عودة سوريي أوروبا: هل هي حتمية بعد زوال الأسد وانتصار الثورة؟

By العربية الآن


هل عودة سوريي أوروبا حتمية بعد سقوط الأسد وانتصار الثورة؟

عودة سوريي أوروبا هل هي حتمية بعد زوال الأسد وانتصار عودة سوريي أوروبا عودة سوريي أوروبا
سوريون يحتفلون بسقوط نظام الأسد في ألمانيا (الأناضول)

<

div class=”wysiwyg wysiwyg–all-content css-1vkfgk0″ aria-live=”polite” aria-atomic=”true”>
منذ بداية الثورة السورية في مارس/آذار 2011، واجهت البلاد أحداثاً مؤلمة تحولّت إلى حرب دامية، وتم تهجير أكثر من 13 مليون سوري، سواء داخلياً أو عبر الهجرة إلى دول الجوار وبقية دول العالم، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة.

كانت الدول الأوروبية ذات النصيب الأكبر من الاستقبال، حيث تركز قسم كبير من اللاجئين السوريين في ألمانيا، التي قدر عدد اللاجئين فيها بنحو 974 ألف لاجئ حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول 2024 وفقاً لوزارة الداخلية الاتحادية في برلين. بينما تحتوي هولندا على حوالي 65 ألف و600 سوري، والنمسا 97 ألف و900، واليونان نحو 50 ألف و700 لاجئ سوري كما تشير إحصاءات المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

عوامل تحديد الوجهة

تتعدد العوامل التي تؤثر على اختيارات ورغبات السوريين في الدول الأوروبية، من أبرزها:
– الجانب الاجتماعي ورغبة الالتحاق بالعائلات، للحفاظ على الروابط الأسرية.
– سرعة الإجراءات القانونية المتعلقة باللجوء والإقامة والجنسية.

https://www.youtube.com/watch?v=H5xGk61TCBw

فرحة الانتصار

لقد كانت فرحة السوريين في أوروبا مشابهة لسعادة أبناء وطنهم في ساحة الأمويين في دمشق، حيث شهدت العواصم الأوروبية تجمعات للاحتفال بسقوط نظام الأسد وانتصار الثورة.

تشكلت مجموعة كبيرة من التأثيرات على واقع ومستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا مع هذه التطورات، خاصة في ظل سعي الحكومة الجديدة في سوريا إلى تحقيق الاستقرار والأمن، وهي الأوضاع التي دفعت السوريين للهجرة.

أدى سقوط نظام بشار الأسد إلى ترحيب رسمي من قبل الدول الأوروبية، حيث دُعي إلى بناء سوريا الجديدة لتكون دولة لجميع السوريين، مما دفع بدوره إلى زيارة العديد من المسؤولين الأوروبيين إلى دمشق.

وبعد سقوط النظام، قامت بعض الدول الأوروبية بتعليق قرارات منح الإقامة للاجئين السوريين، مثل ألمانيا والنمسا والنرويج وإيطاليا وهولندا وبريطانيا. وذكرت وزارة الداخلية البريطانية أنها أوقفت مؤقتاً النظر في طلبات اللجوء للسوريين.

أصبح موضوع العودة إلى سوريا حديث الساعة بين اللاجئين السوريين في أوروبا، سواء تلك الزيارات الطوعية أو الضغوط التي قد تفرض عليهم للعودة، وهو ما يثير قلقا وترقبا بينهم.

فتاة سورية تحتفل بسقوط نظام الأسد وقد ولدت وكبرت خارج وطنها (الأناضول)

أصداء التأثيرات

أعرب السوري رضوان عوض الحسين (44 عاماً) من القنيطرة، والذي يحمل الجنسية الهولندية، عن شعوره بالفخر والانتظار بعد سقوط الأسد وتأثيره المحتمل على قرارات اللجوء الأوروبية. وأضاف…كثير من السوريين يتطلعون للعودة إلى وطنهم، لكن الحرب الدائرة في البلاد قد دمرت منازلهم وأفقدتهم مصادر رزقهم. إضافةً إلى ذلك، استدان الكثير منهم مبالغ مالية كبيرة للهجرة، في حين أن الوضع الأمني والاقتصادي لا يزال متأزمًا.

دعوات الانتظار لتحسين الأوضاع

يرى الحسين أن الحكومات الأوروبية يجب أن تنتظر سنتين على الأقل قبل البدء في إعادة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، حتى تتحسن الأوضاع السياسية والأمنية في سوريا.

وفقًا لماغنوس برونر، المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة واللجوء، فإن الإعادة القسرية للسوريين في الوقت الراهن “غير ممكنة”، وذلك بعد إعلان النمسا عن نيتها القيام بذلك. وأكد أن المناقشات مع وزراء الداخلية في بروكسل تشير إلى أن هذه الخطوة ستكون سابقة لأوانها، وأن العودة الطوعية قد تكون الخيار الأفضل للسوريين في حال تحسنت الأوضاع.

