صراع غزة يحذر من اضطراب وصدام في مؤتمر شيكاغو

By العربية الآن



صراع غزة يحذر من اضطراب وصدام في مؤتمر شيكاغو

34456058 1714802797
استعدات جهاز شرطة جامعة شيكاغو أثناء تظاهرة داعمة لفلسطين في الجامعة (الأناضول)

واشنطن- العديد من قادة الحزب الديمقراطي يعبرون عن قلقهم المتزايد حول مسار ونجاح المؤتمر العام للحزب الديمقراطي، والذي سيبدأ في 19 أغسطس/آب المقبل، ومن المقرر أن يستمر لمدة 4 أيام في مدينة شيكاغو بولاية إيلينوي، حيث سيتم الإعلان رسميا عن ترشح جو بايدن لفترة ولاية جديدة في البيت الأبيض.

من المتوقع أن تنظم الجماعات المؤيدة للفلسطينيين مظاهرات ضخمة خارج مقر المؤتمر الرئيسي في “يونايتد سنتر” (United Center)، سواء بإذن أو بدونه، مما يؤدي إلى تصاعد الاحتكاكات والصدامات، وربما حتى أعمال عنف قد تلطخ سير المؤتمر، مع تذكير الجميع بالصورة المأساوية لمؤتمر الحزب الديمقراطي الذي عُقد في شيكاغو في أغسطس/آب عام 1968، والتي انتهت بنتائج كارثية.

مستشارو جو بايدن يطمحون في التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بهدف تهدئة الأوضاع ومنح إدارة جو بايدن بعض الأمل، وإشعال الحراك الاحتجاجي ضد السياسات الداعمة للاعتداء الإسرائيلي، التي تجاوزت ذروتها.

شهدت الجامعات الأمريكية حركة نشطة خلال الأسابيع الأخيرة.

تُعد مدينة شيكاغو الكبرى ثالث أكبر منطقة سكنية في الولايات المتحدة، بتعداد يصل إلى حوالي 9 ملايين نسمة، وتضم مجتمعًا متنوعًا من جميع الفئات العرقية والسياسية الأمريكية. يُتهم الديمقراطيون عمدة شيكاغو الديمقراطي براندون جونسون بالتعاطف مع المحتجين، بعد رفضه لطلب جامعة شيكاغو بإرسال قوات الشرطة لتفريق اعتصامات الطلاب.

اشتباك بين الشرطة والمتظاهرين بالقرب من مكان انعقاد المؤتمر الوطني الديمقراطي في أغسطس/آب 1968 (غيتي)

تشابه سيىء

عام 1968 شهد نقطة تحول في تاريخ الولايات المتحدة، مع اضطرابات اجتماعية وسياسية، بدءًا باختطاف كوريا الشمالية لسفينة استطلاع تابعة للبحرية الأمريكية “يو إس إس بويبلو”، واحتجاز 82 بحارًا لأكثر من 11 شهرًا.

وتم اغتيال مؤيدي السلام، القس مارتن لوثر كينغ والمرشح الديمقراطي روبرت كينيدي، مما أسفر عن أعمال عنف واسعة في عدة مدن أمريكية ومقتل العديد، بالإضافة إلى تصاعد كبير في حرب فيتنام وإقرار حقوق مدنية عام 1968، وإعلان الرئيس ليندون جونسون عدم ترشحه لولاية جديدة.

في شيكاغو وخارجها، شهدت الشوارع تظاهرات غاضبة شارك فيها أكثر من 10 آلاف متظاهر، وتصدت لها الشرطة بقوة، مما أدى إلى اعتقال 668 شخصًا وإصابة مئات آخرين.

بعد أقل من ثلاثة أشهر، ساهمت فوضى المؤتمر والاحتجاجات الضخمة في تسهيل فوز المرشح الجمهوري ريتشارد نيكسون في انتخابات نوفمبر على منافسه الديمقراطي.

صرّح السيناتور الديمقراطي بيتر ويلش من ولاية فيرمونت، الذي شارك كمتظاهر ضد حرب فيتنام في مؤتمر عام 1968، بأنه قلق من تأثير الاحتجاجات الحالية على الإجراءات الرسمية، معربًا عن مخاوف بشأن تكرار الأحداث التي شهدوها منذ أكثر من 50 عامًا، وأضاف:”إذا لم يطرأ تغيير جذري في الوضع في غزة، فإن الأمور ستتجه نحو التدهور”.

ذكر ويلش أنه كان من بين أولئك الذين رفضوا حرب فيتنام، وعلى الرغم من أنه يعتقد اليوم أن المظاهرات قد تسببت في مزيد من الأذى، إلا أنه يجد صعوبة في منع الأشخاص ذوي المشاعر العاطفية تجاه الحرب، الأمر الذي يثير قلقه.

مخاوف أمنية

أرسلت الاشتباكات العنيفة بين المحتجين المناهضين للحرب وقوات الشرطة في حرم الجامعات رسائل قلق لقادة الحزب الديمقراطي، وزادت تهديدهم بتأثير دعم بايدن للهجوم على غزة على مؤتمر ترشيح حزبه، مع خوف قادة الديمقراطيين من تحكم الأحداث وربما التصادمات مع الشرطة في أثناء فعاليات المؤتمر التي يتابعها جمهور عريض عبر التلفزيون.

كما زاد ما شهدته جامعة شيكاغو الأسبوع الماضي – من عدم تدخل شرطة المدينة جنبًا إلى جنب مع شرطة الحرم الجامعي في فض الاحتجاجات الطلابية – من قلق الديمقراطيين بشأن قدرة شرطة شيكاغو على تأمين الأمان والنظام خارج حدود المؤتمر.

أكد حاكم إيلينوي جيه بريتزكر أن شيكاغو مستعدة لاحتجاجات قد تحدث، ولكن هذا لا يؤمن الديمقراطيين الذين يتذكرون تعهد عمدة شيكاغو ريتشارد دالي في عام 1968.

من خلال نشر 12 ألف شرطي و5 آلاف من رجال الحرس الوطني و7 آلاف و500 من قوات الجيش الأميركي لضمان الأمن والنظام.

أكد المتحدث باسم المؤتمر الديمقراطي، مات هيل، على أهمية إتاحة الفرصة لكل فرد في التعبير، ولكن الأمانة والحفاظ على سلامة المشاركين هي الأمر الأساسي للتجمع، وأضاف “نحن نؤيد التنسيق بين السلطات المركزية والمحلية لضمان الأمن مع احترام حقوق التظاهر السلمي”.

أعرب اتحاد الحريات المدنية في إيلينوي عن قلقه بسبب عدم وضوح خطة شيكاغو الأمنية للمؤتمر الديمقراطي الوطني، مما يشير إلى عدم استعدادها لاستقبال المحتجين، وفقًا لبيان صادر عنه.

رفع الاتحاد عدة دعاوى قضائية لصالح مجموعات تخطط للاحتجاجات التي رُفضت تراخيصها في مناطق تواجه المؤتمر، مثل “الميل الرائع”.

حتى الآن، رفضت المدينة معظم طلبات الاحتجاج في منطقة المؤتمر، وعرضت بدائل بعيدة عن الزوار والصحفيين والمشاركين المستهدفين للتجمع.

أضاف عمدة شيكاغو براندون جونسون “نحن نعيش في مدينة متغيرة، وقوات الشرطة تختلف عما كانت عليه، هذه ليست نفس الشيكاغو التي عاشت حالة من الفوضى خلال مؤتمر 1968”.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version