عائلات أميركية تحكم الإمبراطورية وتسيطر على الأحداث في واشنطن

By العربية الآن

عائلات أميركية تحكم الإمبراطورية وتسيطر على الأحداث في واشنطن

سياسيون أمريكيون سابقون
الرؤساء الأميركيون السابقون بيل كلينتون (يمين)، جورج بوش الابن (وسط) وباراك أوباما (رويترز)

في 18 يوليو/تموز 2024، ألقت كاي ماديسون ترامب، البالغة من العمر 17 عاماً، خطاباً في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري تناولت فيه جدها دونالد ترامب. جاء هذا الخطاب بعد خمسة أيام من محاولة اغتياله، وكان قد من المتوقع أن يتم إعلان ترشيحه رسمياً للانتخابات الرئاسية الأميركية.

مع تصاعد موجة التعاطف حول ترامب، ظهرت كاي وتحدثت عنه كجد يحبها ويهتم بها، مؤملة أن تعزز كلماتها شعبيته. فهي تعتبره جدّاً يعطيها الحلوى دون علم والديها، ويسأل عن دراستها. إذ طرح ترامب حملته الانتخابية مستنداً إلى الحفاظ على القيم الأسرية التي يزعم أنها مهددة من قبل الديمقراطيين.

دور كاي في الحملة الانتخابية

خطاب بسيط استمر ثلاث دقائق جذب ملايين المتابعين لكاي على منصات التواصل الاجتماعي، مما ساهم في تعزيز دعمها لجدها ترامب. لم يكن هناك ما يمكن أن يضاهي تأثير ظهورها كداعم رئيسي له.

في السابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، نشرت كاي صورة على منصة إكس مع تعليق “الفريق مكتملاً”، حيث ظهر فيها عائلة ترامب إلى جانب رجل الأعمال المعروف إيلون ماسك. كان هذا بمثابة إشارة واضحة على تماسك الحملة الانتخابية العائلية.

صورة لعائلة دونالد ترامب مع عائلته وأصهاره وأحفاده، ويظهر فيها إيلون ماسك (مواقع التواصل الاجتماعي)

بطل القصة هنا هو بارون ترامب، ابن دونالد ترامب ذو الثمانية عشر ربيعاً، والذي رغم صمته في الكثير من الأحيان، ساهم في إبراز والده من خلال البودكاست.

استراتيجية ترامب في تعزيز أسرته

خلال انتخابات 2016، لم يكن بإمكان ترامب الاعتماد على ابنه بارون وحفيدته بسبب صغر سنهما، لكنه تركز في ذلك الوقت على دعم ابنته إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر في حملته الانتخابية وفي إدارة البيت الأبيض.

لذا، وجه ترامب جهوده لاستغلال كل أفراد أسرته لدعم أجندته. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل ستختفي هذه العائلات بمجرد مغادرة ترامب البيت الأبيض؟ أو هل سيتجاوزون الأضواء ويتراجعون عن السياسة؟

التأثير المستمر لعائلة ترامب

الإجابة غير مستبعدة، فالذي يبنيه ترامب ليس مجرد إنجاز شخصي بل هو علامة تجارية لعائلة سياسية ضمن العديد من العائلات السياسية الأخرى في الولايات المتحدة. وعائلة ترامب تمثل واحدة من هذه العائلات الصاعدة.

برج ترامب في مدينة نيويورك الأميركية (الأوروبية)

عائلة كلينتون.. الرئاسة بوصفها مهرا مؤخرا

# هيلاري كلينتون: شريك سياسي لا مجرد زوجة

كتبت هيلاري كلينتون في مذكراتها التي صدرت عام 2003 أنها كانت تتمنى “لو بإمكانها أن تلوي رقبة بيل كلينتون”، الرئيس الثاني والأربعين للولايات المتحدة، بعد فضيحة الخيانة الزوجية التي ارتكبها مع متدربة في البيت الأبيض. لكنها أوضحت أنها كانت مضطرة لاستمرار دعم زوجها، رغم الصعوبات، لأنه كان رئيس الولايات المتحدة. يبدو أن تصريحها يحمل طابعاً براغماتياً أكثر من كونه رومانسيًا، إذ يُعرف العائلة كلينتون بتباين شخصياتهم، حيث يطلق أصدقاء العائلة على بيل لقب “الحالم” بينما تُعرف هيلاري بأنها “البراغماتية”.

