صحفي فرنسي يُبرز تفاصيل جديدة عن علاقات ترامب بروسيا
وفي حوار مع صحيفة لوفيغارو الفرنسية، أوضح جونتي في كتابه أن ترامب كان “في قبضة الروس” وقد تم “تجنيده” من قبل الأجهزة السوفيتية، ثم الروسية، منذ أربعين عامًا. وأشار إلى أنه ليس عميلًا يتقاضى أجرًا مقابل تقديم المعلومات، بل هو ما يسميه الجواسيس الروس “جهة اتصال سرية”.
تواصل مع أجهزة الاستخبارات الأميركية
وفي حديثه كمراسل لصحيفة لو فيغارو وإذاعة فرنسا الدولية، نقل جونتي معلوماته من ضباط سابقين في وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA)، حيث أن “جهة الاتصال السرية” تتضمن شخصاً يتم دعمه بمصالح تخدم موسكو.
وقد أشار جونتي إلى بعض المواقف الخاصة بترامب في السياسة الخارجية التي تخدم مصلحة الكرملين، كإضعاف حلف شمال الأطلسي (الناتو) ورفض دعم الدول الأوروبية التي تعتقد موسكو أنها ضمن نفوذها.
ترامب والنموذج الروسي
اعتبر الصحفي أن ما يسميه “الحمض النووي الاجتماعي-السياسي لترامب” يجعله يمتلك رؤية تجاه روسيا كنوع من النموذج أو الحليف بسبب توجهاته نحو الدول القوية ورفضه للديمقراطية.
كما أشار إلى زيارة ترامب لموسكو في يوليو 1987 التي رعتها المخابرات الروسية، حيث كانت ناتاليا دوبينينا، والتي كانت ضابطة في الكي جي بي تحت غطاء الأمم المتحدة، هي من نظمت الرحلة.
أصل العلاقة مع “المافيا الروسية”
شدد جونتي على أن ترامب بعد عودته من تلك الزيارة، قام بدفع نحو 100 ألف دولار لشراء صفحة في 3 من أكبر الصحف الأمريكية لنشر “رسالة مفتوحة” يدعو فيها للتوقف عن تمويل الدفاع عن دول الناتو، مما أسعد موسكو بشكل كبير.
العلاقات بين ترامب والمافيا الحمراء
كشف الكاتب جونتي عن العلاقات القوية التي تربط الرئيس السابق دونالد ترامب بما يُعرف بـ “المافيا الحمراء”، والتي ظهرت في نيويورك نهاية حقبة الاتحاد السوفياتي، وكانت تحت قيادة “كي جي بي”. وأكد أنه كانت هناك تدفقات كبيرة من أموال هذه المافيا لدعم مشاريع ترامب العقارية والكازينوهات، خاصة في الأوقات التي كان يواجه فيها صعوبات مالية.
كما أشار جونتي إلى دور “دويتشه بنك” في مساعدة ترامب، حيث استمر البنك في تقديم القروض له، مما خلق علاقة مثيرة بين ترامب والبنك والمصالح الروسية. هذه العلاقة سمحت بتمويل ترامب خلال أوقات إفلاسه.
التدخل الروسي في الحملة الانتخابية
تطرق جونتي إلى الاتهامات المتعلقة باتصالات ترامب بالروس أثناء حملته الانتخابية في عام 2015، موضحاً أن الادعاءات بشأن تواطؤ ترامب مع الكرملين كانت نتيجة لمصادفات، ولا ترقى لأن تكون تواطؤاً حقيقياً. وأضاف أن فوز ترامب كان نتيجة لتغيرات في المجتمع والسياسة الأمريكية، فضلاً عن شخصيته الفريدة وقدرته على جذب الناخبين. وكشف أن الروس قاموا بدعم حملته عبر نشر تعليقات تشوه سمعة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على وسائل التواصل الاجتماعي.
تطبيع العلاقات مع روسيا
وبخصوص إمكانية تطبيع العلاقات مع روسيا على حساب أوكرانيا والناتو في حال عودة ترامب إلى الرئاسة في عام 2025، أفاد جونتي بأنه خلال فترة رئاسة ترامب الأولى كان هناك تسليح معتدل لأوكرانيا، الأمر الذي عارضته إدارة الرئيس السابق أوباما. وأوضح الكاتب أن هذا الرفض كان يعود لقوة نفوذ شخصيات بارزة مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي جون بولتون.
وأشار جونتي إلى أن ترامب يبدو مصمماً على تشكيل إدارة عليا تدعمه تماماً، بدعم من “مشروع 2025” الذي تقوده “مؤسسة هيريتيج” الفكرية.
في ختام حديثه، سلط جونتي الضوء على استمرارية مواقف ترامب الثابتة تجاه روسيا على مدى 40 عاماً، حيث يكرر اليوم ما كان يقوله في عام 1987 حول الناتو، بالإضافة إلى تعليقاته الأخيرة بشأن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.