عوائق ترفع من احتمالية حدوث الوفاة المبكرة

By العربية الآن



عوائق ترفع من احتمالية حدوث الوفاة المبكرة

الأرق ومشاكل النوم
عدم كفاية ساعات النوم تؤثر في صحة القلب (شترستوك)

على الرغم من أن تبني السلوكيات الصحية يمكن أن يعزز صحتنا وجودتنا للحياة، فإن تبني عقلية سلبية قد تقصر من أعمارنا. وقد يتضمن ذلك التدخين وتعاطي الكحول بكميات كبيرة وتجاهل فوائد ممارسة الاسترخاء التي تقلل من التوتر كأبرز السلوكيات السلبية التي تخطر على بالنا، ولكن الأنشطة الروتينية اليومية الأخرى التي قد تبدو بريئة جدًا قد تسبب لك أذى أكبر لصحتك مما تعتقد.

وفي تقرير نشره موقع “هيلث دايجست” الأمريكي، أشارت الكاتبة إيرين ماري إلى أنه تم توثيق المخاطر الصحية المهددة للحياة المرتبطة بقلة ساعات النوم، لذا فمن الطبيعي أن نعتبر كم المدة الأمثل للنوم كي يعمل الجسم بشكل أفضل.

غير أن نتائج دراسة نُشرت في مجلة القلب الأوروبية عام 2018 أظهرت أن الحصول على أكثر من 8 ساعات من النوم يوميًا كان مرتبطًا بزيادة في احتمالات الوفاة والإصابة بأمراض القلب، بما في ذلك النوبات القلبية الغير قاتلة والسكتات الدماغية وقصور القلب.

ووفقًا للكاتبة، أظهرت الدراسة أن الأفراد الذين ييقضون وقتًا أطول من 6 ساعات في النوم في الليل، ومع ذلك، يقعون تحت مخاطر هذه النتائج الضارة بسبب أخذهم قيلولة أثناء النهار. أظهرت الدراسات أن فترة النوم الأمثل التي تقلل من المخاطر الصحية تتراوح بين 6 و 8 ساعات. ولكن ليس فقط عدم النوم الكافي هو العامل المرتبط بالأضرار الصحية، فهناك عادات أخرى متعلقة بالنوم التي يمكن أن تقصر من عمرنا.

وجدت دراسات طبية أن صحة القلب قد تتأثر بعدد ساعات النوم (غيتي)

لا يمكنك الالتزام بجدول نوم ثابت

وفقًا للكاتبة، أظهرت دراسة نُشرت في عام 2023 في مجلة “سليب” أن عدم الالتزام بأوقات النوم والاستيقاظ الثابتة قد يكون مؤشرًا أقوى على خطر الوفاة المبكرة. وكشفت بيانات الصحة من بنك المملكة المتحدة للبيولوجيا أن عدم انتظام النوم كان مرتبطًا بزيادة خطر الوفاة بأي سبب، بالإضافة إلى زيادة خطر الوفاة بسبب السرطان وأمراض القلب والأيض.

وأظهرت الدراسة أيضًا أن تحقيق أوقات نوم منتظمة قد يُقلِل من خطر الوفاة بنسبة تتراوح بين 20% و48%، ويُقلِل من خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 16% إلى 39%، ويُقلِل من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأيض بنسبة تتراوح بين 22% و57% مقارنة بالأشخاص الذين لديهم نمط نوم غير منتظم. وأكدت الدراسة أيضًا أن انتظام النوم يمكن أن يكون أكثر أهمية حتى من مدة النوم ذاتها.

ومع ذلك، قد يكون من الصعب على البعض الحفاظ على أوقات نوم منتظمة بسبب جداول أعمالهم، مثل العاملين في نوبات الليل الذين يواجهون صعوبة في توازن جدول أوقاتهم اليومية. وأصدرت مؤسسة النوم الوطنية بيانًا في عام 2023 تم نشره في مجلة “سليب هيلث” يؤكد على أهمية انتظام مواعيد النوم، وأوضح أيضًا كيف أن تقييد أنفسنا بساعة إلى ساعتين من النوم التعويضي في أيام الاستراحة يمكن أن يكون مفيدًا لصحتنا.

قضاء أغلب اليوم جالسين

أفادت الكاتبة بأنه وفقاً لبحث أجري عام 2018 ونُشر في مجلة جمعية القلب الأميركية، فإن أكثر من 80% من الوظائف في الولايات المتحدة تتطلب الجلوس لأغلب النهار. ونتيجة لذلك، تُظهر الدراسات أن هؤلاء الأفراد أكثر عرضة للوفاة المبكرة لأسباب قلبية وأوعية دموية وأيضية.

عادة الجلوس لفترات طويلة تعرض صحة الإنسان لمخاطر صحية (وكالة الأنباء الألمانية)

وفي دراسة أخرى نُشرت عام 2024 في مجلة جمعية القلب الأميركية، أظهرت أن كلما زاد إجمالي الوقت الذي يمضيه النساء كبار السن في الجلوس، زاد خطر الوفاة بأي سبب والوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وتحديدًا، كانت النساء اللاتي يقضين وقتاً يزيد عن 11.6 ساعة يوميًا في الجلوس معرضات أكثر للوفاة بنسبة 57% وللإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 78% مقارنة بالنساء اللاتي يجلسن لأقل من 9.3 ساعات يوميًا.

