اختيار شولتس مرشحاً للانتخابات المبكرة
أعلن الحزب الاشتراكي الديمقراطي في ألمانيا، اليوم الاثنين، عن ترشيح المستشار أولاف شولتس ليكون مرشح الحزب للانتخابات المبكرة المقررة في فبراير (شباط) المقبل، وذلك على الرغم من تراجع شعبيته إلى مستويات غير مسبوقة بعد انهيار الائتلاف الحكومي.
دعم الحزب لشولتس رغم التحديات
قال مصدر مقرب من الحزب إن القيادة أبدت تأييدها التام لشولتس، وسيتم التصديق على هذا الترشيح خلال مؤتمر الحزب المقرر في 11 يناير (كانون الثاني). يأتي ذلك بعد أن أبدى شولتس (66 عاماً) رغبته في الترشح عقب انهيار الائتلاف مع حزب الخضر والليبراليين في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث تواجه ضغوطاً لترك منصبه لتذهب الفرصة لوزير الدفاع الشعبي، بوريس بيستوريوس.
على الرغم من التراجع المتوقع في نسبة مؤيديه، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى حصول الحزب على حوالي 15% فقط من نوايا التصويت، إلا أن الاشتراكيين الديمقراطيين قرروا دعمه. في المقابل، حقق الائتلاف المعارض المحافظ أكثر من ضعف هذه النسبة، حيث بلغت 33%، كما يتفوق حزب البديل من أجل ألمانيا بـ 18% من نوايا التصويت.
استراتيجية شولتس للانتخابات
يأمل شولتس في أن يقوده انضباطه ودعمه العسكري لأوكرانيا إلى النجاح في الانتخابات القادمة، حيث يسعى لاستغلال ميول الألمان نحو السلام. وقد أظهر استطلاع تلفزيوني حديث أن 61% من المشاركين يؤيدون قراره بعدم تزويد أوكرانيا بصواريخ قادرة على ضرب الأراضي الروسية، وهو موقف يتباين مع حلفاء ألمانيا الرئيسيين مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
لكن ذلك أثار استياء المعارضة الألمانية، التي اتهمته بدعم دعاية روسية ومنحه صورة “مستشار السلام” تزامناً مع الانتخابات الحرجة.
خلفية شولتس وتجربته السياسية
من جهة أخرى، أعرب المحافظون عن ارتياحهم لقرار الحزب الاشتراكي بترشيح شولتس، حيث يعتبرون أن بيستوريوس قد يكون أكثر إزعاجاً لهم. وقد أظهر شولتس قدرة على تجاوز التوقعات في الماضي، حيث شغل منصب رئيس بلدية هامبورغ ونائب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل.
وسيسعى شولتس للتأكيد على خبرته السياسية الواسعة أمام الناخبين، خصوصاً في ظل التوترات الجيوسياسية العالمية بعد فوز دونالد ترمب في الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، أكدت ساسكيا إسكين أنها تعتبر شولتس يتمتع بخبرة كبيرة وقدرة عالية على المناورة على الصعيد الدولي.