شيف مصرية تمثل المطبخ الكوري في القاهرة

By العربية الآن


شيف مصرية سفيرة للطعام الكوري بالقاهرة

الشيف المصرية ثريا جمال
الشيف المصرية ثريا جمال (الجزيرة)
اختارت الشيف المصرية ثريا جمال أن تكون سفيرة للطعام الكوري في القاهرة، حيث تسعى لنشر أطباق غير تقليدية للمطبخ المصري من حيث المكونات والطعم والمظهر. وعلى الرغم من أن الأطعمة الكورية بعيدة كل البعد عن المطبخ المحلي، تفاجأت بالإقبال الكبير من محبي الثقافة الكورية في القاهرة. كما أن الهدف لم يكن مجرد تذوق الأطباق، بل أيضاً تعلم كيفية إعدادها من خلال ورش العمل التي تنظمها.
فاطمة الزهراء تتوسط مجموعة من الدارسين بكورس إعداد الطعام الكوري بالقاهرة (الجزيرة)

بداية الاهتمام بالأطعمة الكورية

تعود بداية اهتمام ثريا بالأطعمة الكورية إلى أكثر من 10 سنوات أثناء إقامتها في إحدى الدول العربية، حيث تأثرت بشغفها للثقافة الكورية بعد مشاهدة مسلسل “أغاني الشتاء”. وتقول: “لفتتني الأطعمة التي ظهرت في المسلسل، وشعرت بالإعجاب بكل ما يتعلق بالكوريين، وفي أحد الأيام تابعت شيف كورية تعيش في الولايات المتحدة، وقررت تجربة الأطباق التي تقدمها. لكنني واجهت صعوبة في العثور على المكونات الأصلية، وبمجرد عودتي إلى مصر، التقيت بسيدة كورية كانت تجلب المنتجات من بلادها، وبدأت في تجربة وصفات حلال.”

الشيف ثريا جمال مع سفير كوريا الجنوبية بالقاهرة كيم يونغ هيون (الجزيرة)

وعلى الرغم من تخرجها في كلية التجارة وعملها في البنك وفي شركة ألبان كبيرة، فإن وصية والدها قبل وفاته أعادتها إلى شغفها. وتقول: “نصحني والدي بفتح مشروعي الخاص على الإنترنت لبيع الطعام الكوري، وبدأت في تنفيذ فكرته. لم أكتف بذلك، بل شاركت في العديد من المسابقات المحلية والدولية، وحضرت دورة لتعلم إعداد الطعام الكوري مع شيف كورية للحصول على شهادة معتمدة. وفي عام 2023، تم اختياري كواحدة من أفضل 8 شخصيات تروّج للثقافة الكورية عالمياً، وتم تصنيفي ضمن أفضل 10 داعمين رقميين للثقافة الكورية من قبل السفارة الكورية في مصر.”

سحر الطعام الكوري

قررت فاطمة الزهراء بدوي الالتحاق بدورات تدريبية لإعداد الطعام الكوري، حيث تقول للجزيرة نت: “تعلمت كيفية إعداد الأطعمة الكورية بعد أن رأيت ارتباطها بثقافتهم وتقاليدهم، كما أن الطعام لذيذ وصحي، وأجمل ما فيه هو مشاركة الأطباق على المائدة مما يخلق أجواء اجتماعية مميزة.”
وتتابع: “بدأت بتجربة وصفات بسيطة مثل الكيمباب الذي يتكون من أرز مطهو، وأعشاب بحرية مجففة، وخضراوات مثل الجزر والخيار، وأحياناً يُضاف البيض أو لحم أو تونة أو بدائل نباتية. ثم انتقلت لتجربة أطباق أكثر تعقيداً مثل الكيمتشي المصنوع من الكرنب ومعجون الفلفل الحار، والثوم، والزنجبيل، والبصل الأخضر، بالإضافة للملح.”

رابط المصدر

الشيف ثريا: السفيرة المصرية للمطبخ الكوري في القاهرة

تعتبر وصفة “البيبيمباب”، التي تجمع بين الأرز والخضراوات مثل السبانخ والجزر والكوسة، إضافة إلى البيض المقلي وصلصة البيبيمباب المكونة من معجون الفلفل الحار وزيت السمسم، من التجارب الفريدة التي خاضتها الشيف ثريا. وتصف تلك التجربة بأنها كانت نقطة تحول لها، إذ ساعدتها على اكتشاف مكونات جديدة مثل معجون الفلفل الحار (غوتشوجانغ) وزيت السمسم والثوم، الأمر الذي ساهم في تطوير مهاراتها في الطهي. ومن بين الأكلات الكورية التي تعشقها هي “الكيمتشي” و”التوكبوكي” لتميزها بالمذاق الحلو والمالح.

طلاب كوريون في زيارة مطعم الشيف ثريا حيث أعدت لهم طعاما مصريا (الجزيرة)

فلسفة الطعام الكوري

تؤكد الشيف ثريا أن “الاستمتاع” هو السر في المطبخ الكوري، حيث تقول: “الكوريون يحبون الطعام ويستمتعون به، على عكس ما هو سائد في العالم العربي. إصدار الأصوات أثناء تناول الطعام هنا يعبر عن السعادة والرضا”. كما تشير إلى أن المطبخ الكوري يتميز بالألوان والتنسيق الفني للخضراوات، مع التركيز على الأرز والأطباق الجانبية.

وتوضح ثريا أن “سر المطبخ الكوري يكمن في زيت السمسم”، الذي يمتاز برائحة فريدة، وأن طريقة تخزينه تعتمد على الظلام. كما يفتقر المطبخ الكوري إلى الطماطم ونسبة الملح فيه قليلة، بينما تتواجد الشطة والثوم بكثرة، لأن الكوريين يؤمنون بخصائص الثوم الطبية.

دورات تدريبية لتعليم إعداد الأطباق الكورية تحظى بإقبال وشغف من المصريين (الجزيرة)

احتضان الثقافات

لا ترى ثريا تناقضًا بين حبها للمطبخ الكوري وانتمائها للمطبخ العربي، حيث تقوم بدمج الوصفات الكورية مع النكهة المصرية. وتقول: “أقوم بإعداد أكلات كورية بلمسات مصرية تجعلها أكثر تقبلاً للمصريين، وخصوصًا الذين يحبون الدراما الكورية”.

تشير إلى الفروق بين المطبخ العربي والكوري، حيث يمتلئ المطبخ العربي بالطماطم والتوابل، بينما يعتمد المطبخ الآسيوي بشكل أكبر على صوص الصويا والنودلز والأرز، الذي يستخدم في معظم الأطباق.

مائدة الطعام الكوري تتميز بتنوع الألوان والأطباق (الجزيرة)

تجارب طعام فريدة

في مطعمها المخصص للأكلات الكورية، تستقبل ثريا زوارًا من كوريا ومصر ودول أخرى، حيث تسعى لخلق تجارب طعام مميزة. وتقول: “أدمج الأطباق الكورية والمصرية، مثل إعداد الحواوشي الكوري بلمسات مصرية، وأختار الأطباق التي تسمح باستخدام مكونات حلال”.

كما تبرز ثريا الفرق بين الطعام في كوريتي الشمالية والجنوبية، حيث يرتبط الطعام في الشمال بمواسم معينة وكميات محددة، بينما يتمتع الجنوب بتنوع أكبر في الأطباق وعدم التقيد بمواعيد معينة لتناول الطعام، مما يمنح تجربة تناول الطعام فيها طابعًا من الحرية والاستمتاع.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version