التسويف

أشارت الكاتبة إلى أن الأشخاص الذين يؤجلون أعمالهم من اليوم إلى الغد قد يواجهون مشكلات صحية أكثر من أولئك الذين يقومون بتنفيذها على الفور. وفي دراسة نُشرت في عام 2023، قام الباحثون بدراسة تأثيرات التسويف الصحية على أكثر من 3500 طالب جامعي في السويد؛ حيث رصد الفريق تطورات الطلاب بعد 9 أشهر من تقييمهم الأولي لمدى تسويفهم الذي أبلغوا عنه بأنفسهم.

أظهرت الدراسة أن التسويف يرتبط بنتائج صحية سلبية مختلفة وعادات حياة غير صحية، مثل سوء جودة النوم وقلة النشاط البدني. وكما ذُكر سابقاً، يمكن أن يزيد كل من هذين العاملين من خطر الوفاة المبكرة.

وفي دراسة سابقة نُشرت في عام 2015 في مجلة الطب السلوكي، وجد الباحثون أيضاً أن درجات التسويف تعد واحدة من العوامل التي تؤثر سلباً على ارتفاع ضغط الدم وزيادة فرص الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

عند مقارنتهم بالأفراد الأصحاء، كان المشاركون الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية ويُميلون إلى التسويف أكثر عرضة لتفاقم هذه المشاكل الصحية. وعلى الرغم من عدم وجود صلة واضحة بين عادة تأجيل الأعمال المنزلية أو الواجبات المدرسية والوفاة، إلا أننا ندرك الآن أن هذه العادة قد تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

الغرائز البشرية

بالنظر إلى بعض الأفراد، قد يظنون أن صوت “الطقطقة” الذي يأتي مع فرقعة مفاصلك مسليًا جدًا. وفي حين يتم مناقشة جذور هذا الصوت المرتبط بفرقعة المفاصل داخل المجتمع الطبي، يذكر الخبراء أنه قد يكون ناتجًا عن فقاعات هوائية، أو انهيار الفراغات في سائل التشحيم في المفصل، أو التمدد السريع للأربطة.

التوتر الزائد في العنق قد يؤدي إلى تمزقات في الشرايين، مما يؤدي إلى تقليل تدفق الدم إلى المخ وزيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (شترستوك)

قد يحمل صوت طقطقة الرقبة بعض المخاطر الفريدة نظرًا لوجود الشرايين الفقرية التي تنقل الدم إلى المخ. وفي حين أن هذا الأمر نادر الحدوث، إلا أن الإفراط في توتير العنق يمكن أن يؤدي إلى تمزقات في هذه الشرايين، مما يسبب انقباضًا في تدفق الدم إلى المخ ويزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.

ونقلت الكاتبة عن كريستين روف، أستاذة طب السكتة الدماغية في جامعة كيلي، تصريحها لمجلة نيوزويك “في حال حدوث السكتة الدماغية، قد تكون الحياة في خطر أو قد يتبقى الشخص معاقًا بدائمًا، مع مشاكل في البصر والحركة والنطق والبلع”.

انظرة سوداء للحياة

وعلى الرغم من أن الدراسات أظهرت نتائج متنوعة، إلا أن النظرة المتشائمة للحياة يمكن أن تُقصر عمرنا. وفي بحث نُشر في عام 2016 في مجلة “بي إم سي بابليك هيلث”، استكشف الباحثون العلاقة بين التفاؤل والتشاؤم واحتمالية الإصابة بأمراض القلب. وجد الباحثون أن معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب كانت أعلى بين الرجال والنساء في منتصف العمر وكبار السن الذين كانوا متشائمين.

تلك الفئة التي حققت تقديرات أفضل في فحص الاحباط فعليًا.

وذكرت فريق البحث أنّنا جميعنا مزودون بصفات تفاؤلية ومتشائمة، بدلاً من الانتماء إلى تصنيف واحد فقط. بحسب دراسة نشرت في العام 2020 في مجلة “ساينتيفيك ريبورتس”، أسفرت عن نتائج مشابهة. تم اكتشاف أنّ الاحباط يزيد من مخاطر الوفاة بأي سبب وكذلك خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية لدى المشاركين الذين تجاوزت أعمارهم الخمسين سنة في أستراليا، وقد لم يكن للتفاؤل تأثير كبير.

وأشارت دراسة سابقة نُشرت في العام 2013 في مجلة “سايكولوجي آند أيجينغ” إلى أنّ تبني استنتاجات أكثر تشاؤمًا عن المستقبل كشخص بالغ يمكن أن يُقلل من مخاطر الوفاة بالمقابل. افترض الباحثون أنّ اعتماد رؤيةٍ أكثر واقعية للحياة من الممكن أن يزيد من اتخاذ القرارات التي تراعي الصحة، مثل تحديد جدول زمني للنوم، ومكافحة التسويف، وربما مقاومة رغبة تصفيف الرقبة.

المصدر : مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version