# معركة حلب: توازنات متغيرة وسيناريوهات جديدة في المنطقة
![مقاتلون من المعارضة السورية أمام قلعة حلب بعد السيطرة على المدينة (الأناضول)](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/12/صراع-حلب-التوازنات-المتغيرة-والسيناريوهات-الجديدة-في-المنطقة.jpg)
## خلفية المعركة
شهدت مدينة حلب خلال السنوات الماضية تحولات كبيرة في الصراع العسكري والسياسي، حيث أضحت مركزًا حيويًا لصراع قوى متضاربة. واستمرت المعارك في المدينة، ما أثّر على التوازنات السياسية في سوريا.
## توازنات الصراع
النزاع في حلب ليس مجرد معركة تقليدية، بل يمثل تنافسًا بين قوى إقليمية ودولية، مما يُعقد الوضع أكثر. الفصائل المسلحة، سواء الموالية للنظام أو المعارضة، تواصلت في تبادل السيطرة على الأرض، وهو ما يعكس الضعف في قدرة أي طرف على تحقيق انتصار حاسم.
## السيناريوهات المستقبلية
مع استمرار الصراع، تتزايد احتمالية ظهور سيناريوهات جديدة في المنطقة. من المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تغييرات في stratégie القوى السياسية، ويشكل مُحددات لنفوذ كل طرف في الساحة. في النهاية، يبقى للسكان المدنيين تأثيرات سلبية على حياتهم اليومية، حيث يتكبدون همًّا إضافيًا بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة.
## الخلاصة
إن معركة حلب رمز للاضطراب الذي يعانيه الشرق الأوسط حاليًا. العديد من الأمور لا تزال غير واضحة، إلا أن الاحتمالات التي تنتظر المدينة والمنطقة بشكل عام تدعو إلى المزيد من المتابعة الدقيقة والتحليل المستمر.### تجدد الصراع في حلب
في تطور مفاجئ، تشتعل جبهة حلب من جديد جراء الهجوم السريع الذي شنته فصائل المعارضة السورية المسلحة، بإشراف “هيئة تحرير الشام”، على مناطق في حلب وإدلب. الهجوم أدى إلى استعادة السيطرة على مدينة حلب مع تقدم ملحوظ نحو حماة، في وقت الانسحاب الذي شهدته قوات النظام، مما يُعتبر تحركًا يتصل مباشرة بالتداعيات العسكرية والسياسية في المنطقة.
### استغلال التطورات الإقليمية
المحللون يعتقدون أن عمليات فصائل المعارضة تحت “إدارة العمليات العسكرية”، التي أنشأتها “غرفة عمليات الفتح المبين” في عام 2019، تستفيد من المستجدات في الإقليم نتيجة الصراعات في غزة ولبنان. هذا الهجوم جاء كاستباق للتحولات القادمة، بهدف فرض حقائق جديدة على الأرض.
### خرق اتفاقيات خفض التصعيد
المعارك تدور ضمن منطقة خفض التصعيد في إدلب وحلب، التي أُنشئت بناءً على اتفاق أستانا بين روسيا والدول الضامنة (تركيا وإيران) في مايو 2017. هذا الاتفاق شهد عدة خروقات وتعثراً في تطبيقه، مما ساهم في تصاعد القتال مجددًا.
### تكوين الفصائل المشاركة
بدأت فصائل متعددة تنفيذ عملية “ردع العدوان” في 27 نوفمبر، حيث تشمل “هيئة تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” وفصائل أخرى، بما في ذلك “جيش الأحرار” و”ألوية صقور الشام”. الهجوم الناجح الذي حققته المعارضة المسلحة في أربعة أيام يعكس ضربة قوية للنظام، مما قد يقود إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة.
### توقيت الهجوم والاستعدادات
رغم أن التوقيت كان مفاجئًا، إلا أن الاستعدادات كانت ملحوظة على الأرض. التقارير تشير إلى تمركز “هيئة تحرير الشام” وقيامها بتدريبات مكثفة، علاوة على تطوير تقنيات جديدة مثل الطائرات دون طيار. التشديد على إعادة تنظيم القوات وتحديث مستواها القتالي يعزز من قدرتها في الصراع.
