عشر خرافات عن إسرائيل: تأليف إيلان بابيه

By العربية الآن

إذا كنت من محبي القراءة والثقافة والتاريخ، قد يهمك كتاب “عشر خرافات عن إسرائيل”.يقدم رؤى حول الواقع الإسرائيلي والفلسطيني ويتناول التاريخ والسياسة والدين والحضارة. يسلط الضوء على الظروف والمشاكل والحلول المتعلقة بالصراع في هذه المنطقة.

عشر خرافات عن إسرائيل

في هذا المقال، سنستعرض معك كتاباً مهماً ومثيراً للجدل، يحمل عنوان “عشر خرافات عن إسرائيل”، وهو من تأليف الأستاذ والناشط السياسي الإسرائيلي إيلان بابيه، وهو أحد “المؤرخين الجدد” الذين يعيدون كتابة تاريخ إنشاء إسرائيل في عام 1948، والطرد أو الفرار المقابل لـ 700 ألف فلسطيني في نفس العام.

يبحث الكاتب في كتابه “عشر خرافات عن إسرائيل”عن أكثر الأفكار جدلاً بشأن أصول وهوية الدولة الإسرائيلية المعاصرة، ويستكشف عشرة أساطير متداولة ومتجذرة في الإعلام والسياسة والمجتمعات الدولية، والتي تعزز الوضع الراهن في المنطقة. ويقوم الكاتب بتفنيد هذه الأساطير بالاستناد إلى الوثائق والشهادات والأبحاث التاريخية، ويكشف عن الحقائق والظروف والدوافع وراءها.

فيما يلي نبذة مختصرة عن عشر خرافات عن إسرائيل التي يتناولها الكاتب في كتابه:

الخرافة الأولى: فلسطين كانت أرضاً فارغة عندما أصدرت بريطانيا وعد بلفور في عام 1917.

هذه الخرافة تستند إلى العبارة الشهيرة “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض”، التي استخدمها الصهاينة لتبرير مشروعهم الاستيطاني في فلسطين. الحقيقة هي أن فلسطين كانت مأهولة بنصف مليون فلسطيني عربي، مقابل عشرات آلاف اليهود الأوروبيين المهاجرين.
وعد بلفور كان جزءًا من السياسة الاستعمارية البريطانية، التي أهملت حقوق السكان الأصليين.
أعطت الصهاينة وعدًا متناقضًا بإقامة وطن قومي يهودي في فلسطين، مع ضمان حقوق المجتمعات الغير يهودية.

الخرافة الثانية: الصهيونية هي حركة تحرير قومية للشعب اليهودي.

هذه الخرافة تعتمد على فكرة العودة إلى أرض الميعاد، حيث يعتبر اليهود شعباً مختاراً من الله. تنفي حقوق ووجود الشعوب الأخرى في المنطقة. الحقيقة هي أن الصهيونية حركة استعمارية وعنصرية.
تسعى إلى توسيع نفوذها وسيطرتها على المنطقة. تستغل التوترات والصراعات بين الدول العربية، وشنت هجمات عدوانية على مصر وسوريا والأردن ولبنان. احتلت سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان والقدس الشرقية.

الخرافة الثالثة: إسرائيل كانت دولة ديمقراطية منذ تأسيسها في عام 1948.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن إسرائيل هي دولة ديمقراطية لجميع مواطنيها، بغض النظر عن دينهم أو عرقهم أو جنسهم. ولكن الحقيقة هي أن إسرائيل هي دولة عنصرية واستعمارية، تميز بين اليهود وغير اليهود، وتمنح اليهود حقوق وامتيازات أكثر من غيرهم، وتحرم الفلسطينيين والعرب من المساواة والمواطنة والحرية. إسرائيل أسست على أساس التطهير العرقي للفلسطينيين، الذين تم طردهم أو قتلهم أو تهجيرهم من أراضيهم، وتم مصادرة ممتلكاتهم ومواردهم، وتم إنشاء دولة يهودية على حسابهم.

الخرافة الرابعة: الفلسطينيون غادروا أرضهم بإرادتهم في عام 1948.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن الفلسطينيين تخلوا عن أرضهم ومنازلهم بإرادتهم في عام 1948، أو بناء على توجيهات من قبل الدول العربية أو القيادات الفلسطينية. ولكن الحقيقة هي أن الفلسطينيين تم طردهم بالقوة والإرهاب من قبل الجيش الإسرائيلي والميليشيات الصهيونية، في عملية تعرف باسم النكبة، أو الكارثة. النكبة كانت جزءاً من خطة دالت، التي انتهجتها الوحدات العسكرية الإسرائيلية في عام 1947، والتي تهدف إلى تطهير فلسطين من سكانها العرب، والاستيلاء على أراضيهم ومدنهم وقراهم. النكبة أدت إلى تشريد نحو 700 ألف فلسطيني، وتدمير أكثر من 400 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكاب العديد من المجازر والانتهاكات ضد المدنيين الفلسطينيين.

