عرّب ومسلمون قاوموا الثقافة الأميركية وأشعلوا الجامعات من أجل فلسطين

By العربية الآن

عرب ومسلمون يواجهون الثقافة الأميركية ويشعلون الجامعات من أجل فلسطين

احتجاجات جامعة كولومبيا

في صباح يوم 29 أبريل/نيسان الماضي، قامت رئيسة جامعة كولومبيا السابقة، نعمت شفيق، بإرسال بريد إلكتروني إلى الطلاب تطلب منهم إنهاء الاعتصام الذي أقيم في ساحة الجامعة. كانت الرسالة طويلة، ولكنها اتسمت بطلبين واضحين: الأول هو إنهاء الاعتصام، والثاني هو تحذير الطلاب من أن الاستمرار في الاعتصام حتى الساعة الثانية ظهراً سيعرضهم لعقوبات تشمل الإيقاف عن الدراسة.

رغم ذلك، استمر الاعتصام في المكان، وظل من فيه ثابتين لم يغادروا. كانت الأجواء مشحونة بالتوتر، بينما كانت طائرة للشرطة تتابع المشهد من السماء، وكاميرات الصحفيين مسلطة عليهم.

مظاهرة حاشدة

تزامنت نهاية الاعتصام مع انطلاق مظاهرة حاشدة في الحرم الجامعي، حيث تجمع حوالي ألف طالب يهتفون لفلسطين ويعبّرون عن سخطهم على إدارة الجامعة. المظاهرة كانت مثيرة للاهتمام ليس فقط لعدد المشاركين، ولكن أيضاً لأن الشرطة كانت قد أغلقت أبواب الجامعة أمام الغرباء، مما يعني أن كل من تظاهر كان من الطلاب أو موظفي الجامعة.

تغير في النظرة المجتمعية

الجديد في هذا السياق هو أن الكثير من الأميركيين، بغض النظر عن خلفياتهم، بدأوا يرون في إسرائيل كدولة احتلال. وقد أصبحت المقاومة الفلسطينية في نظرهم حقًا مشروعًا. بدأت رواية الاحتلال الإسرائيلي تواجه انتقادات متزايدة في الفضاء العام، على الرغم من دعم معظم وسائل الإعلام التقليدية لأفعال إسرائيل.

تأثير الشعار والنضال

الهتافات التي كانت تهز أرجاء الجامعة، مثل “انتفاضة انتفاضة” و”فلسطين ستكون حرة”، انطلقت لتصبح جزءًا من الثقافة اليومية للمتظاهرين، حيث بلغت صدى مماثلًا في مختلف الولايات وتوسعت لتصل إلى أوروبا وبقية العالم.

تطورات إضافية

لم تقتصر الأنشطة على المظاهرة فقط، بل قام مجموعة من الطلاب والأساتذة باقتحام مبنى هاميلتون في الأمسية، وأعادوا تسمية المبنى إلى “مبنى هند” تخليدًا لذكرى الطفلة الشهيدة هند رجب التي قتلتها قوات الاحتلال.

مواجهة الشرطة واستمرار الفعل الاحتجاجي

في اليوم التالي، تدخلت شرطة نيويورك بسطوة لفض الاعتصام، وألقت القبض على جميع المعتصمين في مبنى هند. هذه التوترات تعكس التنظيم والخبرة التي يمتلكها الطلاب في مواجهتهم للثقافة الأميركية السائدة.### الثمرة التي بدأت تنضج

تشهد الجامعات الأمريكية احتجاجات ومظاهرات لافتة للنظر، حيث ارتفعت الأصوات ضد الاحتلال الإسرائيلي من قبل طلاب ينتمون إلى مختلف الثقافات والأديان. هذه التظاهرات، التي تمتد آثارها إلى خارج الولايات المتحدة، قد أثارت اهتماما كبيرا لدى السياسيين الأمريكيين الداعمين لإسرائيل، وسط تساؤلات حول احتمالية حدوث تغير سياسي في البلاد.

ردود الفعل والمناوشات

رافق هذه الاحتجاجات ردود فعل مختلفة، تراوحت ما بين الاعتقاد بأن أمريكا تبدأ بالتغيير وما بين شكوك حول توقيت تلك التظاهرات. بينما يتصدى مؤيدو الاحتلال بحملة من الانتقادات، تم استهداف المدير التنفيذي لمنظمة “مسلمون أميركيون من أجل فلسطين” الدكتور أسامة أبو ارشيد، حيث يبدو أن اللوبي الإسرائيلي قد أعرب عن قلقه من تأثير المنظمات الداعمة للحق الفلسطيني.

يٌشير الطلب الذي تقدّم به اثنان من أعضاء الكونغرس للكشف عن الأنشطة “المشبوهة” للمنظمات المشاركة في الاحتجاجات إلى محاولة لإسكات تلك الأصوات. ويبدو أن هذه المجموعات لم تُؤسس حديثًا، بل لديها تاريخ طويل من العمل المنظم لدعم القضية الفلسطينية.

تجمع الطيف الواسع

المظاهرات ليست مجرد حدث عابر، بل هي انعكاس لتنوع المشاركين، إذ يجتمع طلاب من أصول متعددة، من بينها المصرية واليمنية والكردية والسورية والعراقية، في كولومبيا وداخل الجامعات الأمريكية الأخرى. ومع بداية الفصل الدراسي الحالي، يبدو أن الحماس يعود إلى الساحات الجامعية، مع انطلاق العديد من الأنشطة والمقالات التي تدعم هذه القضية.