### التحليل والتوقعات
المحللون يرون أن التطورات الإقليمية والدولية أعطت زخمًا للهجوم. الجانب الأساسي هو أن فصائل المعارضة استطاعت قراءة المشهد العام، ووجدت أن خطوط الدفاع حول المناطق التي يسيطر عليها النظام باتت أكثر هشاشة، وهو ما نشط خططها للتقدم عسكريًا في المرحلة القادمة.
![فصائل عديدة من المعارضة المسلحة شاركت في الهجوم المباغت على حلب](https://www.alarabiyanow.com/wp-content/uploads/2024/12/1733287768_72_صراع-حلب-التوازنات-المتغيرة-والسيناريوهات-الجديدة-في-المنطقة.jpg)
**التوقيت والعوامل والأسباب**
رغم المفاجأة الناتجة عن توقيت الهجوم، إلا أن التحضيرات كانت جارية منذ شهور، بما في ذلك نشر وحدات “هيئة تحرير الشام” على الحدود مع إدلب وتطوير قدراتها التسليحية. هذه التطورات تحمل إشارات قوية حول الاختلالات في القوة العسكرية للنظام، مما يدفع المعارضة إلى توسيع عملياتها في المرحلة المقبلة.
التطورات العسكرية في سوريا
شهدت الآونة الأخيرة عدة تغييرات عسكرية بارزة تلقي بظلالها على الصراع في سوريا، حيث بات حزب الله مشغولا بالحرب مع إسرائيل، مما أدى إلى سحب قواته النخبة تقريبا من خطوط الدفاع في إدلب وحلب. وقد أثرت الضربات الإسرائيلية المستمرة على الحدود اللبنانية السورية في قدرة الحزب على التحرك بحرية، حتى في ظل اتفاقات وقف النار وفق القرار 1701.
على الجانب الإيراني، تعرضت القوات التابعة لطهران لضغوط شديدة جراء الضربات الجوية الإسرائيلية المتكررة، مما أدى إلى تقليص عدد مقاتليها وقواعدها في سوريا، خاصة في غرب البلاد. وفي الوقت نفسه، فإن روسيا قد حولت جهودها الأساسية تجاه الحرب في أوكرانيا، مما أثر سلبًا على نشاطها الجوي والاستخباراتي في سوريا.
القوة العسكرية لدى المعارضة
تسجل “هيئة تحرير الشام” تقدمًا ملحوظًا بفضل امتلاكها قوة نيران متطورة، بالإضافة إلى أسلحة جديدة وعتاد عسكري متقدم، مما مكّنها من شن هجمات ناجحة. كما أن الفصائل الأخرى للمعارضة أظهرت استعدادًا أكبر للقتال، ما زاد من صعوبة الوضع بالنسبة للقوات الحكومية.
في السياق ذاته، هناك مخاوف متزايدة داخل “هيئة تحرير الشام” من إمكانية حدوث تقارب بين تركيا وسوريا، مما دفعها للتحرك عسكريًا بشكل استباقي. وقد نجحت الهيئة في تعزيز نفوذها في إدلب بعد حسم صراعها مع بعض التنظيمات الأخرى، وهو ما أفضى إلى وجودها كقوة رئيسية في المنطقة.
التوافقات بين أطراف المعارضة
اتفق القادة في الفصائل المسلحة على ضرورة وضع حد لاعتداءات جيش النظام على مناطق خفض التصعيد، مما أتاح ظروفًا موضوعية لتحركاتهم العسكرية. التحليلات تشير إلى أن التحركات الأخيرة ترمز إلى فورة جديدة في الصراع، بضغط مستمر من الأطراف المعنية لتغيير موازين القوى.
المرتكزات الجيوسياسية والتهديدات
الموقف التركي يبقى محوريًا في هذا الصراع، حيث لا تزال قضية الأكراد تشكل هاجسًا كبيرًا، خصوصًا في ظل وجود قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في منبج وتل رفعت. أطلقت المعارضة أيضًا عملية “فجر الحرية” التي استهدفت فيها مناطق نفوذ “قسد”، واستطاعت السيطرة على تل رفعت، مما ينبئ بجولة جديدة من الصراع.
التحركات التركية تشير إلى مساعٍ لكسب أوراق جديدة في الخريطة الجيوسياسية استعدادًا لمرحلة ما بعد الانتخابات في الولايات المتحدة. عدا عن ذلك، فإن التطورات الميدانية قد تضعف موقف قوات النظام، وهو ما يجعل الفصائل المسلحة تعمل بسرعة على توسيع نفوذها في المناطق الشمالية.
