ضحايا الهجوم الكيميائي في سوريا يطالبون بإعادة التحقيقات
توفيق ديام وزوجته وأبناؤه الأربعة لقوا مصرعهم في هجوم كيميائي.
تصوير: عامر بيرزادا/بي بي سي
فقدان مؤلم في دوما
يعبر توفيق ديام عن مشاعر عاطفية عميقة، حيث إنها المرة الأولى التي يتمكن فيها من التحدث بحرية عن ما حدث لعائلته في عام 2018 في دوما، إحدى ضواحي الغوطة الشرقية قرب دمشق.
يقول توفيق: “إذا تحدثت سابقًا، لكانت قوات بشار الأسد ستقطع لساني وتذبحني. لم يُسمح لنا بالحديث عن ذلك”.
توفيت زوجته وأبناؤه الأربعة الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عامًا – جودي، محمد، علي وقمر – في هجوم كيميائي وقع في 7 أبريل 2018.
تفاصيل الهجوم الكيميائي
ذكرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية (OPCW) في تقرير لها العام الماضي أنها تعتقد أن مروحية تابعة للقوات الجوية السورية أقلعت من قاعدة دير الزور الجوية القريبة بعدما كانت الساعة تتجاوز السابعة مساءً، وأسقطت أسطوانتين صفراء على مبنيين سكنيين، مما أدى إلى إطلاق غاز الكلور شديد التركيز.
يقول توفيق إن عائلته كانت خارج منزله في الطابق الأرضي عندما وقع الهجوم. وذكر: “سمعت انفجارًا وصرخ الناس في الشوارع ‘كيميائيات، كيميائيات’. خرجت جرياً، كان هناك رائحة كريهة. رأيت رغوة صفراء تخرج من أفواه الناس. لم يستطع أطفالي التنفس وكانوا يختنقون. رأيت أشخاصًا ملقين في الشوارع”.
تشير تقديرات OPCW إلى أنه تم قتل ما لا يقل عن 43 شخصًا، بينما يقول توفيق إن العدد كان أكثر من 100.
إنكار الحكومة للوقائع
نفى نظام الأسد استخدامه للأسلحة الكيميائية، وأفادت حليفته روسيا بأن هجوم دوما كان “مصطنعًا”.
عبّر توفيق عن أنه كاد أن يُفقد حياته أيضًا، فقد أمضى 10 أيام في المستشفى، ويقول: “نجا خمسة أو ستة رجال فقط في هذا المكان”.
الغوطة الشرقية في أوقات الحرب
عانت الغوطة الشرقية من قتال شرس استمر لخمس سنوات خلال الحرب الأهلية السورية.
تمكنت القوات الحكومية من فرض حصار على المنطقة، وقامت مع حليفتها روسيا بقصف مكثف للمنطقة في سعيها لاستعادة السيطرة منها.
وعند القيادة عبر الغوطة الشرقية اليوم، يكون الدمار واضحًا للعيان، فمن الصعب العثور على مبنى واحد لا يحمل آثار الحرب، والكثير منها متضرر لدرجة أن بعضها أصبح مجرد هياكل خاوية.
في أكثر من مناسبة، تم استخدام الأسلحة الكيميائية – التي تم حظرها بموجب بروتوكول جنيف واتفاقية الأسلحة الكيميائية – لمهاجمة دوما.
احتلت قوات بشار الأسد دوما بعد فترة قصيرة من هجوم الكلور، ولم تُسمع قصص الضحايا بشكل كامل.
ذكريات مؤلمة لن تفارق الأذهان
يقول توفيق: “لا يمر يوم دون أن أفكر في أطفالي”، بينما يستخرج الصورة الوحيدة التي يمتلكها لهم، وتغمر عينيه بالدموع.