لأن الجامعة ليست مكانا للتعليم فقط

تمتلك الجامعات الأمريكية تاريخًا طويلًا من النشاط السياسي والاجتماعي، حيث لعبت دورًا كبيرًا في الحراكات المختلفة بدءًا من حركة حقوق المدنيين وصولًا إلى الاحتجاجات ضد حرب فيتنام. تدرك الأجيال الشابة اليوم أن عليها المساهمة في كتابة تاريخ جديد، ويستمد الطلاب قوتهم من تجارب كانت متواجدة قبلهم.

المبادرات الطلابية

تتحدث نردين كسواني، إحدى مؤسسي منظمة “في حياتنا”، عن تجربتها الشخصية في العمل مع زملائها، مشيرة إلى أن المنظمة تستهدف نشر الوعي بقضية فلسطين، ليس فقط بين الأمريكيين، بل أيضًا في صفوف الفلسطينيين والعرب. نردين تؤكد أن الهدف في النهاية هو تحقيق حرية فلسطين أثناء حياتهم، وأن الجهود مستمرة في تنبيه المجتمع بقضاياهم.

خاتمة

إن حراك الطلبة في الجامعات يظل عنصرًا أساسيًا في تعزيز الوعي حول القضايا الفلسطينية، ويعكس وحدة الجهود المبذولة من قبل العديد من الأفراد الذين يحملون في قلوبهم الأمل في مستقبل أفضل. كما أن هذا الزخم من المتظا‪هرين يعكس نموذجًا جديدًا من النشاط السياسي الذي يسعى لإحداث فرق حقيقي في العالم من حولهم.# تحول في الأصوات: من الخوف إلى الفعل

تاريخيًا، كان العديد من الأشخاص يتجنبون الحديث عن أصولهم، حيث كانت نصائح الأهل تدفعهم للابتعاد عن السياسة والتركيز على مستقبلهم الشخصي. لكن الوضع اليوم شهد تغييرًا ملحوظًا، كما تشير بعض الشهادات، حيث نلاحظ زيادة في عدد المناصرين والناشطين من مختلف الأعراق والإثنيات.

تأصيل الفهم القانوني

لقد كانت البداية صعبة، لكن دراسة القانون ساعدت نردين كثيرًا في فهم القوانين المحلية وكيفية استخدامها للدفاع عن القضية الفلسطينية. وبالتالي، بتنشئتها في هذا البلد وفهمها لثقافته، استطاعت التحرك بشكل أكثر فعالية. ورغم وجود مضايقات ومظاهر تشويه، تعبر عن إيمانها بأن التاريخ سيظل في صفهم.

وفي تعليقها على الدعم المتزايد، قالت نردين: “اليوم لدينا أعضاء يساهمون في التظاهرات، سواء من حيث تنظيم الفعاليات أو في مساعدة المحتجين. الطلاب سيكونون نواة حقيقية للتغيير الاجتماعي.”

توحد الطلبة في قضية فلسطين

شريف محمد، وهو طالب أميركي من أصول مصرية وناشط في جامعة كولومبيا، أكد أن القضية الفلسطينية تجمع الطلبة من مختلف الخلفيات. ويعدّ هذه القضية تحريرًا لهم جميعًا من الفكر العنصري الذي يمثله النظام الأميركي.

وأضاف شريف: “في فريق المفاوضات، لدينا زملاء من أصول سورية وكردية وغيرها، وهذا يساهم في تعزيز التضامن.”

غير أن واضحًا أن حضور العرب والفلسطينيين في التظاهرات لا يزال ضعيفًا مقارنة بحجم الجالية في أمريكا وعدد المتضررين من الحرب الإسرائيلية على غزة.

منظمة الهدف: توعية القضايا الفلسطينية

فاطمة سعدي، أميركية مسلمة من أصول إيرانية ومؤسسة لمنظمة الهدف في ولاية كانساس، شرحت أن هدف المنظمة هو توعية غير العرب والمسلمين بالقضية الفلسطينية وزيادة الوعي حولها. وقد لاحظت المنظمة إقبالًا كبيرًا على الفعاليات بعد الأحداث الأخيرة في غزة.

ومن خلال الأنشطة، انضم بعض المشاركين الجدد إلى الجماعة، مثل داني، الذي أسلم بعد اطلاعه على الحقائق حول فلسطين. حيث قال: “لقد بدأت بالتحدث مع فاطمة حول بعض الكتب حول القضية، وقرأت 60 كتابًا حتى أدركت الحقيقة.”

تحديات مستمرة في العمل الفلسطيني

يتفق معظم من قابلتهم على أن الطريق لا يزال طويلاً أمام النضال الفلسطيني في الولايات المتحدة. ومع الحملات الإعلامية المضادة وتواطؤ بعض المؤسسات مع إسرائيل، تواجه الحركة تحديات كبيرة. لكنهم يرون هذه التحديات ضرورية للتصدي للتحالفات السياسية والعسكرية القائمة، والتي كانت السبب في استمرار الحرب على غزة لمدة عام كامل.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version