## متحف الذاكرة
### غرفة خالية ولكنها محفوظة
رغم رحيل الفتاة، استمرت والدتها في الحفاظ على غرفة ابنتها داخل بيت العائلة الذي يعج بالحياة. لم تسمح الأم لأي فرد من العائلة بأن يرث مكانها، بل قامت بتحويل غرفتها إلى متحف صغير يحتفظ بذكريات الماضي. وقد أبقت على البوسترات السيئة النوعية لمغنين لم تعد الفتاة تستمع إليهم، وكذلك الشهادات والجوائز التي تمثل مراحل مختلفة من حياتها كأم. وضعت في الغرفة الكتب التي حفزت ابنتها على اتخاذ قرار المغادرة.
### ذكريات مؤلمة
تقول الأم إنها في البداية كانت تتسلل إلى الغرفة، تفتح خزانة الملابس لتستنشق هواء الغرفة الفارغ. كانت تدخل برأسها إلى الظلام عسى أن تجد غائبتها تعود إليها من الجانب الآخر. ملابس الفتاة، مثل السراويل الضيقة والتيشيرتات المتوسطة والأحذية بمقاس 37، مرت عبر صرعات الموضة دون أن ترى النور، حيث لم تشارك في حصص الرسم أو نزهات مع أخواتها.
### سكون مدوي
انتهت الأم من برنامج الإعارة الذي شكل أسرتها، واستلقَت على السرير الوردي الذي اختارته لتبقى ابنتها أسيرة طفولتها. وقفت مشاعر السكون والفراغ بقوة، مما جعلها تشعر بالتوتر. فردت ساقيها ومددت جسدها على السرير، بينما كانت بعض السجاد قد تم بيعه.
## عثرة الوجود
### منام في أرجاء العالم
في قصيدة أخرى، تتحدث الشاعرة عن لحظات من الراحة والانسحاب من الواقع. تنام في أماكن متفرقة: على رصيفٍ وسط نباتات صغيرة، بين كراسي على الشاطئ، أو بجانب سلالم وأحلام تتأرجح بين الكابوس والجمال. تعبر الشاعرة عن رغبتها في أن تنام في أحضان الطبيعة، مع أشجار الخريف، وفي مطبخ الأم.
### مشاعر الاستسلام
تصور الشاعرة ذاتها مثل فتات موجة تنام وسط ضجيج الحياة، تتقافز بين المكان والزمان، تعيش كعثرة في مسار الآخرين. تنام بين السرير والتلفاز والنافذة، أو في مدرج قديم، حيث تستسلم للأحلام والغرق في ظروف الحياة القاسية.
—————————-
* شاعرة وأكاديمية – من مواليد الكويت.