سوريون يتوجهون إلى المشارح بحثًا عن أحبائهم الذين توفوا في سجون الأسد

By العربية الآن

العثور على ضحايا في مراكز الاحتجاز السورية

دمشق (AP) – تحدث محمد شعيب بصوت منخفض عبر هاتفه، مخبرًا أحد أقاربه بالأخبار الحزينة: “لقد عثرت على شقيقي في المشرحة”. وأضاف: “رأيته وودعتُه”. وقد زاد تركيزه على جثة شقيقه، سامي شعيب، التي كانت متفحمة، وأبرزت أسنانه خالية من العيون، وكأن الموت قد عاجله وهو يصرخ. “لا يبدو طبيعيًا. حتى عينيه غير موجودتين.”

ضحايا في ظل نظام الأسد

وكان المتوفى قد سُجن قبل خمسة أشهر، مختفيا في نظام سجون غامض تحت حكم الرئيس بشار الأسد. جثة سامي ليست الوحيدة، بل هي واحدة من العديد من الجثث التي تم العثور عليها في مراكز الاحتجاز والسجون السورية منذ انهيار حكومة الأسد نهاية الأسبوع الماضي.

في الصورة: سوريون يحملون جثة سامي شعيب، 34 عامًا، الذي كان محتجزًا لدى قوات الأمن السورية، بعد أن تم العثور على جثته في مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق، سوريا، يوم الأربعاء، 11 ديسمبر 2024. يتجمّع العديد من الناس أمام المشرحة، على أمل التعرف على أحبائهم الذين إما قُتلوا أو سُجنوا تحت حكم الرئيس بشار الأسد، الذي انهار مؤخرًا. (AP Photo/Hussein Malla)

البحث المستمر عن المفقودين

توفى بعض هؤلاء السجناء قبل أسابيع قليلة، بينما قضى آخرون عدة أشهر في الأسر. يتداول السوريون حول العالم صورًا للجثث في أمل لرؤية أحبائهم الذين قُتلوا والذين كان مصيرهم غامضًا.

في المشرحة التي زارتها وكالة الأنباء Associated Press يوم الأربعاء في دمشق، توافدت العائلات إلى جدار تم تثبيت بعض الصور عليه، في معرض مؤلم للمتوفين. كان الأقارب يتفحصون الصور بصورة يائسة بحثًا عن وجه مألوف.## الاعتقال الغامض في سوريا: قصة عائلة شائخة

لم يعرف محمد شعيب أبداً سبب اعتقال شقيقه. وقال: “سمعنا قصصًا – حول القنب، الاتجار بالأعضاء، المخدرات، وتجارة الأسلحة. لكنه لم يكن له علاقة بأي من ذلك”.

لحظة الكشف المأساوي

توجه إلى المشرحة بعد أن أرسل له شقيق آخر يعيش في تركيا صورة لجثة بدت مألوفة. وتمكن من التعرف على شقيقه من خلال علامة خبيثة تحت أذنه وإصبع مبتور جزئيًا، وهو إصابة حدثت له عندما كان في سن الثانية عشر.

وقف محمد فوق الجثة، ورفع الغطاء برفق، وسحب يد شقيقه اليسرى، ودرسها عن كثب. “هنا”، قال مشيرًا إلى الجذع المبتور.

البحث عن المفقودين

قام السوريون بزيارة المشرحة في مستشفى المجتهد بدمشق، حيث فحصوا الجثث المغطاة بأكياس بلاستيكية، آملين في التعرف على أحبائهم الذين فقدوا أو تم اعتقالهم تحت حكم الرئيس بشار الأسد. وقد توافد العديد من الأشخاص على هذه المشرحة بعد انهيار الحكومة في نهاية الأسبوع الماضي، بحثًا عن أخبار عن معارفهم المفقودين.### ضحايا النظام السوري يبحثون عن ذويهم في الموتى

محتوى صريح – متابعة للأحداث السورية

تشهد سوريا حالة من الفوضى بعد انهيار حكومة الرئيس بشار الأسد يوم الأحد الماضي، حيث يتوجه العديد من السوريين إلى مستشفى المجتهد في دمشق بحثًا عن أحبائهم الذين قُتلوا أو سُجنوا خلال فترة حكمه. في صورة مؤلمة، قام سوريون بفحص جثث ملفوفة بأكياس بلاستيكية، وآمالهم تتجدد في التعرف على ذويهم المفقودين.

