سجى خلة: شعاع أمل يضيء دروب غزة المظلمة

By العربية الآن


ضحايا وأبطال

سجى خلة.. نور في العتمة يضيء طريق الأمل بغزة

في قلب غزة التي تتعرض لعدوان إسرائيلي قاسٍ، تبرز فتاة استثنائية تُدعى سجى سعيد خلة (14 عامًا)، التي فقدت بصرها عند ولادتها، لكن إرادتها تشع الأمل في مواجهة الظلم.

تسليط الضوء على قصة سجى

سلطت حلقة برنامج “ضحايا وأبطال” الذي يُبث على منصة الجزيرة 360 الضوء على حياة سجى، التي وُلِدت في ظروف مأساوية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في عامي 2008-2009، والتي عُرفت باسم “الرصاص المصبوب”. وكانت والدتها حاملا بها عندما تعرضت لاستنشاق الفسفور الأبيض، وهو سلاح محرم دولياً، حيث تؤكد “كنت حامل ودار خالي مقصوف، ولم أعلم أن الفسفور سيؤثر على الحامل”.

معاناة الأم

تشير والدة سجى إلى المأساة التي بدأت بعد ولادة ابنتها، حيث ظنوا في البداية أن هناك جرحًا في عينيها، لكن الفحوصات الطبية أوضحت أن التشوه كان نتيجة تعرضها للفسفور الأبيض الذي استنشقته خلال الحمل.
ويؤكد إيهاب كحيل، المدير العام للهيئة الفلسطينية لملاحقة جرائم الاحتلال، أن ما حدث في عامي 2008 و2009 كان نقطة تحول في حياة الفلسطينيين، حيث استخدم الاحتلال سلاح الفسفور للأول مرة، مما أثر على سلامة الأجنة.

مهام يومية ملهِمة

تتبع الحلقة كيف تقوم سجى بمهامها اليومية بكل عفوية، حيث تحضر القهوة وتقوم بالأعمال المنزلية دون أي شعور بالعجز، برغم فقدانها للبصر، إلا أنها تمتلك بصيرة قوية وإرادة صلبة.

بصيرة وإرادة

على الرغم من العتمة التي تحيط بعينيها، إلا أن سجى تتمتع ببصيرة نافذة وإرادة لا تلين، حيث تعرف بنفسها بثقة قائلة: “أنا سجى سعيد، في الصف التاسع الإعدادي، أحب الكتابة وهي من هواياتي، أكتب قصصًا وخواطر مبدعة”.

### سجى: نموذج للإرادة في ظل المعاناة الفلسطينية

الشغف بالكتابة والإبداع

تُظهر سجى موهبة فريدة في الكتابة، حيث تتميز بقصصها وخواطرها التي تعكس عمق فهمها للواقع المحيط بها. ومن أبرز أعمالها قصة “معاناة فلسطيني” التي كتبتها خلال برنامج تم تصويره مؤخرًا. سجى، البنت الصغيرة التي بزغت موهبتها في سن مبكرة، أبهرت الجميع بحفظها للقرآن الكريم، حيث حققت فوزًا في مسابقة وهي في الخامسة من عمرها، كما حفظت منظومة الشاطبية بالكامل، التي تتناول أحكام القراءات القرآنية.

تحديات يومية وصعوبات مستمرة

تعاني سجى من تحديات يومية تتعلق بصحتها ومعاناتها البدنية، حيث تصف حالتها بقولها: “أشعر في بعض الأحيان وكأن هناك حصوة صغيرة في عيني.” ورغم التحديات، تظل سجى تفرق بين الليل والنهار، وتخاف من الظلام، بينما تفضل النهار حيث يكون الجميع مستيقظين. والدها الذي يُعتبر الداعم الأكبر لها، قال إنه أسس مشروع حياته على تعليم ابنته وتطوير مهاراتها، حيث أوقف كل مشاريعه الشخصية لتحقيق هذا الهدف.

أهمية الدعم العائلي

يسلط والد سجى الضوء على أهمية دعم المجتمع، حيث ساعدت زيارة شيخ الأزهر أحمد الطيب في تحسين وضع تعليم ابنته. وبفضل هذا، تتبع سجى الآن المستوى الثالث من القراءات السبع، مما يعطي الأمل في مستقبل أفضل.

معاناة لم تنته

ظروف غزة الصعبة

في ظل الظروف القاسية المفروضة على قطاع غزة، تستمر معاناة سجى والعائلات المشابهة. والدتها تتحدث عن تجارب العلاج التي لم تنته بسبب التكاليف المرتفعة والعقبات التي يسببها الاحتلال الإسرائيلي. تمتلك سجى شغفًا كبيرًا لوطنها، وتؤكد أن الاحتلال يسعى لتشريد الفلسطينيين.

آثار الحروب على الأطفال

تتناول الحلقة جوانب معاناة الفلسطينيين جراء الاحتلال، حيث تترك الأسلحة المحرمة آثاراً طويلة الأمد تؤثر على الأجيال القادمة، بما في ذلك التشوهات الخلقية في الأطفال. قصتها ليست فقط قصة فردية، بل تعبر عن معاناة آلاف الأطفال في غزة، وتجعل من سجى رمزًا لكل من يتحدى الظروف الصعبة.

التحديات والإرادة القوية

تعتبر سجى مثالًا حيًا على قوة الإرادة البشرية في مواجهة أصعب الظروف. تصفها مقدمة البرنامج بأنها “ضوء في العتمة” تضيء طريق الأمل لكل من يعرفها ويكون بجانبها، ما يشير إلى قدرة الإنسان على التغلب على أصعب التحديات بالعزيمة والإصرار.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version