### بداياتهما السياسية

بدأت رحلة هيلاري السياسية في الخامسة عشرة من عمرها عندما شاركت في الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري باري غولدواتر في عام 1964. بينما في حوالي عام 1970، انطلق بيل في حملته للمرشح الديمقراطي جورج ماكغوفرن، والذي لم يحقق النجاح أيضاً. لكن الخبرة التي اكتسبها كلاهما من تلك الحملات ستكون ذات فائدة كبيرة عند اجتماعهما لاحقًا.

### صعوبات دخول النساء السياسة

لم يكن من السهل على النساء دخول مجال السياسة في الولايات المتحدة، لكنهن كن دائمًا جزءًا من الدبلوماسية الناعمة. كانت النساء الرائدات، مثل السيدة الأولى، تلعب دور الدعم في الأنشطة الخيرية، والتي ساعدت في تقوية العلاقات الدولية.

### نماذج النسوة المؤثرات

لم تمتلك هيلاري نموذجًا نسائيًا تحتذي به في دخول السياسة. بل كان هناك مَنْ يتساءل عن دور زوجات المرشحين، كما أعربت أستاذتها “ديان بلير” التي لاحظت أن أفضل طريقة للمرأة للوصول إلى الكونغرس هي “الزواج من رجل ميت”، في إشارة إلى نجاح زوجة السيناتور المتوفي في البقاء في المنصب عقودًا بعد وفاته.

### شراكة بين الزوجين

تزوج بيل وهيلاري في صيف عام 1975 بعد هزيمته في انتخابات الكونغرس. اختار بيل لاحقًا أن يتولى منصب المدعي العام في ولاية أركنساس، قبل أن يصبح حاكمًا ثم رئيسًا. بينما كانت هيلاري تقدم المشورة بشأن التشريعات، لكنها لم تكتفِ بدور الزوجة، بل سعت للبحث عن فرص لدعم طموحها السياسي.

### التحديات أثناء الحكم

لاحقًا، قادت هيلاري حملة زوجها الانتخابية، مما أثار تساؤلات حول مدى تقبل الحزب لدورها. بعد فوز بيل في الانتخابات، قامت هيلاري بنقل مكتبها إلى الجناح الغربي للبيت الأبيض، مما زاد من القلق حول “رئاسة مشتركة”. اعترف بيل أمام الجمهور بأن هيلاري كانت وراء “كل قرار اتخذه في العشرين عامًا الماضية”، معتبرًا إياها شريكة سياسية.

### الأزمة مع مونيكا لوينسكي

تُعتبر فضيحة مونيكا لوينسكي أحد أكبر التحديات التي واجهت هيلاري، حيث أثار ذلك ضغطًا كبيرًا عليها في إدارة الرأي العام. لكنها أدارت الموقف بحكمة، مما ساهم في تعزيز تأييد بيل قبل مثوله أمام الكونغرس.

### مسيرة منفصلة بعد سنوات الحكم

في عام 2000، بدأت هيلاري رحلتها السياسية الخاصة بعد مغادرة زوجها منصبه. لتصبح لاحقًا عضوًا في الكونغرس ثم وزيرة للخارجية في عهد باراك أوباما. بينما كان بيل قد ترك منصبه فعليًا، بدأت هيلاري التخطيط للترشح للرئاسة في 2016، لكن خسرت السباق.

### مستقبل ابنتها تشيلسي كلينتون

تشيلسي كلينتون، ابنة هيلاري وبيل، بدأت تتصدر المشهد السياسي من خلال نشاطها في الحملات الانتخابية الخاصة بوالدتها. يُنظر إليها الآن كإحدى الأسماء المحتملة التي قد تُدخلها الساحة السياسية في المستقبل، استكمالًا لمسيرة عائلتها في السياسة.

