عائلة “فقيد القدس التركي” تعترف لجزيرة نت بأسرار علاقتها بفلسطين

By العربية الآن



عائلة “فقيد القدس التركي” تعترف لجزيرة نت بأسرار علاقتها بفلسطين

صلاة الغائب على الفقيد التركي بإسطنبول - الجزيرة نت 1
المصلين أدينوا صلاة الغائب على الفقيد في إسطنبول وسابقوهم في ذلك شانلي أورفا وأنقرة وبورصة (الجزيرة)
إسطنبول- قام شعب تركي وسكان أجانب اليوم بأداء صلاة الغائب في أماكن مختلفة في مدينة إسطنبول، على الشاب التركي حسن سكلانان (34 عاما) الملقب بـ”فقيد القدس التركي”، الذي توفي -الثلاثاء الماضي- جراء تعرضه لإطلاق نار من قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد محاولته طعن جندي إسرائيلي وتسببه بجروح في “باب الساهرة” في مدينة القدس المحتلة.

وشهدت الصلاة حضوراً كثيفاً

من الرؤيس الخيرية والتنظيمات المجتمعية، وأدانوا بشدة الهجمات الإسرائيلية المتكررة على قطاع غزة، في حين يعاني منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى هناك، ويسود الصمت الدولي تجاه الانتهاكات التي ترتكب ضد الفلسطينيين.

وقد أُقامت صلاة الغائب على روح سكلانان الجمعة الماضية في مسقط رأسه في “شانلي أورفا”، وأعقبتها فعاليات مماثلة في عدة مدن تركية مثل العاصمة أنقرة وبورصة، حيث قدمت العديد من المنظمات الخيرية والحزبية، بما في ذلك حزب “هدى بار” المتحالف مع حزب العدالة والتنمية، تعازيها لعائلة سكلانان وللشعب التركي بشهادته، في حين لم يصدر أي بيان رسمي بعد حول الحادثة.

عائلة الشهيد سكلانان تستقبل المعزّين (مواقع التواصل)

بطل القدس التركي

حسن سكلانان وُلد في الأول من يناير 1990 في مدينة شانلي أورفا في جنوب شرق تركيا، وقضى طفولته هناك، وبعد إكمال دراسته الابتدائية والإعدادية، انضم لمدارس الأئمة والخطباء ليعمل لاحقًا كإمام في مساجد مدينته وفي أنقرة كما تزوج من فاطمة سكلانان وأنجب منها أربعة أطفال.

وصول سكلانان إلى القدس كان في إطار زيارة دينية مع مجموعة من السياح الأتراك في السابع والعشرين من أبريل الماضي، دون علم عائلته بنية توجهه للمكان المحتل، حيث كان يزعم أنه سيتوجه إلى ديار بكر لبضعة أيام مع أصدقائه.

ونقلاً عن وسائل إعلام تركية، فإن سعى سكلانان لدخول المسجد الأقصى يوم الثلاثين من أبريل، ولكنه تعرض لمعاملة قاسية من قوات الاحتلال الإسرائيلي عند باب الساهرة، مما أدى إلى استفزازه ولجأ لطعن جندي، حتى تدخل جندي آخر ليقتله على الفور.

وتطالب عائلة سكلانان السلطات التركية بإعادة جثمان ابنهم من فلسطين لدفنه في مقبرة العائلة، حيث تواصل وزارة الخارجية التركية جهودها لنقل الجثمان في أسرع وقت ممكن وفق ما أفادت العائلة.

“أرضي فلسطين”

تشير والدة حسن، فرحة سكلانان، إلى أنه ودعها بابتسامة وقال لها: “يا أمي، المفتي يدعونا، سنذهب إلى ديار بكر”، ثم عانقها من الخلف وقال لها: “يا أمي، قولي بصوتٍ عالٍ إنك تسامحينني، وادعي لي لتسمع هاتان الأذنان”، فردت عليه بكل كرم قائلة: “انطلق بسلام مع أصدقائك وعودوا سالمين”.

وتحكي فاطمة سكلانان عن تصميم زوجها على السفر إلى فلسطين قائلاً: “أرضي فلسطين، وأتوجّب الموت هناك”، وعلى الرغم من محاولة زوجته منعه وتضرعها له، إلا أنه كان حازماً في قراره.

ويصف شقيق حسن، رمضان، صعوبة تناول شقيقه الطعام والشراب منذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة قائلاً: “منذ بدء الحرب، لم يعد يطيق تناول الطعام أو الشراب”، مشيراً إلى تأثر شقيقه برؤية الأطفال الجرحى والشهداء، وكان دائمًا يدمع عينيه.

ويشير محمد علي برلاق، جارهم المقيم في نفس الحي، إلى أن حسن كان يعبر له كثيرًا عن رغبته في زيارة غزة وكان يصر على ضرورة إيجاد وسيلة للوصول إليها.

يحلم بزيارة المسجد الأقصى

يحكي أحمد سكلانان -ابن عمه- في مقابلته مع الجزيرة نت، أن حسن كان رجلاً منفتحاً وهادئاً،تأتي حب الصمت والانعزال عن الناس، ما لم يكن ذلك فيما يتعلق بالأمور المتعلقة بالمسلمين، إذ كان يعبِر عن إزعاج شديد بسبب الحملات العنصرية الموجهة ضد اللاجئين السوريين، معتبرا إياهم إخوة له، ومعارضا لأي محاولة للحد من حقوقهم.

أظهر أحمد أن حسن كان يشغف بمتابعة أخبار فلسطين، معبرا عن غضبه تجاه مأساة الأطفال والنساء الشهداء، ومتمنيا بشوق زيارة المسجد الأقصى وأداء الصلاة فيه.

أما صديق الطفولة عبيد جونيش، فبين في حديثه للجزيرة نت أن التربية الدينية التي نشأ عليها حسن، كانت “عاملاً مؤثرا في تنمية شخصيته، وقد أسهمت في تشكيل الشخص النبيل الذي كان عليه”.

وأشار جونيش إلى أن امتلاك الشهيد لاحترافية في اللغة العربية، زاد من فهمه للأوضاع في فلسطين، وأتاح له رؤية متفحصة تفوق ما تقدمه وسائل الإعلام، إذ كان يروج لمفهوم المقاومة في فلسطين كمشروع مشروع، داعيًا المسلمين لتقديم الدعم المعنوي والمالي لهذه القضية.

وصرح أيضًا بأن وقت فراغ صديقه كان يتقاسمه بين أداء الخدمة في المسجد، والاجتماع مع أصدقائه المقربين، أو الجلوس في منزله إلى جانب أبنائه، وأوصفه بأنه كان مخلصًا لأسرته، ومحبوبا من الجميع، ولا يخاف شيئًا إلا ظلم الآخرين.

المصدر : الجزيرة



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version