طالبان بعد ثلاث سنوات: استعراض القوة ومواجهة التحديات في الحكم

By العربية الآن



طالبان بعد 3 سنوات.. استعراض القوة وتحديات الحكم

Taliban security personnel of Afghanistan military's 205 Al-Badr Corps carrying Taliban flag, stand atop a military vehicle during a parade to celebrate the third anniversary of Taliban's takeover of the country, in Kandahar on August 14, 2024. - Taliban authorities kicked off celebrations of the third anniversary of their rule over Afghanistan on August 14, at the former US Bagram air base. (Photo by Sanaullah SEIAM / AFP)
عرض عسكري لاحتفال طالبان بالذكرى الثالثة لعودتها إلى حكم أفغانستان (الفرنسية)
بمناسبة مرور ثلاث سنوات على حكمها، نظمت حركة طالبان عرضًا عسكريًا في قاعدة باغرام الجوية، التي كانت سابقًا مركزًا للقوات الأمريكية خلال فترة احتلال أفغانستان (2001-2021). الاحتفالات شهدت أيضًا في مختلف مدن البلاد، واعتبرها المراقبون بمثابة استعراض للقوة في ظل الضغوط الدولية المتزايدة على حكم طالبان، حيث أرادت الحكومة إرسال رسالة للقاصي والداني بأنها تسيطر على الأوضاع في البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، كان من اللافت للانتباه ظهور عدد من قيادات طالبان ووزراء الحكومة على وسائل الإعلام المحلية والدولية للحديث عن إنجازات الحركة خلال فترة حكمها، وهو ما اعتبره بعض المحللين دليلًا على الوحدة في صفوف الحركة ونفي للخلافات داخل قياداتها، رغم وجود انتقادات حكومية موجهة ضدها.

ذكرى التحرير وحديث عن المكتسبات

تشدد طالبان في بياناتها على أنها خاضت جهادًا ضد الاحتلال الأمريكي وانتصرت في معركتها، مؤكدين أنهم حرروا البلاد بعد انسحاب آخر جندي أمريكي من الأرض الأفغانية في نهاية أغسطس/آب 2021. وأكدت الحركة أنها تشكلت كحكومة تصريف أعمال بعد شهر تقريبًا من سيطرتها على كامل أراضي أفغانستان، وذلك في تحول من جماعة مسلحة إلى إدارة حكومية.

في إطار الاحتفالات، أكدت الحكومة الأفغانية أن “في 14 أغسطس/آب، تم تحرير كابل من الاحتلال الأمريكي”. وأشار البيان إلى أن طالبان تعتبر تطبيق شرع الله أولوية قصوى، موضحًا أنها ستوفر السلام والاستقرار للشعب.

آخوند زاده دعا إلى الوحدة والعدل ونبذ العصبيات والظلم الذي تنهار بسببه الدول (رويترز)

وخلال العرض العسكري، حذر زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده من انقسام الشعب، مؤكدًا على ضرورة الوحدة والعدل. من جانبه، اعتبر المولوي عبد الكبير، نائب رئيس الوزراء للشؤون السياسية، أن عودة طالبان للحكم تمثل نهاية للكوارث التي شهدتها أفغانستان لعدة عقود.

بدوره، أكد وزير الداخلية سراج الدين حقاني أن الشعب الأفغاني تحمل تضحيات كبيرة لتحقيق الاستقلال، مشيرًا إلى استمرار الدفاع عن المكتسبات التي حققها الشعب.

أما عن العلاقات الخارجية، فقد صرح وزير الخارجية المولوي أمير خان متقي بأن حكومته تتعامل مع دول عدة رغم عدم الاعتراف الرسمي، مشيرًا إلى أن الصين استقبلت سفير أفغانستان.

لفلسطين وغزة نصيب في الاحتفالات

شهدت الاحتفالات كلمات تأييد لفلسطين، حيث دعا آخوند زاده في كلمته إلى دعم الشعب الفلسطيني وتحقيق تحرير المسجد الأقصى. كما أكد حقاني على أنه مثلما حقق الأفغانيون حريتهم، فإن يومًا سيأتي حيث يستعيد الفلسطينيون حريتهم أيضًا.

وفيما يتعلق بموقف الحكومة الأفغانية من القضية الفلسطينية، أكد متقي أنها قضية الأمة الإسلامية، راجيًا أن السلام والعدل سيحققان في المنطقة.

تمت الاحتفالات والعروض العسكرية بشكل آمن ودون حوادث، على الرغم من الهجمات السابقة لعناصر تنظيم الدولة “ولاية خراسان.” وأشار المراقبون إلى أن هذا قد يدل على نجاح طالبان في تقليص نفوذ التنظيم.

متقي للشعب الفلسطيني: سيأتي اليوم الذي ستحصلون فيه على الحرية مثلما حصل الأفغان عليها بعد كفاح طويل (الأناضول)

للمعارضة رأي آخر

بينما كانت قيادات طالبان تعرض إنجازاتها، فإن هناك بعض المعارضين الذين يرون أن عودة طالبان إلى الحكم كانت كارثة على أفغانستان. حيث أشار سفير أفغاني سابق إلى أن “إنجازات عشرين عامًا انتهت في مختلف المجالات”، مفضلًا عدم ذكر اسمه.

وأشار وزير الخارجية السابق محمد حنيف أتمر إلى أن “15 أغسطس هو يوم مليء بالمصائب في تاريخ أفغانستان”. كما اعتبر أنه يدعو إلى إعادة النظر في السياسات لتحقيق الأمن والحرية للشعب الأفغاني.

في السياق، دعا عبد الكريم خليلي، زعيم حزب الوحدة الإسلامي الشيعي، إلى السلام والمصالحة الوطنية، مضيفًا أن جميع مكونات المجتمع الأفغاني يجب أن تشارك في الحكومة المقبلة.

إنجازات وإخفاقات

على الرغم من ادعاءات طالبان بإنجازاتها، إلا أنه يمكن القول إن الأوضاع في أفغانستان تعكس واقعًا معقدًا يتمثل في وجود مكاسب وإخفاقات. وتعتبر الحكومة أنها حققت العديد من الإنجازات مثل:

  • انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان.
  • إيقاف الحرب الأهلية.
  • إعلان العفو عن المسؤولين في النظام السابق.
  • إنشاء إدارة مركزية تتولى إدارة البلاد.

ورغم الإشادة ببعض الإنجازات، هناك إخفاقات واضحة مثل:

  • عدم وضع دستور جديد يلبي تطلعات الشعب.
  • استمرار القيود على حقوق المرأة، بما في ذلك منع الفتيات من التعليم العالي.
  • انعدام الاعتراف الدولي بالحكومة الحالية.

في تصريحات لمحلل سياسي، عبّر عن قلقه من غياب الإصلاحات السياسية في خطاب القادة خلال الاحتفالات، مما قد يفتح المجال للشكوك حول مستقبل البلاد.

ختم الباحث الأفغاني بتأكيد أنه ينبغي على طالبان استغلال الفرص المتاحة للاستجابة لتطلعات الشعب الأفغاني وضمان الاستقرار بعد الصراعات الطويلة.

المصدر : العربية الآن



رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version