# وصف الشاهد: “زئير ثم انفجار” من الضربات الإسرائيلية على بيروت التي أودت بحياة 22 شخصًا
## آثار الضربات الجوية
في صباح يوم الجمعة، وبين الدخان الكثيف وصيحات السكان، قام عمال الإنقاذ بالبحث عن أي شخص قد يكون عالقًا تحت الأنقاض جراء ضربتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا وسط بيروت خلال الليل.
## حصيلة الإصابات
أفادت وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل 22 شخصًا وإصابة 117 آخرين، مما يجعل هذه الضربات هي الأكثر دموية في وسط بيروت خلال التصعيد الأخير.
في موقع أحد الضربات، في حي البسطة الشيعي، أفاد يوسف الملا، رئيس فريق الإنقاذ المدني، لشبكة بي بي سي بأن خمسة أشخاص لا يزالون في عداد المفقودين.
## نداء للمساعدة
أضاف الملا أن فريق الدفاع المدني قد ناشد أفراد أسر المفقودين للتواصل معهم وتزويدهم بأي معلومات حول مواقعهم.
## تفاصيل الضربات
لم تؤكد التقارير حتى اللحظة أن وفيق صفا، رئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله، كان هدفًا لأحد الضربات ولكنه نجا منها. ولم تصدر السلطات الإسرائيلية أي تعليق على الأمر، حيث لم تُطلق تحذيرات مسبقة كالمعتاد قبل الضربات.
استهدفت الضربات المباني السكنية في أحياء مكتظة، حيث سقط الصاروخ الذي استهدف منطقة البسطة بالقرب من موقع ضربة سابقة أدت إلى مقتل تسعة أشخاص الأسبوع الماضي. دمرت الضربة مبنى مكون من أربعة طوابق تمامًا وتضررت أو دمرت على الأقل ثلاثة مبانٍ مجاورة.
## تفاصيل الضربة الثانية
الضربة الثانية استهدفت منطقة نويري الشيعية، حيث أصابت الطابق الثالث من مبنى مكون من ثمانية طوابق، مما أدى إلى تطاير قطع كبيرة من الحطام إلى الشارع ودمرت السيارات والمحلات التجارية أدناه.
تزامن توقيت الضربات – حوالي الساعة الثامنة مساءً بالتوقيت المحلي – مع تواجد العديد من السكان في منازلهم أو في الشارع القريب.Joel Gunter/BBC
الهجوم على منطقة باستا دمر مبنى سكنيًا مكونًا من أربعة طوابق وألحق أضرارًا جسيمة أو دمر العديد من المباني المجاورة.
### تفاصيل الهجوم
قال حسن جعفر، 22 عامًا، وهو حارس أمن، إنه كان في منزله مع أصدقائه على مسافة 50 مترًا من مكان الهجوم في باستا. وأوضح للبي بي سي أنهم سمعوا “هديرًا بدا أنه يقترب في كل ثانية”. وأضاف: “الموجَة الصدمية أسقطتنا على الأرض، مما جعلنا نتراجع بينما غمرتنا الغبار والحطام. في لحظة، اختفى كل شيء في سحابة من الرماد”.
وتعرض جعفر وأصدقاؤه لرضوض وجروح نتيجة تحليق الحطام والزجاج. وقال: “في تلك اللحظة، شعرت وكأن الحرب قد اجتاحت حياتنا”.
### مشهد الدمار
في كومة من الأنقاض التي خلفها الهجوم الذي وقع صباح الجمعة، كان السكان المصدومون ينظرون إلى شققهم المدمرة ويتوسلون أعضاء فريق الدفاع المدني لمساعدتهم في استعادة مقتنياتهم الناجية.
### البحث عن المفقودين
كان هناك مجموعة من النساء يبحثن عن قريب مفقود – وهي أم لأطفال صغار شوهدت آخر مرة وهي على نقالة في الموقع. أخبرهم فريق الدفاع المدني بضرورة التحقق من كل مستشفى شخصيًا. وقال أحد عمال الإنقاذ: “إذا غادرت هنا على نقالة، فسوف تكون في أحد المستشفيات”.
كانت إبتسام مظلوم، 42 عامًا، في مبناها القريب عندما وقع الهجوم، وعبّرت عن غضبها قائلة: “إذا كانوا يريدون القتال، فعليهم القتال عند الحدود. المدنيون في بيروت ليس لهم علاقة بذلك”.
### شهادات من موقع الحدث
في موقع الهجوم على نويري، وصف موسى عراف، الذي يعمل في الدفاع المدني، كيفية وجوده في شقته في الطابق السادس من المبنى المستهدف عندما ضربت الصاروخ. قال: “لم أشعر بالذعر بسبب وظيفتي، أنا معتاد على ذلك. لكن أطفالي كانوا يصرخون ويتعلقون بي. أحد أحفادي أصيب بجروح نتيجة الزجاج المتطاير”.
### تصعيد الضغوط
هذه هي المرة الثالثة التي تشن فيها إسرائيل غارات جوية على بيروت خارج الضاحية الجنوبية للمدينة، حيث توجد قوة حزب الله المدعوم من إيران. وتفيد التقارير أن الغارات السابقة على وسط بيروت استهدفت عناصر من حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وأحد هذه الغارات استهدف عيادة طبية وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها تابعة لحزب الله مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص.
### دعوات للتحقيق
وفي الوقت نفسه، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الجمعة لإجراء تحقيق بشأن الهجمات الإسرائيلية على قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب لبنان. وأفادت التقارير أن نقطة المراقبة التابعة لقوة الأمم المتحدة لحفظ السلام قد تعرضت لهجوم أيضًا.### تصاعد التوترات في المنطقة
تعرضت قواعد بعثة اليونيفيل في لبنان لإطلاق نار من القوات الإسرائيلية، وهو الحادث الرابع من نوعه خلال الأيام القليلة الماضية. وقد أدت الأحداث الأخيرة إلى إصابة اثنين من قوات حفظ السلام الإندونيسيين، بعد قصف دبابة إسرائيلية لبرج مراقبة في مقر البعثة برأس الناقورة.
### هجوم حزب الله
أفاد حزب الله يوم الجمعة أنه شن هجومًا على قاعدة عسكرية إسرائيلية في مدينة حيفا شمال البلاد باستخدام طائرات مسيرة محملة بمتفجرات. وأوضحت الجماعة المدعومة من إيران أن هذا الهجوم يأتي كنوع من الرد على الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة اللبنانية بيروت.