أولاف شولتس، جدلاً حاداً حول هذا الموضوع. وتستضيف قاعدة فيسبادن أيضاً الوحدة الأميركية المسؤولة عن نشر الصواريخ بعيدة المدى اعتباراً من عام 2026، وذلك لمواجهة التهديد المحتمل من الصواريخ الروسية المتمركزة بالقرب من كالينينغراد.
أهمية تعزيز القدرات العسكرية
أشار روته، الذي قاد حكومة هولندا منذ عام 2010 حتى 2024، إلى أهمية أن يمتلك التكتل العسكري الغربي جميع القدرات الضرورية لردع التهديد الروسي. من جهته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن القوات الأوكرانية لا تزال تصد الهجمات الروسية، حيث تشهد مناطق ككورسك صموداً كبيراً أمام محاولات الاختراق. كما وصف زيلينسكي الاشتباكات في شرق أوكرانيا بأنها “شرسة”.
استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا
أفاد روته بأن التهديدات الروسية لن تثني الحلف عن دعمه المستمر لكييف، موضحًا في حديثه لمحطة إذاعية ألمانية أن الرسالة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هي أن الناتو سيستمر في دعم أوكرانيا وسيفعل كل ما هو ضروري لضمان انتصارها. ستقوم بعثة “المساعدة الأمنية والتدريب من حلف الأطلسي لأوكرانيا” بالتنسيق التدريجي للدعم العسكري الغربي لأوكرانيا من مقرها الجديد في القاعدة الأميركية.
مناورات الناتو وتوترات مع روسيا
تأتي هذه التطورات في الوقت الذي أبلغ فيه الكرملين عن بدء المناورات النووية للناتو، التي أثارت القلق بسبب تصاعد التوترات في السياق الحالي للصراع في أوكرانيا. ورفض المتحدث باسم الكرملين مباحثات الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى الوضع المتوتر الذي تشهده أوكرانيا. وكشفت التقارير عن انخراط كوريا الشمالية في النزاع، حيث زودت روسيا بصواريخ وذخائر، وهو ما أكده زيلينسكي في اجتماع عُقد مع قيادات أوكرانية.
التعاون العسكري بين الصين وروسيا
في تطور آخر، أكد وزراء الدفاع من الصين وروسيا خلال اجتماع في بكين التزامهما بتوسيع التعاون العسكري، برغم قلق القوى الغربية من هذا التحالف. ومع ذلك، تعتمد القيادة الصينية موقفًا محايدًا في النزاع القائم، بينما ترفض أوكرانيا المبادرات الصينية بسبب غموضها، مؤكدة أن خطتها الوحيدة للحل السلمي هي خطتها الخاصة.
المستجدات العسكرية والسياسية المتسارعة تشير إلى تعقد الوضع في المنطقة، مع استمرار دعم الناتو لأوكرانيا ومواجهة التهديدات الروسية بشكل حازم.
توتر العلاقات الدولية
منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، عززت موسكو وبكين علاقاتهما في تحالف يثير قلق الدول الغربية، حيث تسعى كل من الدولتين لتوسيع نفوذهما في المنطقة. وفي هذا الصدد، أعلن أن بيلوسوف سيجري محادثات مع القادة العسكريين والسياسيين في بلاده.
وقد أعلنت روسيا والصين عن شراكة “لا حدود لها” قبل انطلاق الهجوم الروسي على أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين، أجرتا مجموعة من التدريبات العسكرية المشتركة.
وفي أغسطس الماضي، صرح الرئيس الروسي بأن العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الصين “تحقق نتائج إيجابية”، مشيراً إلى أن البلدين يعملان على مشاريع “اقتصادية وإنسانية” مشتركة. وتؤكد هذه التطورات العسكرية، حيث أجرت سفن حربية روسية وصينية تدريبات مشتركة في بحر اليابان، في مناورات بحرية كبرى اعتبرها بوتين الأكبر منذ ثلاثة عقود.
الوضع الميداني في أوكرانيا
في السياق الميداني، أعلنت السلطات الأوكرانية يوم الثلاثاء عن وفاة سيدة وإصابة أكثر من عشرة آخرين جراء قصف روسي استهدف منطقة ميكولايف الجنوبية باستخدام صواريخ مضادة للطائرات. وأوضح الجيش الأوكراني أن القوات الروسية أطلقت سبع قذائف من نوع “إس300″ و”إس400” من شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014.
وأكد فيتالي كيم، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة ميكولايف، أن الهجوم الجوي أسفر عن مقتل شخص وإصابة لا يقل عن 11 آخرين، مضيفًا أن بعض المصابين في حالة حرجة.
تجدر الإشارة إلى أن الأسلحة المضادة للطائرات تتمتع بمعدل إصابة مرتفع ضد الأهداف الجوية، ولكن استخدامها ضد الأهداف الأرضية غالبًا ما يؤدي إلى دقة منخفضة وعواقب غير متوقعة.