### بوش.. العائلة السياسية “البريئة”

فترة حكم بيل كلينتون تُعتبر فترة فاصلة بين حكم عائلة بوش، حيث جاء بعد فوز بيل على جورج بوش الأب عام 1992 وترك المنصب لجورج بوش الابن في عام 2000. عائلة بوش السياسية تضم أشخاصًا أثرياء تمتاز سذاجتها، على الرغم من تخرج معظم أفرادها من جامعة ييل. يجدر بالذكر أن بريسكوت بوش، جد جورج بوش الابن، كان طالبًا هناك وسعي لوضع بصمته الشخصية في حقل السياسة، ولكن غالبًا ما كانت مساراته مرتبطة باسم عائلته.## حياة بريسكوت بوش ومسيرته السياسية

بدايات مسيرة بريسكوت بوش، التي بدأت في جامعة ييل من خلال انضمامه إلى جمعية “الجمجمة والعظام”، قادته إلى بناء شبكة واسعة من العلاقات التي مكّنته من العمل في بنك براون براذرز هاريمان لمدة تقارب الأربعين عاماً. خلال هذه الفترة، أصبح مساهماً في البنك وتزوج ابنة مديره. ومع مرور الوقت، أصبح عضواً في مجالس إدارة 17 شركة كبرى.

## تحول إلى السياسة

على الرغم من أن بريسكوت لم يكن ينوي دخول مجال الخدمة العامة وكان يسعى لجمع الثروة، فإن عودة ابنه جورج هاربرت ووكر بوش (جورج بوش الأب) من الحرب العالمية الثانية أثرت عليه فأطلق العنان لطموحه الوطني، مما دفعه إلى اقتحام عالم السياسة.

في عام 1950، حين ترشح لعضوية مجلس الشيوخ الأميركي، كانت الأصوات متقاربة جداً بينه وبين خصمه، ما دفع الحزب الجمهوري إلى طلب إعادة فرز الأصوات لضمان دقة النتائج. بعد قبول طلبهم، أعادت المحكمة العليا الانتخابات التي انتهت بفوز بريسكوت. لكن في الانتخابات التالية عام 1952، خسر، إلا أن وفاة السيناتور المنتخب في ولايته سمحت له بالعودة للكونغرس.

## سمات سياسية بارزة

اكتسب بريسكوت من خلال عمله في الشركات سمات شخصية لبقة تؤمن بالتمثيل العادل، ولعب تلك الصفات دوراً في أسلوبه السياسي. وفقاً لستيفن هيس في كتابه “العائلات السياسية في أميركا”، كان بريسكوت متشككاً في إستراتيجية حزبه، حيث أبدى تساؤلات جدية حول تحميل وزير الخارجية الديمقراطي دين أتشيسون مسؤولية المشاكل العالمية، مما أفزع زملاءه.

## تحديات مع مكارثي

تعرض بريسكوت لموقف صعب عندما رافق السيناتور جو مكارثي إلى ولاية كونيتيكت من أجل دعم حملته ضد الشيوعية. أثناء تقديم مكارثي، أشار بريسكوت إلى عدم ارتياحه تجاه أسلوب مكارثي المثير للجدل، مما أثار غضب الحضور. رغم ذلك، استمر في قرارته السياسية وحافظ على مقعده بالكونغرس.

## جورج بوش الأب: الابن الذي تبع خطوات والده

مثل والده، انضم جورج بوش الأب إلى جامعة ييل وشارك في جمعية “الجمجمة والعظام”. بعد أن عاد من خدمة عسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، بدأ حياته المهنية في مجال صناعة النفط قبل أن يدخل عالم السياسة.

تصاعدت مسيرته السياسية بشكل متدرج، حيث تولى منصب نائب الرئيس لثلاث من ولايات رئاسية قبل أن يصبح الرئيس الواحد والأربعين للولايات المتحدة. على الرغم من بعض الهزائم الانتخابية في بدايات مسيرته، استمر جورج بوش الأب في الصعود إلى المناصب الرفيعة.

## جورج بوش الابن: مسار مختلف ولكن تحت الظل

كان جورج بوش الابن طالباً غير ملتزم في المدرسة، حيث كان يهتم بإرث والده أكثر من الدراسة. بعد تخرجه، رغم حماسه، وجد صعوبة في إثبات نفسه بشكل مستقل. على الرغم من التفاؤل في بداية حياته السياسية، إلا أنه جاء إلى الكونغرس دون خلفية سياسية قوية، وهو ما أثّر على محاولاته الأولى للنجاح.

