شمال غزة بلا استجابة إنسانية ووفاة عالقين تحت الأنقاض

By العربية الآن

شمال غزة: غياب الاستجابة الإنسانية وارتفاع عدد الشهداء تحت الأنقاض

الاحتلال اخرج الدفاع المدني والفرق الانسانية عن الخدمة لجعل شمال قطاع غزة غير قابل للحياة وتهجير سكانه قسريا-رائد موسى-الجزيرة نت
استهداف قوات الاحتلال لفرق الدفاع المدني والإسعاف في شمال غزة (الجزيرة)
غزة- ” الناس تموت تحت الأنقاض ولا مغيث”، بهذه العبارة المؤلمة، يعبر أبو رأفت ظاهر، رئيس قسم التدخل السريع في الدفاع المدني، عن المشهد القاسي الذي يعيشه عمال الإنقاذ في شمال غزة للأسبوع الرابع على التوالي، وتأثير ذلك على الحياة اليومية للسكان المتبقين.

### غياب الجهود الإنسانية

تاريخ آخر مهمة إنسانية لم يكن سوى 23 أكتوبر الماضي، حين توجه ظاهر برفقة عدة سيارات من الدفاع المدني والخدمات الطبية العسكرية هرباً من الاستهداف الإسرائيلي بعد تعرض إحدى سيارات الإسعاف للإصابة بشكل مباشر. وقد تمكن الموكب من الوصول إلى قريبة مقبرة بيت لاهيا، حيث واجههم الاحتلال بتهديدات عبر الطائرات المسيرة.

ومع عدم تمكنهم من إكمال المهمة، فرّ بعضهم إلى مستشفى كمال عدوان، ليجدوا أنفسهم بعدها محتجزين خلال مداهمة قام بها الجيش الإسرائيلي، مما زاد من تدهور الوضع الإنساني والوصول إلى خدمات الإسعاف.

### لا إنقاذ للضحايا

مدير الدفاع المدني أكد أن الوضع زاد سوءاً، حيث يواجه ما بين 1200 إلى 1800 مفقود تحت الأنقاض. كما استذكر حالات مأساوية، مثل تلك التي شهدت تدمير منزل يقطنه 15 فرداً، حيث توفيوا تحت الأنقاض بسبب غياب الاستجابة السريعة لنداءاتهم.

في ليلة 25 أكتوبر، دمرت غارات جوية حوالي 11 منزلاً وأدت إلى استشهاد حوالي 150 شخصاً، لم يتمكن الدفاع المدني من إنقاذهم، مما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي تعاني منها المنطقة.

### إبادة وتهجير

يوضح المسئولون في دفاع المدني أن الإبادة والتهجير تمثلان جزءاً من الاستراتيجية الإسرائيلية، حيث يقوم الاحتلال باستهداف المباني السكنية، مما يخلق أوضاعاً كارثية تفتقر لمساعدة إنسانية فعّالة. والنتيجة هي شيوع مشاعر الإحباط واليأس في صفوف السكان الذين يجدون أنفسهم محاصرين تحت الأنقاض دون أي أمل في الإغاثة.

الاستهداف الإسرائيلي للخدمات الإنسانية في شمال غزة

حتى آخر يوم لهم في شمال قطاع غزة، واصل فريق الدفاع المدني والخدمات الطبية العمل في ظل الأوضاع الميدانية المتدهورة، حيث كان ظاهر وفرق الإغاثة يهربون من الاستهداف، ويتنقلون بين المواقع للمحافظة على مهامهم الإنسانية. وأوضح ظاهر أن “نقلنا كان يتطلب متابعة تحركات جيش الاحتلال، وكلما توغل في منطقة قريبة، انتقلنا إلى أخرى، مع علمنا بأنه يسعى إلى تدمير الخدمات الطبية والإنسانية”.

وضع الخدمات الإنسانية في خطر

منذ 25 يوماً، توقفت خدمات الدفاع المدني والإسعاف الرسمية، ويعتمد السكان الآن على متطوعين مدنيين لا يزالون ملتزمين بالبقاء في منازلهم، حيث يهرعون إلى مواقع الاستهداف وينقذون ما استطاعوا من جرحى ويستخرجون الشهداء بوسائل بدائية. وأشار ظاهر إلى أن عمليات النقل للجرحى تتم إما بحملهم على الأكتاف إلى مستشفيات “كمال عدوان” أو “العودة”، أو عبر عربات تجرها الحيوانات.

يعتبر ظاهر أن الاستهداف الإسرائيلي للفرق الإنسانية هو جزء من خطة تهدف إلى “الإبادة والتهجير القسري”، وتحويل شمال قطاع غزة إلى منطقة غير صالحة للحياة.

الأثر على العاملين في القطاع الصحي

في حديثه إلى الجزيرة نت، أكد الدكتور محمد المغير، مدير عام الإمداد والتجهيز بجهاز الدفاع المدني، أن قادة مراكز الدفاع المدني الثلاثة في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا قيد الاعتقال. وأضاف أن أحد هؤلاء القادة، الذي أصيب جراء استهداف مباشر لمركبات الدفاع المدني، تم اعتقاله أثناء تلقيه العلاج في مستشفى “كمال عدوان”.

ورغم أن عددًا كبيرًا من طواقم الدفاع المدني اختاروا النزوح القسري، إلا أن قيادة الجهاز بذلت جهوداً متكررة لاستئناف عملها، بالتواصل مع هيئات دولية بهدف التنسيق مع الاحتلال، لتشغيل المركبات المتوقفة، لكن أي محاولة تثير المخاطر.

أعداد المفقودين ونداءات الاستغاثة

يقدر المغير أن نحو 3000 شخص لا يزالون مفقودين تحت الأنقاض، ولا تستطيع الفرق الوصول إليهم بسبب شلل خدمات الدفاع المدني، الناتج عن الاستهداف الإسرائيلي. وأوضح صلاح عبد العاطي، رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، أن القانون الدولي الإنساني يضمن حماية خاصة للعاملين في الفرق الإنسانية، ولكن دولة الاحتلال انتهكت ذلك باستهدافها المتواصل للفرق والعاملين.

وأكد عبد العاطي أن الاحتلال استهدف العاملين في المجال الإنساني، مما أدى إلى مقتل 84 فرداً من بينهم، وكانت تلك الانتهاكات السبب في عدم استجابة الفرق للتقارير عن المجازر والمذابح التي تتعرض لها المدنيين في المنطقة.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version