أثر المنظومة القانونية الأوروبية

تشير البيانات الأوروبية إلى أن آلاف طلبات اللجوء للسوريين لا تزال معلقة، بسبب التشديدات الجديدة في ملف اللجوء ونتيجة التطورات الحاصلة في سوريا. ومن الملاحظ أن صعود أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا جعلها أكثر تشددًا، حيث قررت وزيرة الهجرة مارولين فابر فرض قوانين جديدة تشمل إلغاء تصريح الإقامة الدائمة والتشديد على لم الشمل العائلي.

من المحتمل أن يؤثر سقوط نظام الأسد بشكل مباشر على مستقبل اللاجئين السوريين في أوروبا، وهذا التأثير يختلف حسب الوضع القانوني لكل مجموعة.

الشريحة الأولى: القادمين الجدد

تشمل هذه الفئة القادمين حديثًا إلى أوروبا واللاجئين المحتاجين للانتظار للبت في طلباتهم. يتعرض أفراد هذه الشريحة لأكبر المخاطر السلبية من سقوط الأسد، إذ قد يتعرضون لضرر نفسي ومادي نتيجة تقليص طلباتهم.

أحد هؤلاء، خالد حسن، فلسطيني من مواليد سوريا، قال إنه جاء إلى ألمانيا قبل تسعة أشهر ولا يزال ينتظر الموافقة على طلب لجوئه. وأشار إلى أنه فقد كل شيء في سوريا وليست لديه ظروف للعيش هناك، مطالبًا الحكومة الألمانية بإعادة النظر في قراراتها.

الشريحة الثانية: حملة الإقامات والجنسية

تشمل هذه الشريحة من لديهم إقامات مؤقتة أو دائمة أو الجنسية الأوروبية. تتباين الفرص المتاحة لهم حيث يعتبر حملة الجنسية الأوروبية الأكثر أمانًا، إذ يمكنهم البقاء أو العودة طواعية إذا اقتضت الحاجة.

المحامي خالد الشولي، الذي يدير مؤسسة “العدالة الواحدة” في فرنسا، أوضح أن الحصول على الجنسية الأوروبية يعد حقًا مكتسبًا، وليس مجرد إجراء إداري.

الرغبة في العودة

السؤال المطروح بكثرة هو هل يرغب السوريون بالعودة؟ الإجابة تتأثر بالتحولات السياسية والأمنية في سوريا والموقف الأوروبي من قضية اللاجئين.

بينما تتصارع بعض الفئات مع آثار القوانين الأوروبية الجديدة، فإنها تفتقر لخيارات حقيقية فيما يتعلق بالعودة. ذلك، يحتاج مهجرو سوريا في أوروبا إلى تقييم جميع هذه العوامل قبل أن يتخذوا قرارهم.

العودة: طوعية أم قسرية؟

تثير الشكوك حول ما إذا كانت العودة ستكون طوعية أو قسرية في ضوء الظروف الحالية، وتبقى هذه القضية مفتوحة للنقاش.### عودة اللاجئين السوريين في الدانمارك: حوافز مالية وحقوق إنسان

تطرح الحكومة الدانماركية حوافز مالية للاجئين السوريين لتحفيزهم على العودة الطوعية إلى بلادهم، حيث سيُقدم مبلغ 27 ألف يورو للبالغين و6700 يورو للأطفال. ووفقاً لموقع “مهاجر نيوز”، فإن نحو 600 سوري قد عادوا طوعاً إلى وطنهم منذ عام 2019.

تشجيع العودة ودوافعها

وزير الاندماج الدانماركي كاره ديبفاد بيك ذكر أن التطورات في سوريا قد تشجع المزيد من السوريين على العودة إلى بلادهم. وأشار إلى أن تكاليف تقديم هذه الأموال أقل بكثير من التكلفة المرتبطة بالمساعدات الاجتماعية الطويلة الأمد وبرامج الاندماج التي يحتاجها اللاجئون في الدانمارك.

حقوق اللاجئين والعودة الطوعية

المحامي الشولي أوضح أن العودة الطوعية والسحب من حق اللجوء تُعتبر حقوقاً شخصية. وفي حال استمر الخطر على الحياة، لا يمكن للدولة سحب حق اللجوء دون مواجهة الطعون القانونية.

تأثير العودة على الدعم الاقتصادي

على مدار سنوات النزاع، كان للاجئين السوريين في أوروبا دور بارز في دعم الشعب السوري من خلال تحويلاتهم المالية ومساهماتهم في الحملات الإنسانية. عودتهم إلى سوريا قد تؤثر على هذا الدعم، وقد يكون لها عواقب في قضايا حقوق الإنسان والمفقودين.

الفرص المستقبلية: بناء سوريا الجديدة

من جهة أخرى، تشكل عودة السوريين فرصة لبناء سوريا الجديدة، خاصة بفضل المهارات والخبرات التي اكتسبوها في الخارج. إحدى المبادرات البارزة هي “سوريا نحو الثورة الرقمية”، التي تهدف إلى الاستفادة من التكنولوجيا لدعم إعادة إعمار سوريا.

يقول مهندس البرمجيات أحمد منصور، أحد القائمين على المبادرة، إن الهدف هو بناء مجتمع سوري تقني متطور يشمل الكفاءات من داخل سوريا وخارجها، وتركيز الجهود على تعزيز الابتكار وتطوير الشباب ليكونوا قادة في المستقبل.

المصدر: الجزيرة

رابط المصدر

أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version