المآلات المتوقعة
التطورات الميدانية خلال الفترة القادمة تعتمد بشكل كبير على تعزيز روسيا وإيران لمواقعهما. فإذا ما عززتا قواتهما، فقد تتمكنان من مساعدة النظام على استعادة الأراضي المفقودة، مما يعقد من الأوضاع. بالمقابل، قد تؤدي الضغوط المستمرة للمعارضة إلى نتائج عكسية على النظام، لكن من المبكر الحكم على مدى تأثير هذه العمليات على استقرار النظام ككل.
في الختام، الوضع المعقد في سوريا يتطلب متابعة دقيقة، حيث تؤشر المؤشرات الراهنة إلى استمرار النزاع لفترة أطول، مع تصاعد حدة القتال وتغير موازين القوى في عموم البلاد.
## الوضع الميداني في حمص وتأثيره على دمشق
من المتوقع أن يشهد الوضع في محافظة حمص تغييرات كبيرة قد تسهم في تحول موازين القوى العسكرية والسياسية لصالح النظام السوري، ما يعني مزيداً من التعقيد لمدينة دمشق.
## السيناريوهات المحتملة للتطورات القادمة
في ظل الجهود الدبلوماسية المتزايدة، خاصة مع زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى أنقرة، والاجتماع المرتقب لمجلس الأمن الدولي، تبقى السيناريوهات المستقبلية رهينة الواقع الميداني الجديد ودرجة التصعيد المحتمل. ويمكن تحديد خمسة سيناريوهات محتملة كما يلي:
1. **هجوم مضاد من قبل روسيا وإيران**: سيناريو يتضمن تدخل عسكري قوي من هذه الأطراف قد يغير السيطرة على الأرض لمصلحة النظام. ومع ذلك، يعتبر هذا الاحتمال صعب التحقيق ويتطلب موارد عسكرية كبيرة قد لا تكون متوفرة.
2. **توسيع المعارك وفتح جبهات جديدة**: في حالة استمرارية المعارك، قد تسعى المعارضة لفتح جبهات جديدة تؤدي إلى سقوط دمشق والنظام. لكن تظل الحاجة إلى شروط عسكرية وسياسية غير متوفرة، مما يجعل هذا السيناريو مستبعداً.
3. **عودة الاحتجاجات بعد الثورة**: قد نشهد عودة للأوضاع التي رافقت بداية الثورة عام 2011، وتفجر الاحتجاجات في مناطق سيطرة النظام. ومع ذلك، لا تشير المعطيات الأولية إلى إمكانية حدوث هذا السيناريو.
4. **تسوية سياسية تعتمد على الواقع الحالي**: قد تظهر تسوية سياسية تستند إلى الوضع العسكري الراهن بتنسيق تركي وروسيا وإيراني، مع إجراء تعديلات على مسار أستانا بما يتلاءم مع المتغيرات الحالية، وقد يتطلب الأمر وضعاً خاصاً لمدينة حلب.
5. **استئناف مسار جنيف**: قد يعاد النظر في مسار جنيف وبدء مفاوضات مباشرة بين النظام وقوى المعارضة، مع الضغط لتنفيذ القرار 2254 الصادر في ديسمبر 2015.
## دور تركيا والعوامل الإقليمية
في خلال لقائه مع وزير الخارجية الإيراني، أكد هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، استعداد بلاده للمساهمة في أي حوار بين المعارضة ودمشق إذا لزم الأمر. وأعرب عن قلق بلاده من الجماعات “الإرهابية”، في إشارة لقوات سوريا الديمقراطية، التي تعدها تركيا امتداداً لحزب العمال الكردستاني، بينما تصنف دمشق وإيران وروسيا، وكذلك الولايات المتحدة، “هيئة تحرير الشام” كجماعة إرهابية.
## استمرار المعارك والاهتمام الإقليمي
يعتقد المحللون أن استمرار المعارك هو السمة الغالبة حالياً، في انتظار نضوج حل سياسي يعتمد على جهود تركيا وروسيا وإيران، المعروفة بـ”الثلاثي الضامن” لمسار أستانا. ومع الوضع الإقليمي والدولي الحالي، تبدو الولايات المتحدة وأوروبا ليستا مهتمتين بشكل كبير، لكن تبقى الأحداث مفاجئة وغير متوقعة.
المصدر: الجزيرة + الصحافة التركية