الخرافة الخامسة: حرب يونيو 1967 كانت حرباً لا خيار فيها.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن حرب يونيو 1967، أو حرب الأيام الستة، كانت حرباً دفاعية ووجودية لإسرائيل، وأنها كانت مضطرة للدفاع عن نفسها ضد التهديدات والاعتداءات من قبل الدول العربية. ولكن الحقيقة هي أن حرب 1967 كانت حرباً اختيارية وعدوانية من قبل إسرائيل، وأنها كانت تسعى إلى توسيع نفوذها وسيطرتها على المنطقة، وتستغلت التوترات والصراعات بين الدول العربية، وشنت هجوماً مفاجئاً ومدمراً على مصر وسوريا والأردن ولبنان، واحتلت سيناء والضفة الغربية وقطاع غزة وهضبة الجولان والقدس الشرقية. حرب 1967 أدت إلى تغيير جذري في الوضع السياسي والجغرافي والديموغرافي في المنطقة، وفتحت الباب للمزيد من الاحتلال والاستيطان والقمع والمقاومة والعنف والتطرف.

الخرافة السادسة: إسرائيل هي الضحية الوحيدة في الصراع.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن إسرائيل هي الضحية الوحيدة في الصراع، وأنها تعاني من الاضطهاد والملاحقة والهجمات من قبل العرب والمسلمين والفلسطينيين، وأنها تحارب من أجل البقاء والأمن والسلام. ولكن الحقيقة هي أن إسرائيل هي الجانية وليست الضحية في الصراع، وأنها تستخدم الضحية كغطاء لتبرير سياستها العدوانية والاستعمارية والعنصرية. إسرائيل تستند إلى تاريخها المؤلم ومعاناتها من الاضطهاد والملاحقة والهولوكوست، لتحصل على التعاطف والدعم من العالم، ولتلوم العرب والمسلمين والفلسطينيين على كل ما يحدث لها من مشاكل وتحديات. إسرائيل تستخدم الضحية كوسيلة لتبرير انتهاكاتها للقانون الدولي وحقوق الإنسان والشعوب، ولتقوم بالهجمات العسكرية والاغتيالات والاعتقالات والتعذيب والحصار والتجويع والتهويد والتمييز ضد الفلسطينيين والعرب والمسيحيين في المنطقة.

الخرافة السابعة: السلام ممكن من خلال حل الدولتين.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة السلام الممكن بين إسرائيل والفلسطينيين من خلال حل الدولتين. يقترح إقامة دولتين متجاورتين، إحداهما يهودية والأخرى عربية، على أساس خطوط الهدنة في عام 1949. تلك الخطوط تُعرف بخطوط الرابع من يونيو أو خطوط الخضراء.

ولكن الحقيقة هي أن حل الدولتين هو حل غير واقعي وغير عادل وغير مستدام، وأنه لا يحقق السلام والعدالة والمصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. حل الدولتين يتجاهل حق العودة للفلسطينيين اللاجئين، الذين يبلغ عددهم نحو خمسة ملايين فلسطيني، ويعيشون في مخيمات اللجوء في الدول المجاورة أو في الشتات، ويطالبون بالعودة إلى أراضيهم ومنازلهم التي تم طردهم منها في عام 1948.

كما أن حل الدولتين يتجاهل واقع الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي، الذي يسيطر على أكثر من 60% من الضفة الغربية، ويقطعها بالجدار الفاصل والحواجز والطرق والمستوطنات والنقاط العسكرية، ويحاصر قطاع غزة بالحصار البري والبحري والجوي، وينتهك السيادة اللبنانية والسورية على هضبة الجولان وجنوب لبنان. حل الدولتين يتجاهل أيضاً حقيقة أن الفلسطينيين هم شعب واحد، لا يمكن تقسيمهم إلى قسمين متناقضين، وأنهم يريدون العيش في دولة موحدة وسيادية وديمقراطية على كامل أرض فلسطين التاريخية.

الخرافة الثامنة: الانتفاضة الأولى والثانية كانتا عنفاً مجانياً.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن الانتفاضة الأولى والثانية، التي اندلعتا في عامي 1987 و2000، كانتا عنفاً مجانياً وإرهاباً من قبل الفلسطينيين، وأنهما كانتا تهدفان إلى تدمير إسرائيل وقتل اليهود، وليست رداً على العنف والقمع الإسرائيلي. ولكن الحقيقة هي أن الانتفاضة الأولى والثانية كانتا حركتين شعبيتين وسلميتين ومشروعتين، وأنهما كانتا رداً على العنف والقمع الإسرائيلي، وليست سبباً له. الانتفاضة الأولى كانت حركة شعبية واسعة، شارك فيها مختلف شرائح المجتمع الفلسطيني، واستخدمت وسائل الاحتجاج السلمية والمدنية، مثل الإضرابات والمظاهرات والمقاطعات والعصيان المدني، ورفعت شعارات الحرية والاستقلال والحق في تقرير المصير. الانتفاضة الثانية كانت حركة شعبية متنوعة، شارك فيها مختلف القوى والفصائل الفلسطينية، واستخدمت وسائل الاحتجاج المختلفة، مثل الحجارة والزجاجات الحارقة والمقاومة المسلحة، ورفعت شعارات الحرية والكرامة والعودة والتضحية. الانتفاضتين كانتا رداً على فشل مفاوضات السلام والمشاريع السياسية، وعلى استمرار الاحتلال والاستيطان والتهويد والتجويع والقتل والاعتقال والتعذيب والتشريد والتهميش والإهانة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

