عملاقات السيارات يطمحن إلى إيجاد حلفاء في الصين للمركبات الكهربائية

By العربية الآن



عملاقات السيارات يطمحن إلى إيجاد حلفاء في الصين للمركبات الكهربائية

guangzhou, china - november 17: a byd sea lion 07 electric suv is on display during the auto guangzhou 2023 at china import & export fair pazhou complex on november 17, 2023 in guangzhou, guangdong province of china. (photo by qu jinwei/vcg via getty images)
السيارات الكهربائية الصينية تصبح نجمة صاعدة في سوق السيارات العالمي (غيتي)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>تسعى شركات تصنيع السيارات الأجنبية المعرضة لصعوبات في الصين إلى البحث عن الدعم من عمالقة التكنولوجيا المحليين للحفاظ على تنافسيتها في أضخم سوق للسيارات الكهربائية على الصعيد العالمي، حيث يشهد الطلب ازدياداً على الشاشات الذكية وبرمجيات المساعدة في القيادة وتقنيات الخرائط المتطورة.

وخلال معرض بكين للسيارات الذي أُقيم مؤخراً -والذي يُعد أكبر معرض للسيارات في الصين- أعلنت العديد من الشركات الأجنبية عن شراكات تقنية، مثل اتفاقية التعاون بين نيسان وبايدو، بالإضافة إلى توقيع تويوتا اتفاقية شراكة مع تينسنت.

وتعتبر الشركتان اليابانيتان (نيسان وتويوتا) من بين قلة الشركاتمن بين شركات السيارات الكبرى الكلاسيكية التي كانت تهيمن في وقت سابق على سوق الصين، لكنها تواجه اليوم تحديات في مواجهة جيل جديد من الشركات الناشئة في صناعة السيارات الكهربائية.

نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تو ليه، المدير الإداري لشركة “تحليلات السيارات الصينية” قوله، “إنها شركات تقليدية معروفة، ولكن قدراتها غير متميزة في مجال التكنولوجيا، حاولت الاستثمار في التكنولوجيا الرائدة في صناعة السيارات ولكن هذا لم يحدث بشكل طبيعي”.

أضاف “إنها تجد نفسها مضطرة لتكون أكثر انفتاحًا في مجال التكنولوجيا نظراً للاتجاه الذي يسيّره السوق في الصين والمنافسة القوية التي تواجهها من قبل شركات مثل “شاومي” و”هواوي”، اللتان لديهما خبرة طويلة في تطوير منتجات تقنية متقدمة استهلاكية”.

تتنافس هذه الشركات اليوم بشراسة مع أكثر من 100 علامة تجارية صينية للسيارات الكهربائية، حيث تتنافس جميعها لتوفير أفضل الأسعار وأحدث التقنيات للمستهلكين الأثرياء.

أوضح غريغور سيباستيان، الخبير الرئيسي ومحلل صناعة السيارات الكهربائية في مجموعة روديوم – شركة بحوث مستقلة – أن الشركات الأجنبية عانت نتيجة لهذا التطور.

أضاف “تعرض صانعو السيارات الأجانب في الصين بشكل عام، وخصوصا اليابانيون، لضربة قوية في الفترة الزمنية التي تراوحت بين 12 إلى 18 شهراً الماضية في السوق الصيني”.

وأشار إلى أنهم “فقدوا حصتهم في السوق بسرعة، ويعود ذلك ليس فقط إلى المنافسة الصينية الشرسة من قبل منتجين مثل “بي واي دي”، وإنما أيضًا من مجموعة من الشركات الناشئة في صناعة السيارات الكهربائية”.

نجحت “بي واي دي” – التي حصدت لقب البطل الفوق العادة في القطاع بالصين في السنوات الأخيرة – في تفوق شركة تسلا الأمريكية في الربع الأخير من عام 2023 في مبيعات السيارات الكهربائية عالميا.

حديقة مسوّرة

الشركات العملاقة في صناعة السيارات الأجنبية مطالبة اليوم بإيجاد طرق لتعزيز موقعها في سوق يهيمن عليه مجموعة متزايدة من السيارات ذات تكلفة منخفضة وتقنيات متقدمة.

تعتبر ميزات التكنولوجيا الذكية أحد المتطلبات الجديدة لتحقيق التفوق في سباق السيارات الكهربائية في الصين.

