عُمر الصبّين الفظيع.. 6 مراحل لتتجاوزي هذه الفترة بسلام

By العربية الآن



عُمر الصبّين الفظيع.. 6 مراحل لتتجاوزي هذه الفترة بسلام

3 copy 54
هذه الفترة تتميز بزيادة النشاط الجسدي، وزيادة التعبير عن المشاعر، وتقلبات المزاج (بيكسلز)
يستمتع الآباء والأمهات برؤية أطفالهم وهم يكبرون أمام أعينهم ويكتسبون المهارات الكافية لكي تبدأ شخصياتهم المستقلة في التبلّور. ومع ذلك، قد تكون هذه الفترات الانتقالية مثل كابوس على الوالدين، إذ عادة ما يشعر الطفل مع دخوله في عُمر الصبّين تقريبا بالارتباك من الأوامر واتخاذ القرارات، فيبدأ الدخول في نوبات عنيفة من الغضب والاستياء.

هذه التغيرات السلوكية يُعرّفها علم التربية والطفولة بـ”مرحلة الصبّين الفظيعة”.

ما مرحلة عُمر الصبّين الفظيع؟

يُشير مصطلح “فترة الصبا الرهيبة” إلى فترة طبيعيّة في نمو الصّغار، حيث يبدأ الانتقال ببطء من الاعتماد على الكبار إلى الرغبة في الاستقلال والتعبير عن الذات.

السلوك النموذجي لتلك الفترة يبدأ بشكلٍ شائع عندما يبلغ الطفل حوالي 18 شهراً، ويمكن له أن يستمر حتى عمر 4 سنوات (شترستوك)

وفقاً للأكاديمية الأميركيّة لطب الأوْلاد، فإن تلك الفترة تتميز بزيادة الحركة البدنيّة، والتعبير عن المشاعر، وتقلّبات المزاج، ونوبات الغضب.

ورغم توقع الأهل لحدوث تلك التغييرات عند بلوغ أطفالهم عمر السّنة الثانية، إلا أن السلوك النموذجي لهذه الفترة يبدأ عادةً عندما يكون الطفل حوالي 18 شهراً، ويمكن أن يستمر حتى عمر 4 سنوات.

سبب حدوثها؟

نظراً لتطوّر الرغبات الجديدة في الاستقلالية والتعبير عن الذات في الوقت الذي يكون فيه نمو الطفل العاطفي والعقلي غير مكتمل، وتتزامن مع تحوُّلات جديدة، جسدية وسلوكية، مثل تكوين الكلام والمشي وامتلاك الرأي واختبار مختلف مشاعره، قد يؤدي كل هذا إلى الإحباط لدى الطفل، ويدفعه لسلوكيات مليئة بالغضب والعصيان.

كما أن الطفل يُدخل تلك المرحلة، لأن مهاراته اللغوية والجسدية والعاطفية ليست متقدمة بما يكفي، قد يشعر بالاحباط بسهولة عندما يفشل في التواصل على نحو كافٍ أو عند أداء أي مهمة. ومن الأمثلة على ذلك:

  • عندما لا يمتلك الطفل المهارات اللغوية للإيضاح بوضوح ما يريد.
  • عدم حصوله على الصبر الكافي لانتظار دوره أو فهم بعض الوضعيات.
  • المبالغة في تقدير تنسيق اليد والعين لديه، ما يمنعه مثلاً من صبّ السوائل لنفسه أو التقاط الكرة، على الرغم من رغبته الشديدة في ذلك.

متى تعرفين أن طفلك بدأ تلك المرحلة؟

المظاهر البارزة في ذلك المرحلة تكون بالتأكيد سلوك الطفل. بسبب ارتفاع توتر الأطفال بطبيعتهم، يمكن مشاهدة ما يلي على الأغلب:

1- زيادة في نوبات الجنون: تتعدد نوبات الغضب من التذمر البسيط إلى الانهيارات العنيفة. بالاضافة إلى البكاء خلال هذه النوبات، يمكن لطفلك في سن الجنتين الرهيبة اللجوء إلى العنف الجسدي مثل الضرب والركل والعض وحتى رمي الاشياء.

2- التمرد والمقاومة: يتعلم طفلك مهارات وقدرات جديدة يوميا. من الطبيعي أن يرغب في اختبار هذه المهارات والقدرات. يمكن أن يؤدي ذلك إلى معارضته لأشياء كان يوافق عليها في السابق مثل الامساك بيده لعبور الشارع أو المساعدة في ارتداء ملابسه.

