سقوط الأسد: نهاية حقبة وبداية زمن جديد
احتفل آلاف السوريين في شتى أنحاء البلاد وخارجها يوم الأحد الماضي بسقوط الرئيس بشار الأسد، بعد هجوم سريع شنته فصائل المعارضة المسلحة أدى إلى دخولهم العاصمة دمشق. هذا الحدث يُعتبر طي صفحة من تاريخ هيمنة عائلة الأسد التي استمرت لأكثر من خمسة عقود، ويدخل البلاد الآن في مرحلة من عدم اليقين.
تدمير رموز النظام
في وسط العاصمة دمشق، التي أعلنتها فصائل المعارضة “حرة”، قامت مجموعة من الأشخاص بإسقاط تمثال للرئيس الأسبق حافظ الأسد، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد منذ عام 1971 حتى وفاته في 2000. وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن بشار الأسد غادر البلاد على متن طائرة ليلة السبت، فيما ذكرت وكالات أنباء روسية أن الأسد وعائلته متواجدون في موسكو.
شوارع العاصمة تعكس الهدوء
مع غروب الشمس في أول ليلة بعد سقوط الأسد، كانت شوارع دمشق تفتقر إلى الحركة، مع وجود بعض الرجال المسلحين في المناطق المحيطة، أما نقاط التفتيش الحكومية فكانت خالية من أفراد الأمن، مما أظهر مدى التغيير الحاصل.
تدهور الأوضاع الأمنية
في الأثناء، انطلق قصف إسرائيلي على مقار أمنية بدمشق، مما أدى إلى حرائق في تلك المواقع. الجيش الإسرائيلي فرض حظر تجول على سكان خمس بلدات تقع ضمن المنطقة العازلة بجنوب سوريا، المنزوعة السلاح منذ عام 1967.
عمليات نهب وإسقاط رموز النظام
قام عدد من السوريين بجولة داخل مقر إقامة الأسد، وكان المكان خالياً من المقتنيات بعد نهبها. كما تم إسقاط تماثيل للأسد ووالده في عدة مدن، مثل حماة وحلب ودرعا، بينما تسجلت مظاهر فرح مختلطة بالزغاريد والتبريكات في الشوارع.
ترحيب عالمي يواكب الإطاحة بالأسد
رأى العديد من القادة، مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن سقوط الأسد يمثل “يوم تاريخي في الشرق الأوسط”. كما رحب الأمين العام للأمم المتحدة بانهيار النظام الديكتاتوري، ودعا مفوض الأمم المتحدة إلى فتح فصل جديد من السلام والمصالحة في سوريا.
بايدن: فرصة تاريخية للمحاسبة
شدّد الرئيس الأمريكي جو بايدن على ضرورة محاسبة الأسد واعتبر سقوط حكمه “فرصة تاريخية” للسوريين. من جانب آخر، بدى تساؤل حول دعم روسيا الذي سبق واستند عليه الأسد، حيث كانت الأحداث الأخيرة تشير إلى اختلاف فعالية الدعم الروسي والإيراني في الأشهر الأخيرة.
استمرار الاضطراب في البلاد
على الأرض، تمكنت هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها من السيطرة على مناطق كانت خاضعة لسيطرة النظام، في حين ظهرت مجموعات معارضة محلية في مناطق أخرى بعد انسحاب القوات الحكومية.
مع هذا الانقلاب المفاجئ، يبقى الوضع في سوريا مفتوحًا على احتمالات متعددة، في ظل التأزم المستمر الذي تشهده البلاد منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.### فتح أبواب سجن صيدنايا العسكري
أفادت فصائل معارضة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، في فجر يوم الأحد، عن فتح أبواب سجن صيدنايا العسكري القريب من دمشق. يُعتبر هذا السجن من أكبر السجون في سوريا، وتتحدث منظمات غير حكومية عن تعرض السجناء فيه للتعذيب.
الحكومة تعلن استعدادها للتسليم
رئيس الحكومة محمد الجلالي أبدى استعداده لنقل المؤسسات إلى أي “قيادة” يختارها الشعب السوري، مما يشير إلى روح التغيير التي تسود البلاد.
قائد قوات سوريا الديموقراطية يشيد بالتحولات
أشاد مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديموقراطية، التي تتكون أساساً من المقاتلين الأكراد، بما وصفه “بلحظات تاريخية” تمر بها سوريا بعد انهيار النظام “الاستبدادي”.
اجتماع طارئ لمجلس الأمن
يعقد مجلس الأمن الدولي اليوم (الاثنين) جلسة طارئة للنقاش حول الوضع في سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد، وفقاً لمصادر دبلوماسية نقلت عنها وكالة الصحافة الفرنسية.
غارات أمريكية جديدة على أهداف داعش
في سياق متصل، أعلن البنتاغون أن طائراته شنت غارات يوم الأحد على أكثر من 75 هدفاً تابعاً لتنظيم “داعش” في سوريا، وذلك بهدف منعه من تنفيذ عمليات إرهابية والتأكيد على عدم استغلاله للأوضاع الحالية لإعادة تنظيم نفسه في وسط سوريا.
اشتباكات في مدينة منبج
من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بمقتل 26 مقاتلاً على الأقل يوم الأحد في هجوم شنته فصائل سورية مدعومة من تركيا على أحياء في مدينة منبج، والتي تخضع لسيطرة القوات الكردية السورية.