حالة من الهياج داخل المستشفيات

في تاريخ 11 ديسمبر 2024، توافد عدد كبير من المواطنين إلى المستشفيات، محاولين التعرف على أولئك الذين فقدوهم. وبحزن عميق، وقف أبو أحمد يحمل صورة ابنه الذي اختفى أثناء فترة سجنه في الحكومة السابقة، متمنيًا أن يتعرف على جثته في المشرحة. هذه المشاهد تعكس حجم المعاناة والكوارث التي عاشها الشعب السوري في ظل النظام القائم.

أعداد متزايدة من الزوار

تزايدت أعداد الزوار في المفاقد، حيث يأمل الكثيرون في العثور على أوهامهم المفقودة. بينما يسعى الناجون للبحث عن إجابات، يظل الأمل حاضرًا في قلوبهم رغم الألم والمعاناة التي ترافق هذه التجربة المأساوية.

تحذيرات من الظروف الراهنة

تستمر الأوضاع في التدهور، مع ارتفاع معدلات القتل والاختفاء، مما يجعل المخاوف تزداد بشأن تحديد مصير الكثيرين. وأشار متابعون إلى ضرورة دعم المجتمع الدولي للمحافظة على حقوق الإنسان وضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي في المستقبل.## السوريون يتوجهون إلى المشارح بحثًا عن الأحباء

توجه العديد من السوريين إلى المشارح في دمشق بهدف التعرف على ذويهم الذين إما قتلوا أو سُجنوا تحت حكم الرئيس بشار الأسد، وذلك بعد انهيار حكومته في نهاية الأسبوع الماضي.

مشاهد مؤلمة في المستشفيات

في مشهد يعكس المعاناة الإنسانية، يتواجد الناس في مستشفى المجتهد بالعاصمة، حيث يقوم أحد الرجال بفحص جثة ملفوفة في كيس بلاستيكي. يلاحق الكثيرون الأمل في العثور على أحبائهم المفقودين. وقد ساهمت الظروف الصعبة في تفاقم معاناة العائلات التي تبحث عن معرفة مصير أقاربها.

انهيار الحكومة وتأثيره على المدنيين

جاء انهيار الحكومة بعد سنوات من الصراع الذي أدى إلى وفاة العديد من الأشخاص واعتقال آخرين. حيث يُظهر هذا الوضع الصعب كيف أن الأزمة السورية لا تزال تؤجل الأمل في استقرار البلاد.

التعليق على الصورة: رجل يتفقد جثة ملفوفة في كيس بلاستيكي في مستشفى المجتهد بدمشق، سوريا، في 11 ديسمبر 2024. (AP Photo/Hussein Malla)

هذا الوضع يسلط الضوء على المعاناة المستمرة للشعب السوري، ويجعل من الضروري وجود مزيد من الدعم الدولي لمساعدتهم في التغلب على هذه المحنة.## جهود التعرف على الضحايا في دمشق

في دمشق، عمل فريق من المختصين في الطب الشرعي بجهد كبير لتحديد هوية الجثث وتسليمها إلى ذويها. حيث أفاد ياسر قصر، مساعد الطب الشرعي في المشرحة، أنهم استقبلوا 40 جثة صباح ذلك اليوم من المستشفى، وكانت جارية عملية أخذ بصمات الأصابع وتحليل عينات من الحمض النووي. وأوضح أن العاملين تمكنوا حتى الآن من التعرف على حوالي ثماني جثث، مضيفاً: “لكن العديد من العائلات تتوافد، والأعداد لا تتطابق.”

جثث من سجن صيدنايا

بعض الجثث المستلمة كانت من سجن صيدنايا سيء السمعة، ولا تزال ترتدي زي السجناء، حسب ما أوضح قصر. زميله، الدكتور عبد الله يوسف، أشار إلى أن التعرف على جميع الضحايا سيستغرق وقتًا طويلاً. وعلق يوسف قائلاً: “نحن نتفهم معاناة العائلات، لكننا نعمل تحت ضغط شديد. الجثث وُجدت في غرف مالحة، معرضة لبرودة شديدة.”

آثار التعذيب على الجثث

أضاف المختصون الذين قاموا بفحص الجثث أنهم رصدوا آثار رصاص وعلامات تعذيب على بعض الجثث. هذه الاكتشافات تثير القلق حول الظروف التي عاشها الضحايا قبل وفاتهم.

تجمع المواطنين في المشرحة

شهدت المشرحة تزايدًا في أعداد المواطنين الذين يتوافدون، على أمل التعرف على أحبائهم الذين ربما لقوا حتفهم أو تم اعتقالهم تحت حكم الرئيس بشار الأسد، التي انهارت حكومته في مطلع الأسبوع.