مع زيادة استقلالية طفلك، يمكن أن يبدأ في الاصرار على القيام بالمزيد من الأشياء لوحده، سواء كان قادرا جسديًا على انجاز المهمة أم لا. يمكن أيضًا ان يقرر فجأة أنه يريد المساعدة في فعل أمور يتقنها بالفعل.

3- تقلب المزاج: في لحظة قد يكون طفلك سعيدًا وفي اللحظة التالية يمكن أن يبكي ويصرخ ويشعر بالتعاسة. كل ذلك نتيجة للإحباط الناتج عن رغبته في فعل الأشياء بمفرده دون امتلاك المهارات الكافية لفهمها أو التفاوض بشأنها.

طرق التعامل المثالية مع صغيرك

يعشق الأطفال الصغار الإستطاعة على التوقعات، لأن هذا يجعلهم يشعرون بالطمأنينة. لذا، جَرِّبي أن ترسِّخي نظاماً منتظماً لتناول الطعام واللعب والنوم.

2- تجنبي الإرهاق والجوع

من الممكن أن نكون جميعا متضايقين عندما نشعر بالتعب أو الجوع الشديد. لذا، كوني دائما جاهزة بوجبات خفيفة صحية لتجنب الجوع الشديد، وحاولي عدم القيام بالمهام والمواعيد خارج المنزل قبل وقت القيلولة.

3- عرضي لطفلك خيارات

على سبيل المثال، دعيه يختار بين تناول الفواكه والساندويتشات في الفطور، أو بين ارتداء القميص الأحمر أو الرمادي. كلما زادت قدرته على اتخاذ القرارات بشأن الأمور الصغيرة، قل انزعاجه.

فقط اشرحي له أنه ليس لديه خيار عندما يتعلق بالسلامة، لذا، مثلًا، مكان الجلوس في السيارة ليس اختياريًا – ولكن الكتاب الذي يريد اصطحابه معه في السيارة هو اختياري.

يجب عليك التأكد من وجود خيارات متعددة يمكنها تشتيت طفلك عن الانجراف نحو نوبات من الخضوع العصبي، على سبيل المثال يمكن للعبته المفضلة أو المشاركة في نشاط محبب، مثل “الاستغماية” (الغميضة) أو حتى الاشتراك معك في المطبخ، أن تخلق فجوة كبيرة في مزاجه العام.

نوبات الغضب جزء من سلوك الأطفال الصغار الطبيعي حتى بلوغ سن 4 أو 5 سنوات (شترستوك)

5- اختاري معاركك

قد يُصنع قرار بعدم الموافقة على كل طلب مقدم كي لا يظن طفلك أن صوته غير مسموع، لذلك خضي بالاستسلام أحيانًا، في حُدود العقل. لكن لا تفقدي السيطرة في وجود نوبة الغضب، ولكن انتظري حتى يستقر.

6- الثناء على سلوكه الحميد

اكتشفي عبقرية طفلك حينما يتصرف بشكل رائع، وامده بالمكافأة لهذا التصرف، قولي “شكراً لك على طلبك الجميل واستخدام كلماتك بدلاً من البكاء والصياح” أو “لقد كنت صبوراً للغاية عند انتظارنا في الصف. شكراً لك. الآن نستطيع الذهاب للعب”، لأن ذلك سيساهم في تعليمه التصرفات الصحيحة ومساعدته تدريجياً في إدارة مشاعره والتعبير عن نفسه بوضوح.

هل يعاني صغيرك مشاكل سلوكية؟

بالرغم من أن نوبات الغضب تُعتبر جزءً من سلوك الأطفال الطبيعيين حتى سن 4 أو 5 سنوات، يجب عليك استشارة طبيب الأطفال المتخصص إذا كانت تلك النوبات شديدة للغاية، أو امتدت لمدة 15 دقيقة أو أكثر، أو شملت إيذاء الطفل لنفسه أو للآخرين، من أجل التأكد من عدم وجود مشاكل سلوكية تُشكل خطرًا.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية



أضف تعليق

For security, use of Google's reCAPTCHA service is required which is subject to the Google Privacy Policy and Terms of Use.

Exit mobile version