زيارة مودي إلى كييف: إعادة تقييم العلاقة مع أوكرانيا بعد 33 عاماً
تعتبر هذه الزيارة هامة ورمزية، حيث لم تزُر أي شخصية رفيعة من الهند كييف منذ استقلال أوكرانيا عام 1991، مما يدل على العلاقة المتوترة بين الجانبين، خاصة بعد تزويد أوكرانيا لباكستان بـ320 دبابة في عام 1996.
وتجدر الإشارة إلى أن موقف الهند مما يحدث في أوكرانيا أثار استياء كييف بعد رفض نيودلهي الانضمام إلى العقوبات الغربية على روسيا التي تشمل قطاعات الطاقة والإنتاج العسكري.
الانتقادات الأوكرانية لموقف الهند
قدمت الهند نفسها كداعم ثانٍ لفكرة الحياد بعد الصين، مما اعتبرته كييف تحيزاً لموسكو وسبباً لطول أمد الحرب. وقد تعرض مودي لانتقادات أثناء زيارته لروسيا والتي تزامنت مع ضربات على مستشفى أوخماديت في كييف، حيث اعتبر زيلينسكي تصرف مودي خلال تلك الزيارة “خيبة أمل كبيرة”.
على الرغم من الانتقادات، تستشعر أوكرانيا أهمية الهند ورغبتها في تصحيح الأخطاء السابقة المتعلقة بموقف الهند تجاه روسيا. ويشير مؤرخ ودبلوماسي سابق إلى أن جنوب آسيا لم يكن أولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الأوكرانية، حيث كانت العلاقات تتركز بشكل رئيسي على الغرب.
الاهتمام بالعلاقات الاقتصادية
تبذل الهند جهوداً لسد الفجوات في علاقتها مع الدول المختلفة، حيث زار وزير الخارجية الأوكراني الهند في مارس الماضي. وتأمل كييف في تعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية مع الهند، رغم أن حجم التبادل التجاري بين الدولتين في الماضي كان منخفضاً.
ووفقاً للدكتور أوليكسي هاران، أستاذ العلوم السياسية، فإن الأهداف الرئيسية للزيارة تشمل محاولة الحفاظ على توازن في العلاقات مع الغرب وإظهار عدم انحياز الهند التام لروسيا.
- خلق توازن وإظهار الطمأنينة للغرب بأن الهند ليست منحازة تماماً لموسكو.
- العمل على صناعة السلام بشكل غير رسمي، حيث لم تقدم الهند خطة واضحة بهذا الخصوص.
- العيش في إرسال الرسائل بين أوكرانيا وروسيا، وهو ما عُبر عنه على لسان مسؤولي البلدين.
فهم سياسات الهند لتحسين العلاقات
يتعين على أوكرانيا أن تفهم سياسات الهند التي تختلف بشكل كبير عن رؤيتها. إذ تفضل نيودلهي عدم قطع العلاقات مع روسيا وتتبنى موقف الحياد كوسيلة لمنع تحالف أوثق بين الصين وروسيا، والذي يمثل تهديداً لها.
ومع ذلك، يراقب الأوكرانيون عن كثب الزيارة، حيث يخشون من صدور أي تصريحات تنتقد روسيا خلال زيارة مودي، خاصة بعد اعتباره قصف مستشفى أوطفال في كييف “غير مقبول”.
أي تصريح يُعبّر عن دعم وحدة الأراضي الأوكرانية سيُعتبر صفعة لموسكو، خاصة في إطار جهودها لشرعنة احتلالها للأراضي الأوكرانية.
رابط المصدر