انطباعات عائد إلى أفغانستان
بين خريفين
تفصل ثلاثون عامًا بين زيارة الكاتب الأولى لأفغانستان في عام 1995 وزيارته الحالية. في الفترتين، كانت أفغانستان تحت حكم حركة طالبان، حيث كانت الزيارة الأولى في خريف 1995، بينما الثانية تأتي بعد عودتها إلى السلطة في 2021.
الزيارة الأولى انطلقت من كويتا في باكستان ثم إلى مدينة قندهار، بينما كان دخول أفغانستان يتم دون الحاجة إلى تأشيرة بسبب تاريخ الحركة خارج الحكم الرسمي. أما اليوم، فقد تطلب الحصول على تأشيرة مسبقة.
التأشيرة الحالية تحمل فقط كلمة “أفغانستان”، دون ذكر الأسماء الرسمية السابقة للدولة.
هنا كابل
وصلت إلى كابل بعد رحلة تضمّنت الترانزيت في دبي. في المطار، كان يتواجد مجموعة متنوعة من الركاب، بينهم أفغان عائدون من دول مختلفة، مما يعكس التنوع في الخلفيات الثقافية والاجتماعية.
### لحظة الوصول إلى كابل
هبطت الطائرة في مطار كابل صباحا، وسارع معظم الركاب إلى الوقوف فور الهبوط، مما جعلهم يحاولون التقاط حقائبهم من الأرفف قبل أن يفتح باب الطائرة. تستمر هذه الحالة قرابة 10 دقائق حتى فتح باب الطائرة، ليسارع الركاب بالخروج.
إجراءات الدخول إلى البلاد
انتقل المسافرون عبر أنبوب قديم إلى صالة الوصول الوحيدة في المطار. يغادر الأفغان فور ختم الوصول، بينما يتطلب من الأجانب ملء استمارات باللغة الإنجليزية والفارسية، تحتوي على معلوماتهم الشخصية والغرض من زيارتهم ثم الحصول على ختم الدخول.
تعطل التكنولوجيا
أصابتني الفوضى عندما وجدت هاتفي معطلاً تمامًا، ووجدت بعض التقدير من رجال الأمن الذين تغاضوا عن تسجيل البيانات المطلوبة. كانوا يستقبلون الزوار بابتسامات تخفي حزنهم، وبدا أنهم متعاونون في تقديم المساعدة دون تذمر أو نظرات ريبة.
إجراءات ختم الدخول
بمجرد الانتهاء من ملء الاستمارة، يتجه الأجانب إلى قسم ختم الدخول، حيث تقوم سيدات أفغانيات محجبات، يتحدثن الإنجليزية بطلاقة، بتسجيل بصمات العين ثم يختمون جواز السفر. وعند الوصول إلى قسم تفتيش الحقائب، طلب مني الموظف بابتسامة إغلاق حقيبتي ليتم إخراجي من المطار بسرعة.
الانتقال إلى المدينة
عندما أدركت غياب من كان ينتظرني بسبب تأخير الطائرة، وجدت نفسي وحيدًا في بلد غريب. لكنني لجأت إلى سائق أجرة، رغم صعوبة التواصل باللغة، إلا أنه حاول مساعدتي للوصول إلى مكتب الجزيرة دون أن يحاول استغلال الموقف.
كابل: مدينة تنبض بالحياة
تستيقظ كابل مبكرًا وتنام مبكرًا، فليست هناك حياة ليلية. أسواقها مشغولة طوال اليوم، وشوارعها مزدحمة بالسيارات الآتية من مختلف الولايات، معظمها قديم، وبعضها غير مرخص. ورغم الفقر المنتشر، يبدو أن المدينة نظيفة وخالية من المتسولين.
المساجد والتفتيش الأمني
تكتظ المساجد بالمصلين الذين يخضعون لتفتيش سريع من رجال الشرطة عند دخولهم. وفي صلاة الجمعة، تغلق الشوارع المحيطة بالمساجد أمام حركة السيارات، مما يبرز التواجد الأمني للشرطة.
أسئلة حول الحكومة الحالية
تثير الزيارة الكثير من الأسئلة حول كيفية إدارة حكومة طالبان للبلاد، ومدى تأثير حكمهم الجديد بعد ثلاثة سنوات من عودتهم. تتعلق بعض تلك الأسئلة بأحوال الناس ومجالات التعليم والأمن والعلاقات الخارجية.
الخاتمة
محاولة الإجابة عن هذه الأسئلة تحتاج إلى تقارير وتحليلات عميقة، وليس مجرد انطباعات سطحية، فالتحديات التي تواجهها الحكومة الأفغانية الحالية تتعلق بمصير الشعب.