تقديم الأفلام ذات الرسائل الأخلاقية
تمثل بعض الأفلام العربية والغربية تجارب تهدف إلى تقديم مواضيع ترتكز على قيم أخلاقية وإنسانية، وتتناول التسامح والإرشاد في إطار إيجابي. ومع ذلك، غالباً ما تتفوق الرغبة في إيصال هذه الرسائل على القدرة الفنية الفعلية، مما يجعل العقدة الرئيسية تتمثل في توازن السرد الفني مع الأهداف الاجتماعية.
فيلم «جلال الدين» وحكاية التغيير
في فيلم حسن بنجلون، “جلال الدين”، يُظهر المخرج الكفاح الشخصي لرجل فقد زوجته، حيث يتحول فيها من شخص عابث إلى شخصية مفعمة بالإيمان والتقوى. يبدأ الفيلم بمشهد يعد تمهيدياً مؤثراً، فيه ينهي الرجل حياته القديمة بعد فقدانه للمرأة التي أحب، مما يغير مسار حياته بالكامل. ومع تقدم الأحداث، يُظهر الفيلم العلاقة بين جلال الدين وابنه الذي يعيش بتيه وحيرة.
غياب العمق الفني
مخرج الفيلم بنجلون يؤكد أن العمل يمثل دعوة للتسامح، وهو بالفعل يتناول القيم النبيلة، إلا أنه يفتقر إلى الإبداع الفني الذي يمكن أن يدعم هذا السرد. على الرغم من وجود مشاهد استرجاعية مثيرة، إلا أن الفيلم يعاني من ضعف في العناصر الفنية، مما يجعل أداء ياسين أحجام في دور جلال الدين غير كافٍ لرفع مستوى العمل ككل.
مقارنة مع الأفلام السابقة
فيلم “من أجل القضية”، الذي أخرجه بنجلون أيضًا، يُظهر كيف أن بنجلون استخدم أفكارًا أكثر تعقيدًا وتماسكًا. بينما كان يتناول قصة شاب فلسطيني يبحث عن هويته، كانت رسالته أكثر عمقًا وإلحاحًا.
انتقادات لفيلم “THE CROW”
في فيلم “THE CROW” الذي أخرجه روبرت ساندرز، يتحول إريك (بل سكارغارد) بعد ساعة وربع من بداية الفيلم إلى غراب روحاني، مستمدًا حكايته من عالم الكومكس، لكنه يفشل في تقديم قصة متماسكة. يتناول الفيلم الانتقام بعد مقتل شيلي، الفتاة التي أحبها، ويتعقب مسار حياة بطل القصة الذي يعود حتى من الموت.
تجارب دمج العنف والفن
مشاهد الأوبرا التي تداخلت مع مشاهد العنف في الفيلم قد تكون محاولة لدمج الفنون، ولكن لم يُحقق هذا التزاوج تأثيراً ملحوظاً. يبدو أن الهدف من الفيلم كان تقديم سرد متجدد، لكنه افتقر إلى الإبداع والابتكار، مما جعله يفتقر إلى العناصر الجاذبة.
خلاصة
ليس كل عمل يحمل رسالة سامية قادرًا على تقديم تجربة سينمائية مميزة، حيث تظل الجودة الفنية أحد العوامل الأساسية للنجاح، وهو ما يتجلى في أفلام “جلال الدين” و”THE CROW”.