طلاب غزة يفوتون الدراسة للسنة الثانية على التوالي

By العربية الآن

طلاب غزة يغيبون عن دراستهم للعام الثاني بسبب الحرب

يشعر الطالب الفلسطيني محمد الشريف من مخيم النصيرات في وسط قطاع غزة بالخوف من مستقبله الغامض، حيث تغيب عن مقعده الدراسي للسنة الثانية نتيجة الظروف الطاحنة التي يعيشها.

كان الشريف يدرس في السنة السادسة بكلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة، لكن الحرب بين حماس والجيش الإسرائيلي أعاقت مسيرته التعليمية.

يقول الشريف، الذي فقد أكثر من 20 كيلوغراماً من وزنه: “كنت أترقب إتمام دراستي في كلية الطب وكيف سأبدأ رحلتي المهنية بمجرد تخرجي، لكن كل شيء توقف نتيجة الحرب، ولا أدري ماذا ينتظرني في المستقبل”.

يضيف: “القصف الإسرائيلي دمر الجامعة وألحق الضرر بمعظم مبانيها، كما فقدنا العديد من الأساتذة الجامعيين وأصبحنا غير قادرين على استئناف الدراسة لفترة طويلة، ولا نعلم ماذا سيحل بنا بعد انتهاء الحرب”.

إطلاق مدارس افتراضية لطلاب غزة لنشر المحتوى التعليمي عبر منصات إلكترونية (وكالة الأنباء الألمانية)

في إطار محاولة تطبيق ما تعلمه، تطوع الشريف في مركز طبي متنقل تم تأسيسه مؤخرًا في خان يونس لتقديم الخدمات الطبية للنازحين الذين يعانون من تفشي الأمراض.

يقول الشريف: “أقدم خدماتي البسيطة لشعبنا، لكن لا أستطيع معرفة مصيري أو إن كان سيتسنى لي أن أصبح طبيبًا في ظل هذه الظروف”.

المخاوف ذاتها يشعر بها الطالب كمال أبو شر، الذي أجبر على ترك مقعده الدراسي بسبب الحرب الدائرة. ويقول (14 عامًا) إنه كان من المفترض أن يكون في الصف التاسع، لكن ظروف الحرب حولته إلى طفل مشرد بلا منزل أو مدرسة.

يضيف: “كنت أدرس بجد لأصبح مهندساً معمارياً، لكنني الآن فقط طفل يفتقد إلى الأمان والسعادة”.

بدلاً من الدراسة، يقضي أبو شر وقته في انتظار المياه والطعام لعائلته المكونة من تسعة أفراد.

يقول: “بينما يستمتع الجميع ببدء عامهم الدراسي الجديد، نجد أنفسنا في معاناة دائمة بسبب هذه الحرب القاسية”.

يعد أبو شر والشريف من بين 710 آلاف طالب فلسطيني في غزة الذين فقدوا حقهم في التعليم في هذه الظروف الصعبة، بحسب وزارة التربية والتعليم الفلسطينية.

استهداف ممنهج لقطاع التعليم

تشير الأوضاع الحالية إلى استهداف متواصل لقطاع التعليم، مما يهدد مستقبل آلاف الطلاب ويضعهم في حالة من الضياع والتشويش. الأكاديميون والطلاب والمجتمع المحلي يعانون جميعاً من تداعيات هذه الأزمات المتكررة، مما يدفعهم إلى التساؤل عن مصير التعليم في غزة وأهمية الحفاظ عليه في ظل هذه الظروف القاسية.

### المدارس في غزة قبل الحرب

قبل اندلاع الحرب، كان هناك في قطاع غزة 796 مدرسة، منها 442 مدرسة حكومية و284 مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) و70 مدرسة خاصة. بالإضافة إلى ذلك، تضم غزة 17 مؤسسة للتعليم العالي، بالإضافة إلى جامعة للتعليم المفتوح، وفقًا لوزارة التعليم.

### الإحصائيات المأساوية

أظهرت أحدث إحصائية من وزارة الصحة في غزة أن أكثر من 41 ألف فلسطيني استشهدوا، وأصيب أكثر من 95 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. ومن بين الضحايا هناك حوالي 9 آلاف طالب و500 معلم و110 محاضرين وأستاذة جامعيين، كما أفادت وزارة التربية والتعليم.

### الدمار الممنهج للمعالم التعليمية

صرح المتحدث باسم الوزارة، صادق الخضور، أن الجيش الإسرائيلي استهدف جميع المدارس والجامعات في غزة، مستخدمًا القذائف والتفجيرات، أو الهجمات الجوية. وأكد أن هذا التدمير الكبير يظهر وجود سياسة ممنهجة لدى الجيش لاستهداف مراكز التعليم، مما يؤدي إلى القضاء على فرص التعليم حتى بعد انتهاء الحرب.

### التأثير على التعليم في غزة

أشار الخضور إلى أن العديد من الجامعات تم تحويلها إلى ثكنات عسكرية، بينما أصبحت المدارس تؤوي النازحين. تم قصف أكثر من 70% من المدارس، وتدمير العديد منها بالكامل. حتى في حال توقف الحرب، فإن غزة ستحتاج لسنوات لاستعادة الحياة التعليمية بسبب الدمار الذي لحق بمعظم المؤسسات التعليمية.

### حرم الطلاب من التعليم

في الوقت الذي انطلق فيه العام الدراسي في مناطق الضفة الغربية والقدس في 9 سبتمبر/أيلول، حرم طلاب غزة من العودة إلى مقاعدهم الدراسية. لكن الوزارة أعلنت عن إطلاق مدارس افتراضية لتوفير المحتوى التعليمي عبر منصات إلكترونية. إلا أن أولياء الأمور يشتكون من عدم توفر الإنترنت والأجهزة الذكية اللازمة لتعليم أطفالهم، حتى لو كان عن بُعد.

### المصدر
المصدر: الألمانية

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version