تبين فيديو لحظة انسحاب العديد من الطلاب من مراسم تخرج جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية بالولايات المتحدة الأمريكية، اعتراضًا على خطيبة نجم الكوميديا جيري ساينفيلد (70 عامًا) خلال المراسم.

بانتظار مشهد خروج مجموعتهم، تنبغي الشوارع بعد قرار رئيس الجامعة بدخول جيري سينفيلد، الكوميديان المعروف، لإلقاء خطاب معرض عند تواجده بالملاعب جوة ملعب الجامعة.

هرب الطلبة من الإحتفال وهم يحملون الأعلام الفلسطينية، ورفع البعض شعار “فلسطين حرة”. كما قام المتنصرين برفع علم فلسطين كبير والإشارة بالرفض لإستمرار الإستثمارات للشركات التي تؤيد “التدمير”.

أظهر طلبة آخرون رفضهم لفكرة إلقاء كلمة شرفية للكوميدي وتقديم شهادة تكريمية من قبل رئيس الجامعة التي تخرج منها إبنه وإبنته.

وبعد الاحتفال، اكتفى فرانك ترامبل، نائب رئيس جامعة ديوك للاتصالات، بالتصريحات الصحفية قائلاً: “نحن ندرك بعمق المشاعر داخل مُجتمعنا، وكما فعلنا طوال العام، نحترم حق كُل أحد في جامعة ديوك للتعبير عن آرائهم بشكل سلمي، من دون تعطيل احتفال خريجيها وعوائلهم بإنجازاتهم”.

مواقف منحازة لإسرائيل

منذ بداية الحرب على غزة، أبدى ساينفيلد تأييداً وتحيزاً ضد إسرائيل، حيث قام بنشر صورة لسيدة تحمل علم إسرائيل في عاشر أكتوبر الماضي عبر حسابه الشخصي على تطبيق إنستغرام.

أدلى بتعليق يقول: “عشت وعملت في كيبوتس عندما كنت في السادسة عشرة من عمري، وأغرمت بوطننا اليهودي منذ ذلك الحين. إن قلبي ينزف لهذه الهجمات وهذه الأعمال البشعة. سوف أظل دائماً مع إسرائيل والشعب اليهودي”.

بمشاركة الممثل الأميركي – مع أكثر من 700 شخصية من العاملين بالسينما والتلفزيون في هوليود – في التوقيع على رسالة مفتوحة لإدانة الطرف الفلسطيني، وتلك الرسالة صدرت من مؤسسة “المجتمع الإبداعي من أجل السلام”، مطالبة بدعم إسرائيل والبذل قصارى الجهد لإعادة الأسرى.

جولة خاصة لتل أبيب

عند زيارته لإسرائيل، قدّم ساينفيلد عروضًا متعددة خلال عام 2015 في تل أبيب، وفي عام 2018 سافر هناك للمرة الثانية، حيث زار “معسكر كاليبر 3” التابع للجيش الإسرائيلي، وقاعدة جوية عسكرية، والتقط صور مع عائلته مع بعض المتدربين العسكريين، حيث كان يتدرب معهم على قتل.

بسبب هذه الزيارة، تعرض ساينفيلد لانتقادات شديدة، خاصة لأن المعسكر يشجع على الاحتلال العسكري والقمع السياسي للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية بالعنف، مما جعله يقوم بحذف الصور فيما بعد، لكنه لم يتراجع عن دعمه لإسرائيل.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، قرر جيري ساينفيلد الذهاب إلى تل أبيب مع عائلته في زيارة تضامنية، حيث زار عائلات الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، وأبدى اهتمامه بدعمهم وإسنادهم.

قدمت زوجته جيسيكا ساينفيلد منشورًا حول الزيارة في صفحتها بموقع إنستجرام مشيرة إلى أنهم عادوا للتو من فلسطين. أرادوا رؤية بأنفسهم آثار هجمات السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. رأوا منازل يتعرض فيها الأسر للتعذيب وإطلاق النار والقصف والحرق في الأحياء. وقفوا في حقل تعرض فيه الأطفال في حفل موسيقي للقتل والاختطاف على يد المئات أثناء فرارهم”.

أثناء تواجده، قام ساينفيلد بجولة في مستوطنة بئيري وزار مقر جمعية “أخوة السلاح” التي بدأت كجزء من الاحتجاجات ضد الإصلاح القضائي الذي تروج له حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قررت الجمعية تعليق كافة أنشطتها والتحول لتصبح أكبر منظمة إغاثة في إسرائيل.

أثناء الزيارة نفسها، التقى ساينفيلد بزعماء المنظمة لإجراء محادثة تناولت أنشطتهم خلال الصراع الأخير.

جيري ساينفيلد.. تألق بين نجوم هوليوود

ولد جيري ساينفيلد في 29 أبريل/نيسان 1954 في منطقة بروكلين بنيويورك، وينحدر من أب مجري وأم سورية.

أشعل اهتمامه بالكوميديا منذ صغره تأثير والده، الذي كان يعمل صانع لافتات وممثل كوميدي. في سن الثامنة، بدأ بالتدريب الكوميدي بشكل جاد وكان يتابع التلفاز بلا كلل لدراسة أساليب الكوميديين، وظهر لأول مرة في عام 1976.

توجه بعدها للمشاركة في برنامج “ذا تونايت شو” (The Tonight Show) في عام 1981، الذي منحه فرصة ظهور وطني، وفي نهاية الثمانينيات أصبح واحداً من أبرز الكوميديين في الولايات المتحدة.

في عام 1988، طُلب منه تطوير مسلسل كوميدي مع شبكة “إن بي سي”، وشارك الممثل الكوميدي لاري ديفيد في مسلسل “ساينفيلد” (Seinfeld) الذي بدأ عرضه في العام التالي. حقق البرنامج شهرة واسعة وأصبح أحد أعظم الانجازات في عالم الكوميديا.

استمر المسلسل لمدة 9 مواسم، وكان رائجاً حين تم عرض آخر حلقة في عام 1998.

حصل المسلسل على 10 جوائز إيمي، واحتل المرتبة 39 بين أفضل 250 مسلسل درامي عبر تاريخ التلفزيون، وحصل على تقييم 8.9 نقطة من جمهور موقع “آي إم دي بي”.

عاد ساينفيلد إلى الكوميديا الارتجالية في نهاية التسعينيات، وقام بجولات كوميدية وعروض مسرحية تم توثيقها في أفلام مثل “ممثل كوميدي” (Comedian) عام 2002، و”جيري بيفور ساينفيلد” (Jerry Before Seinfeld) عام 2017، و”جيري ساينفيلد: 23 ساعة للقتل” (Jerry Seinfeld: 23 Hours to Kill) عام 2020.

في عام 2024، أخرج وشارك ساينفيلد في فيلمه الطويل الأول “غير متجمد” (Unfrosted)، الذي تألف قصته من صراع بين شركتي حبوب.

يُعتبر ساينفيلد أغنى ممثل كوميدي في أميركا، حيث تقدر ثروته -وفقًا للإحصائيات- بمليار دولار ليصبح أغنى نجم في العالم حتى عام 2023.