الخرافة التاسعة: فشل معسكر ديفيد بسبب عدم تعاون الفلسطينيين.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن فشل معسكر ديفيد في عام 2000. عُقد بين الرئيس الأمريكي بيل كلينتون ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود باراك والرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. الفشل لم يكن بسبب عدم تعاون الفلسطينيين، بل بسبب عدم تقديم إسرائيل عرضًا عادلاً.
العرض الإسرائيلي كان يقترح إقامة دولة فلسطينية غير متصلة وغير سيادية وغير قابلة للحياة. كما يحرم اللاجئين الفلسطينيين من حق العودة ويبقي على معظم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
الفلسطينيون رفضوا العرض لعدم تلبيته المطالب الوطنية والشرعية والإنسانية للشعب الفلسطيني. كما أنه لم يكن مبنياً على القانون الدولي والمرجعيات الدولية، ولم يضمن السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

الخرافة العاشرة: الهجمات على غزة كانت رداً على إطلاق الصواريخ من قبل حماس.

هذه الخرافة تستند إلى فكرة أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في السنوات الأخيرة. تُزعم أنها رد على إطلاق الصواريخ من قبل حماس. وتُقدم كوسيلة للدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الخطر.

وَلَكِن الحقيقة هي أن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة كانت هجمات عدوانية ومفرطة ومجحفة. لم تكن رداً على إطلاق الصواريخ من قبل حماس، بل كانت سبباً له.

قطاع غزة يعاني من الحصار الإسرائيلي منذ 2007. الحصار يحرم السكان من الحياة الكريمة والخدمات الأساسية. كما يحرمهم من الموارد الطبيعية والفرص الاقتصادية والتنموية. تلك الظروف تجعلهم يعيشون في مأساة إنسانية.

الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة كانت تستهدف المدنيين والبنية التحتية. كما استهدفت المنشآت الصحية والتعليمية والإعلامية والثقافية والدينية. سببت في مقتل وجرح وتشريد الآلاف من الفلسطينيين. أدت أيضًا إلى تدمير وتهدم وتحطيم الآلاف من المنازل والمباني والمرافق.

إطلاق الصواريخ من قبل حماس كان وسيلة للدفاع عن النفس والمقاومة والتعبير عن الغضب والاحتجاج. كانت هذه الخطوة استجابة للاحتلال والحصار والعدوان الإسرائيلي، وليست هدفًا مباشرًا بل نتيجة للأوضاع.

خاتمة:

في ختام كتاب عشر خرافات عن إسرائيل، يقوم الكاتب بإلقاء نظرة على الخرافات العشر التي تم استعراضها. يؤكد على نفيها وإفشالها من خلال حقائق مدعومة بالأدلة والشواهد التاريخية والوقائع الواقعية.

يتعمق الكاتب في تحليل الأسباب والدوافع والآثار والنتائج الناجمة عن هذه الأساطير. يكشف عن دور الصهيونية والإعلام والسياسة والمجتمعات الدولية في ترويجها وتعزيزها وتأصيلها في الوعي العام والسياسي.

وفي إطار حلوله المقترحة، يقدم الكاتب رؤيته للوصول إلى حل عادل وشامل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. يعتمد على احترام القانون الدولي وحقوق الإنسان والشعوب.

يُسلط الكاتب الضوء على حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم وسيادتهم وعودتهم واستقلالهم. يُؤكد على أهمية احترام التنوع الثقافي والديني والحضاري في المنطقة.

ختامًا، يدعو الكاتب القراء إلى التفكير النقدي والموضوعي والمسؤول حيال الواقع الإسرائيلي والفلسطيني. يشجعهم على التعرف على الحقائق والظروف والمشاكل والحلول المتعلقة بهذا الصراع المعقد. كما يوجه نداءً إلى دعم الشعب الفلسطيني في نضالهم من أجل الحرية والعدالة والسلام.

يُعَدُّ كتاب “عشر خرافات عن إسرائيل” مصدرًا هامًا. يقدم رؤى حول الأفكار المتعلقة بإسرائيل الحديثة ويفكك عشر خرافات متجذرة في الوعي العام والسياسي.

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version