مع تصاعد التنافس الجيوسياسي بين الولايات المتحدة والصين في السنوات الأخيرة، فقد فرضت بكين قيودًا على وصول الشركات الأجنبية إلى المعلومات التي تعد حساسة، مثل المعلومات المتقدمة والبيانات التي تنتجها السيارات المحلية.

من بين الأسباب الرئيسية التي تدفع شركات صناعة السيارات الأجنبية إلى إقامة شراكات مع شركات التكنولوجيا المحلية هو الاستفادة من الابتكارات، هذا ما أكده المديرون التنفيذيون في صناعة السيارات الصينية نتيجة المنافسة الشديدة في القطاع، ولكن السبب الآخر الهام هو الوصول إلى البيانات.

قال دانييل كولار، رئيس قسم السيارات والتنقل في شركة “إنترالينك” الاستشارية، “إننا نواجه موقفًا يشبه حديقة مسوّرة هنا، الصين ترغب في أن يُنظر إليها كأنها تلتزم بالقواعد، تسمح للشركات الأجنبية بالوصول إلى السوق، لكنها في الحقيقة لا تريد التنازل عن الجانب الأمني”، والحل يتمثل في العمل مع شركاء صينيين.

وأشار غريغور سيباستيان، الخبير الرئيسي والمحلل في صناعة السيارات الكهربائية، إلى أنه إذا كنت ترغب في تقديم حلول لرسم الخرائط المتقدمة في الصين، فإنك بحاجة إلى العمل مع شركة محلية، حيث يجب عليك ترخيص بيانات الخرائط الخاصة بها أو الانخراط في مشروع مشترك معها.

عين على المستقبل

أثنت نيسان على الاتفاق مع شركة “بايدو” كونه يسمح لها بتقديم “نظام معلومات حيوية وخدمات مدعومة بالذكاء الاصطناعي للعملاء في الصين وخارجها”.

أعلنت تويوتا أن الاتفاق مع شركة “تينسنت” العملاقة للألعاب بشأن الذكاء الاصطناعي سيساعدها في استغلال طلب المستهلكين الصينيين المتزايد للمزايا الذكية المتقدمة في السيارات التي تبيعها في الصين.

في سياق متصل، بدأت “بايدو” تعاونها مؤخرًا مع العملاق الكوري الجنوبي “هيونداي” للسيارات وشركة “كيا” المنبثقة عنها.

وأكد تو ليه من شركة “تحليلات السيارات الصينية” أن الشركات الصينية تتمتع بالخبرة اللازمة، خصوصًا في المجال الذي يعاني فيه الشركات الأجنبية.

وأضاف “هذا بالإضافة إلى ضعف معظم شركات صناعة السيارات بشكل خاص في مجال التكنولوجيا الرقمية، مما يخلق فرصة مثالية لشركاتنا “بايدو” و”تينسنت” من أجل تحقيق هذه الانتقالات نحو

“ميدان التنقل”.

وأثناء زيارة غير متوقعة لبكين الأسبوع الماضي، التقى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، بكبار المسؤولين الصينيين وحصل على تصريح أمني مهم للسيارات الكهربائية الخاصة بالشركة المصنعة محليا.

وجاء هذا الانجاز في ميدان التنظيم متزامنا مع تقارير تفيد بأن شركة تسلا قد أبرمت عقدا مع شركة التكنولوجيا الصينية الضخمة، بايدو، المتخصصة في الخرائط والتوجيه أثناء التنقل (الملاحة).

وأشار سيباستيان إلى أن الشراكات التكنولوجية تعكس استراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى البقاء في موضع ريادي في السوق الصينية.

وأضاف “نحن نتحدث هنا عن السنوات المقبلة الـ15 وليس عن الفترات الزمنية القصيرة، وإذا استمرت العلاقات السياسية مع الصين بالاستقرار ولم تتراجع، فقد تستطيع (الشركات الأجنبية) الاستفادة من خدمات بايدو أو تينسنت في إطار منتجات الجيل القادم في ثلاثينيات القرن الحالي”.

وأكد تو ليه على أن إمكانيات الذكاء الاصطناعي في السيارات الذكية يمكن أن تكون ضخمة.

وأوضح “تخيل أن النظام المستقل في السيارة يمتلك القدرة على الوصول إلى جميع بياناتك السابقة وبيانات رحلاتك وقياداتك وعادات شراءك وتفضيلاتك، يمكن لهذا أن يفتح أبوابا لتحقيق دخل منك بناء على عاداتك ومعلوماتك كل بضع دقائق”.

المصدر : الفرنسية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version