## عائلة تلعب دوراً في السياسة

تعد عائلة بوش واحدة من العائلات الأميركية المترابطة، حيث يجمع أعضاؤها بين الثروة والنفوذ السياسي. يتجلى هذا من خلال الإنجازات المتعددة لكل من أفراد العائلة، بدءاً من بريسكوت بوش مروراً بجورج بوش الأب وابنه، جورج بوش الابن، الذي أصبح رئيسًا للولايات المتحدة.

إن ما يميز هذه العائلة هو قدرتها على التواصل واستغلال العلاقات القوية في عالم السياسة؛ حيث أي شخص يسعى لخدمة أميركا عبر القنوات التي أُسسَت من قبل الأجيال السابقة.### روبرت إف كينيدي جونيور: التحول من الديمقراطي إلى مستقل

يستعد روبرت إف كينيدي جونيور، الذي كان في السابق ديمقراطيًا تقليديًا، لتولي وزارة الصحة في إدارة الرئيس ترامب. ويرجع هذا التحول في توجهاته السياسية إلى الفترة التي تلت انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن. ينتمي كينيدي إلى عائلة سياسية مرموقة، حيث كان والده روبرت إف كينيدي الأب وزيرًا للعدل، وعمه جون إف كينيدي هو الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة، بينما كان عمه الآخر إدوارد مور كينيدي عضوًا في مجلس الشيوخ.

### إرث عائلة كينيدي في السياسة الأمريكية

تشير السيرة السياسية لعائلة كينيدي إلى أن المشاركة في الحياة السياسية ليست مجرد صدفة، بل مشروع عائلي مشترك. ووفقًا لتصريحات الرئيس جون كينيدي، كان من المرتقب أن يتولى جو (جونيور) المسؤوليات السياسية، وعلى الرغم من وفاته، حل روبرت مكانه في الطموحات السياسية، والذي بدوره قد يتم استبداله بإدوارد إذا استدعى الأمر.

### تاريخ الكينيديين وصلة المصاهرة مع عائلة فيتزجيرالد

سجل مجد عائلة كينيدي عند ارتباطهم بعائلة فيتزجيرالد، التي تتمتع أيضًا بأصول إيرلندية. كان جون فيتزجيرالد سياسيًا بارزًا وشخصية مؤثرة في تجمعات الأمريكيين من أصول إيرلندية، واشتهر بلقب “نابليون الشمال”. أسس فيتزجيرالد وباتريك جوزيف كينيدي “المجلس الاستراتيجي” الذي أسهم في ترشيحه للمناصب في الحكومة الأمريكية.

### الطموحات والأخطاء السياسية

على الرغم من طموحات الجد فيتزجيرالد، أثرت غرائزه وطموحاته على مسيرته السياسية، ما أدى إلى سلسلة من الإخفاقات والهزائم. وعلى الرغم من ذلك، كان له تأثير كبير في تشكيل طموحات أبنائه، حيث أنه عزم على زرع السياسة في نفوسهم.

### في النهاية: الإنطلاق نحو البيت الأبيض

حصدت عائلة كينيدي الثمار بعد عقود من الجهد السياسي، حيث تمكن حفيد فيتزجيرالد، جون إف كينيدي، من الفوز بمقعد مجلس الشيوخ عام 1952 وبعدها بشرف تولي رئاسة الولايات المتحدة عام 1961، ليكون أصغر رئيس على الإطلاق وأول رئيس كاثوليكي روماني.

بعد اغتياله في عام 1963، تحوّل جون إف كينيدي إلى رمز وطني، حيث أُطلق اسمه على العديد من الأماكن والمؤسسات ليظل إرث عائلته مستمرًا، بحيث يحمل روبرت إف كينيدي جونيور هذا الإرث إلى إدارة ترامب.

### رموز سياسية وراثية

تكتسب الرموز السياسية أحيانًا من الإنجازات، كما حدث مع أبراهام لينكولن وجورج واشنطن، بينما بعض العائلات، مثل عائلتي أدامز وروزفلت، تسهم بفضل إرثها ووجودها الفعال في الحياة السياسية. تضم الولايات المتحدة 19 عائلة سياسية ساهمت في تشكيل القرارات السياسية، وعائلة ترامب ليست الوحيدة في هذا السياق.


أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version