CNN
قتل ما لا يقل عن 200 شخص في الغارات الجوية الإسرائيلية على شمال غزة يوم السبت، حسبما أفادت السلطات الصحية المحلية، فيما أعلنت الأمم المتحدة عن توقف مساعداتها عبر المعبر الرئيسي للقطاع بعد سرقة المزيد من شاحناتها.
تدهور الوضع الإنساني
تسلط هذه التطورات الضوء على تدهور الوضع الإنساني في القطاع، حيث لقي عشرات الآلاف حتفهم جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية، وتواجه أعداد كبيرة من المدنيين خطر المجاعة. يوم الجمعة، توفي طفلان وامرأة أسفل كومة من الأنقاض أثناء محاولتهم شراء الطعام من مخبز في وسط غزة.
استمرار الضغوط العسكرية
تأتي هذه الغارات القاتلة في وقت تشهد فيه المنطقة هدنة هشة بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن ذلك سيسمح لقواته بتركيز جهودها على غزة.
في حديثه إلى CNN يوم الأحد، قال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان، إن خمس بنايات كانت تأوي أكثر من 200 شخص تعرضت للهجوم في منطقتي تل الزعتر وبيت لاهيا في شمال غزة.
قال الدكتور أبو صفية: “كانوا يطلبون المساعدة، وأي شخص حاول المساعدة تعرض للقصف. للأسف، اختفت صرخات المساعدة؛ لقد قُتلوا.” كما أضاف أن الغارة على تل الزعتر أسفرت عن وجود أكثر من 100 شخص تحت الأنقاض، وتم إنقاذ شخص واحد فقط.
“وأصبح هذا المشهد يوماً بعد يوم، ولا أحد يتحمل المسؤولية؛ لا أحد قادر على وقف قتل الأبرياء.”
أفاد الناطق باسم الدفاع المدني في غزة أن أكثر من 40 شخصاً من عائلة “الأراج” لقوا حتفهم في غارة واحدة على مبنى في حي تل الزعتر.
تواصلت CNN مع قوات الدفاع الإسرائيلية للحصول على مزيد من المعلومات حول هدف الضربات والإجراءات المتخذة لتقليل الحصيلة المدنية.
وفقاً لوزارة الصحة في غزة، فقد قُتل ما لا يقل عن 44,429 شخصاً وأصيب أكثر من 105,000 في القطاع منذ بدء الحرب العام الماضي. ويُعتقد أن هذه الأرقام أقل من الحقيقة، حيث أن العديد من المناطق في شمال غزة غير متاحة، ويُفترض أن العديد من الضحايا لم يصلوا إلى المستشفيات لتسجيلهم.
الأمم المتحدة توقف المساعدات
تزامنت الضربات القاتلة مع سرقة شاحنات تحمل الغذاء والإمدادات الأخرى إلى القطاع المحاصر، مما دفع وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين “الأونروا” إلى وقف المساعدات عبر المعبر الرئيسي بين إسرائيل وغزة.
قال فيليب لازاريني، رئيس الأونروا، إن “القرار الصعب” بوقف التوصيلات عبر معبر كرم شالوم يأتي في وقت “تتعمق فيه المجاعة بسرعة.”
### القرار بوقف المساعدات الإنسانية
تم اتخاذ القرار بعد أن تم “سحب” عدد قليل من شاحنات الطعام على الطريق يوم السبت، حسبما كتب في منشوره على منصة “إكس”. وأخبر مصدر معني بنقل المساعدات إلى داخل غزة شبكة CNN أن خمسة شاحنات محملة بالدقيق قد تم سرقتها بالقرب من الحدود يوم الأحد.
### الوضع الأمني المتدهور
أشار لازاريني في منشوره إلى أن “الطريق خارج هذا المعبر لم يكن آمناً منذ عدة أشهر”، مذكراً بحادثة وقعت في 16 نوفمبر عندما تعرضت نحو 100 شاحنة مساعدات لسروقات من قبل عصابات مسلحة، وهو ما وصفته الأونروا بـ “واحدة من أسوأ” الحوادث من نوعها.
### المعيقات الإنسانية
أضاف لازاريني أن العملية الإنسانية في غزة أصبحت “غير ممكنة بشكل غير ضروري”، مشيراً إلى عوائق فرضتها السلطات الإسرائيلية وقرارات سياسية للحد من كميات المساعدات كعوامل تسهم في انهيار القانون والنظام في القطاع.
### مسؤوليات الاحتلال
شدد لازاريني على أن إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، تتحمل مسؤولية حماية عمال الإغاثة والإمدادات. وأكد على أنه “يجب على السلطات الإسرائيلية ضمان تدفق المساعدات إلى غزة بشكل آمن والامتناع عن الهجمات على عمال الإغاثة”.
### جهود الوكالات الإنسانية
ذكرت وكالة COGAT الإسرائيلية، المسؤولة عن الموافقة على المساعدات إلى غزة، أن “العشرات” من المنظمات الإنسانية الأخرى لا تزال تواصل تقديم الإمدادات للناس في القطاع. وأضافت الوكالة في بيان مشترك مع CNN: “في الأسبوع الماضي، تم جمع أكثر من 1000 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية من المعابر المختلفة وتوزيعها في جميع أنحاء قطاع غزة. وسنستمر في العمل مع المجتمع الدولي لزيادة كميات المساعدات التي تصل إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم وأربعة معابر أخرى بين إسرائيل وغزة”.
### المساهمة الصحفية
ساهمت الصحفية عبير سلمان من شبكة CNN في التقرير.
[رابط المصدر](https://edition.cnn.com/2024/12/01/middleeast/israel-strikes-gaza-aid-halted-intl/index.html)