طفل في غزة يحمل سلالة من شلل الأطفال مرتبطة بأخطاء في حملة القضاء على المرض، وفقًا للخبراء

By العربية الآن


فيروس شلل الأطفال يضرب غزة ويتسبب بشلل رضيع

لندن (AP) – الطفل الذي أصيب بالشلل في غزة نتيجة فيروس شلل الأطفال كان قد تعرض لسلالة متحوّرة من الفيروس الذي يتخلص منه الأشخاص المُلقحون من خلال نفاياتهم، وفقًا للعلماء الذين يرون أن هذه الحالة نتيجة “فشل كبير” في السياسة الصحية العامة.

أول حالة من نوعها منذ 25 عامًا

هذه الإصابة، التي تمثل الكشف الأول عن شلل الأطفال في الأراضي الفلسطينية التي مزقتها الحرب منذ أكثر من 25 عامًا، أدت إلى شلل في الجزء السفلي من ساق الطفل البالغ من العمر عشرة أشهر، والذي لم يتلقَ التطعيم. وكان الطفل واحدًا من مئات الآلاف من الأطفال الذين فاتهم تلقي اللقاحات بسبب القتال بين إسرائيل وحماس.

فشل الجهود العالمية لمكافحة شلل الأطفال

أشار العلماء الذين كانوا يراقبون تفشي شلل الأطفال إلى أن مرض الطفل يُظهر إخفاقات في الجهود العالمية التي تبذلها منظمة الصحة العالمية وشركاؤها لحل المشكلات الخطيرة في حملتهم الناجحة إلى حد كبير للقضاء على هذا المرض شديد العدوى. واعتبرت تقارير مستقلة أن جهود المنظمة تمثل فشلًا و”انتكاسة شديدة”.

التحول في لقاح شلل الأطفال

السلالة المطروحة تطورت من فيروس ضعيف كان يُستخدم في لقاح فموي تم الإشادة به لقدرته على منع شلل الأطفال لدى ملايين الأطفال حول العالم. لكن هذا الفيروس تم إزالته من اللقاح في عام 2016 على أمل منع التفشي الناجم عن اللقاحات.

استمرار تفشي الفيروس بسبب تساهل السياسات الصحية

كانت السلطات الصحية العامة على علم بأن هذا القرار سيترك الناس بلا حماية ضد هذه السلالة، لكنها اعتقدت أنها تمتلك خطة لصد أي تفشٍ محتمل والحد منه بسرعة. بدلاً من ذلك، أدى التحول إلى زيادة عدد الحالات بشكل كبير.

“كانت استراتيجية رهيبة حقًا”، بحسب قول عالم الفيروسات في جامعة كولومبيا، فينسان راكانييلو، الذي لم يكن متورطًا في التقرير أو في منظمة الصحة العالمية. “لقد كانت قرار تغيير اللقاحات مستندًا إلى فرضية غير صحيحة، والنتيجة الآن أننا نعاني من المزيد من حالات شلل الأطفال وزيادة عدد الأطفال المعاقين.”

عدد حالات شلل الأطفال المتزايدة

على الرغم من اكتشاف حالة غزة، خلص المسؤولون الذين راجعوا مبادرة تعديل اللقاح إلى أن “أسوأ سيناريو قد تحقق”. وقد أظهر التقرير أن الخطة قللت من تقدير كمية السلالة في البيئة، وأفرطت في تقدير قدرة المسؤولين على كبح التفشيات.

تداعيات التحول في اللقاحات

أدت الخطة إلى تفشي شلل الأطفال المرتبط باللقاح في 43 دولة، مما أدى إلى شلل أكثر من 3300 طفل، وفقًا للتقرير. كما وجد أن السلالة التي أصابت الطفل في غزة كانت متبقية في البيئة وتحوّلت إلى شكل يمكنه إثارة التفشي؛ حيث تم تتبعها إلى الفيروسات المنتشرة في مصر العام الماضي عبر تسلسل جيني.

خطط جديدة لمواجهة شلل الأطفال في غزة

تخطط منظمة الصحة العالمية وشركاؤها لتنظيم جولتين من حملات التطعيم في غزة والمنطقة الأكبر الأسبوع المقبل، مع هدف تلقيح 640,000 طفل باستخدام نسخة جديدة من لقاح شلل الأطفال الفموي التي تستهدف السلالة المقلقة. وقد تم الإبلاغ عن أن 90% فقط من سكان غزة تم تلقيحهم في وقت سابق من هذا العام، بعد أن كانت الإحصائية المثالية لمكافحة تفشي الفيروس بحدود 95%.

الضغط لتقليل الإصابات

في ختام المشهد، تم الإقرار بأن الاستراتيجية الحالية للتطعيم “عززت” خطر التفشي المرتبط باللقاح. وأكد المتحدث باسم المنظمة، أوليفر روزنباور، أن معالجة الوضع تتطلب الوصول إلى الأطفال باللقاحات، بغض النظر عن نوع اللقاح المستخدم.

تحديات التحصين في مناطق النزاع

من جهة أخرى، أشار الخبراء إلى ضرورة إيقاف استخدام اللقاحات التي تحتوي على فيروس نشط، حيث إن التحديات المتزايدة تواجه الجهود المبذولة للقضاء على شلل الأطفال، والتي تستورد من فقرات تابده مؤخرًا بالفيروسات المرتبطة باللقاحات في أكثر من عشر دول، بالإضافة إلى أفغانستان وباكستان.

تستمر القضية كما تبين أن مشاكل التلقيح تحتاج إلى حلول سريعة وموثوقة لحماية الأطفال من هذه المخاطر.

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version