طبيب تركي يحذر: إدمان وسائل التواصل يؤدي إلى تعفن الدماغ
### تعفن الدماغ: تعريف وتأثيرات
وأوضح خاصتورك، الذي يعمل في مستشفى أبحاث السرطان بالعاصمة التركية أنقرة، في حوار له مع وكالة الأناضول، أن تعفن الدماغ يشمل جميع الفئات العمرية. ويرتبط هذا المفهوم بالاستخدام المستمر والمفرط للمحتوى المتوفر على وسائل التواصل، مما يؤدي إلى تخدير الدماغ.
وقال إن هذا المصطلح ليس تشخيصاً طبياً وإنما وصف لحالة صحية، محذراً من أن الاستخدام المكثف لهذه الوسائل يؤثر على الوظائف المعرفية مثل الذاكرة، ويؤدي إلى العزلة الاجتماعية وتطور الاكتئاب.
وفي السياق، أعلن قاموس أكسفورد، في ديسمبر الماضي، اختيار مصطلح “تعفن الدماغ” ليكون مصطلح العام 2024 بعد تصويت شمل أكثر من 37 ألف شخص.
### نمط حياتي شائع
وذكر البروفيسور خاصتورك أن الاستخدام غير الصحي لوسائل التواصل الاجتماعي يُشبه امتلاء الدماغ بالنفايات الناتجة عن متابعة آلاف الفيديوهات، مما يُلحق الضرر بالصحة العقلية. وأضاف أن هذا المصطلح يعبر عن حالة شائعة تنتج عن الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة وتدهور العلاقات الإنسانية.
وأشار إلى أن علامات تعفن الدماغ تشمل العيش المستمر مع الهاتف، والانشغال المتكرر بالإشعارات، وتفضيل الوسائط الاجتماعية على التفاعل الحقيقي مع الآخرين.
### التأثيرات السلبية على الشباب
رغم معاناة جميع الفئات العمرية من هذه الحالة، ذكر خاصتورك أن الأطفال والمراهقين هم الأكثر تأثراً بها. وأظهر استطلاع أُجري في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2023 ارتفاع الاعتماد على وسائل التواصل المحمول بين الأطفال (من 6 إلى 14 عامًا) من 40٪ إلى 70٪، حيث بلغ متوسط وقت الاستخدام اليومي للإنترنت بين المراهقين 9 ساعات.
رابط المصدر
### قلق بشأن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأجيال الجديدة
أعرب البروفيسور خاصتورك عن قلقه حيال تأثير الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي في تكوين شخصية الأجيال القادمة. واعتبر أن مرحلة المراهقة تعتبر حيوية، حيث تلعب فيها وسائل التواصل الاجتماعي دورًا مؤثرًا على المهارات الاجتماعية والعاطفية.
خطوات المجتمعات الغربية للتصدي للمشكلة
أوضح خاصتورك أن المجتمعات في الغرب بدأت باتخاذ إجراءات للحد من التأثيرات السلبية الناتجة عن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل. من هذه الإجراءات، تقليل الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون في التفاعل مع وسائل التواصل، والتركيز على بناء علاقات اجتماعية حقيقية.
مواجهة تعفن الدماغ
دعا خاصتورك الأسر إلى اتخاذ تدابير فعالة لمنع إدمان الأطفال والشباب للهواتف المحمولة والشاشات. ومن بين الاقتراحات، فرض حد أدنى لسن استخدام الهواتف المحمولة، مثل تحديد 16 عامًا كحد أدنى. كما اقترح جمع الهواتف من الأطفال بعد ساعة معينة من الليل للحد من استخدامها.
توصيات إضافية
كما أكد خاصتورك على أهمية وضع حدود لوقت استخدام الشاشات، وإيقاف الإنترنت خلال أوقات النوم والمناسبات الاجتماعية مثل العشاء والتواصل مع الأصدقاء. ودعا البالغين ليكونوا قدوة في استخدام الشاشات بشكل معتدل، مشددًا على ضرورة تعزيز الهوايات والعلاقات الإنسانية.
واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية خلق أوقات ومناطق خالية من الأجهزة في الحياة اليومية.