رجل يغادر مشرحة مستشفى المجتهد في دمشق، سوريا، يوم الأربعاء، 11 ديسمبر 2024 (AP Photo/Hussein Malla).### تصاعد مأساة السوريين: البحث عن المفقودين

تقدّر التقارير أن حوالي 150,000 شخص تم اعتقالهم أو تم الإبلاغ عنهم كمفقودين في سوريا منذ عام 2011. خلال حكم الرئيس بشار الأسد، كان يُعتبر أي شعور بالمعارضة سبباً كافياً لإرسال الشخص إلى السجن فوراً. على مدى سنوات، كانت هذه العقوبة تعني الموت، حيث كان القلائل فقط من يخرجون من هذه الأنظمة.

شهادات مرعبة من السجون

استناداً إلى شهادات سجناء محررين ومسؤولين في السجون، أفادت منظمة العفو الدولية بأن الآلاف من السوريين قد لقوا حتفهم نتيجة عمليات إعدام جماعي متكررة. تعرض السجناء للتعذيب المستمر، والضرب الشديد، والاغتصاب. وغالباً ما كانت حالات الوفاة تحدث بسبب الإصابة أو الأمراض أو المجاعة. وقد أفادت المنظمة بأن بعض السجناء أصيبوا بالجنون ورفضوا الطعام حتى الموت.

مأساة عائلات المفقودين

من بين الجثث التي وُجدت في المشرحة يوم الأربعاء، كانت جثة مازن الحمادة، ناشط سوري فر إلى أوروبا ولكنه عاد إلى سوريا في عام 2020 وتم اعتقاله عند وصوله. وُجدت جثته المبتورة ملفوفة في ملاءة ملطخة بالدماء في صيدنايا.

خلال تفقدهم للجثث في المشرحة، انخرطت بعض العائلات في بحث يائس عن أحبائهم، وتدور حول الجثث التي خُصصت لكل منها غطاء أبيض مكتوب عليه رقم، وبعضها يحمل التسمية “غير معروف”.

قصة أم فلسطينية مؤلمة

هجرت هلاله مريه، وهي أم فلسطينية تبلغ من العمر 64 عاماً وأم لأربعة أولاد، نفسها في غرفة التعرف القذرة، محاطة بأكياس من الجثث. وقد عثرت للتو على جثة أحد أبنائها. توقفت برهة، وضغطت عينيها وأشاحت بوجهها نحو السقف، متضرعة بالدعاء. تم اعتقال أولادها الأربعة من قبل النظام السوري السابق في عام 2013 خلال الحملة على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، ولا تزال بحاجة للعثور على ثلاثة منهم.### مأساة الأسر السورية: فقدان الأخ والشجن في مواجهة الظلم

صرخت مريه: “لا أدري أين هم، أعيدوا لي أطفال، ابحثوا عنهم!” في لحظة تعكس وجع الأهالي في سوريا، خصوصاً فيما يتعلق بأسرهم المفقودة. وزادت مريه من ألمها بقولها: “لماذا فعل هذا بقومه؟ لو سجنهم، لما اعترضنا. لكن أن يذبحهم؟”

في مشهد مؤثر، وقف إيماد حبال بلا حراك في المشرحة، مستسلماً لواقع خسارته وعدم عدالة الموقف. كان ينظر إلى جثة شقيقه، ضياء حبال، وخرجت كلماته المعبرة: “جئنا بالأمس، ووجدناه ميتًا. لقد قتلوه. لماذا؟ ما جريمته؟ ماذا فعل لهم؟ فقط لأنه عاد إلى وطنه؟”

تفاصيل مؤلمة حول جانب من حياة ضياء حبال

كان ضياء حبال، سوري يعيش في السعودية منذ عام 2003، قد عاد إلى دمشق في منتصف عام 2024 لزيارة عائلته، بحسب ما أوضح شقيقه. تم اعتقاله من قبل الشرطة العسكرية السورية قبل ستة أشهر بسبب تهمة التهرب من الخدمة العسكرية.

بينما كان إيماد حبال يرفع الغطاء بيدين مرتعشتين، انكسرت صوته بين دموعه وهو يتحدث إلى شقيقه: “قلت لك لا تأتي. أتمنى لو لم تأت.”

إسهام كتّاب الوكالة

ساهم كُتّاب وكالة أسوشيتد برس، جولي فرانكل من القدس وسالي أبو الجود من بيروت، في إعداد هذا التقرير.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version